نبيل حرز الله:

أنا سعيد جداً كوني حراً طليقاً وبين أهل بيتي الذين فارقتهم لمدة طويلة ولم أرى أولادي لمدة 12 عاماً بحيث كانوا أطفال 

حياة السجن هي حياة ظلم وقهر واضطهاد حيث تعيش ضمن قوانين محدودة من غير المسموح تجاوزها ولدي اليوم مشاعر متناقضة وممزوجة بالحزن والفرح في آنٍ واحد

كل الفضل لزوجتي العزيزة التي أحيها على مجهودها وعدم مفارقتي على مدار كل هذه المدة والان سأكرس كل حياتي للعمل والعيش مع اولادي وتعويضهم عن كل الذين فقدوه كل هذه المدة

بأجواء مليئة بالفرحة والأمل استقبلت عائلة حرز الله في بلدة عيلوط اليوم الخميس ابنها الأسير الأمني نبيل حرز الله (40 عاماً)، بعد أن قضى مدة 12 عاماً في غياهب السجون الاسرائيلية عقب توجيه عدة تهم أمنية له من قبل الأجهزة الأمنية وكان من بينها اتهامات "بنقل اشخاص كانوا يريدون  تنفيذ أعمال تخريبية في البلدات اليهودية. حيث اعتقل منذ تاريخ 10/8/2001".

وفي حديث مع الأسير المحرر نبيل حرز الله قال: " لقد اتهمت خلال عملي سائقاً لسيارة اجرة بأنني قمت بنقل منفذ عملية استشهادية الى مدينة حيفا، رغم انني لم اكن اعلم بنيته وبماهية الامر وليست لدي علاقة بمثل هذه الامور وعلى الرغم من برائتي الا أن الشاباك صمم على سجني وادانتي لانني عربي، حتى طريقة اعتقالي كانت غريبة نوعاً ما، فقد تم اعتقالي بطيارات جاءت خصيصاً الى بيتي اضافة الى عدد كبير من سيارات الشرطة، فكل ما يهم هذه الدولة هو تهويل القضية وتضخيمها بالرغم من عدم ثبوت التهم الامنية الموجهة الي".

نبيل حرز الله

حياة ظلم وقهر
وأضاف نبيل حرز الله :" حياة السجن هي حياة ظلم وقهر واضطهاد، حيث تعيش ضمن قوانين محدودة من غير المسموح تجاوزها، ولدي اليوم مشاعر متناقضة وممزوجة بالحزن والفرح في آنٍ واحد، فبالرغم من خروجي من السجن بعد 12 عاماً وفرحتي بلقاء اطفالي الا انني ايضاً قد ودعت في السجن اخوة عشت معهم فترة طويلة واعتدت على وجودهم في حياتي، فبالنسبة لي بعد هذه الفترة الطويلة تغمرني الفرحة بالحرية فأشعر اليوم وكأنه ميلادي الجديد، بعد طول غيابي عن عائلتي والحديث مع زوجتي واولادي من وراء الزجاج واليوم انا احتضنهم، لذلك انا احتفل اليوم بميلادي الجديد، ترعرت مع اولادي وزوجتي التي اقدم لها جزيل الشكر والاحترام والتقدير لانها وقفت بجانبي وربت اطفالي، ومن ناحية اخرى انا تركت اخوة في السجون، اخوتي السجناء، لذلك اوجه نداء للمسؤولين بالتواصل بشكل اكبر مع الاسرى".

فترة معاناة
وقال الأسير المحرر نبيل:" في الحقيقة لقد كانت فترة معاناة كبيرة بالنسبة لي، فترة الـ 12 عاماً ليست بالفترة القصيرة، ناهيك عن هذه القوانين التي سنت وعلينا أن نتقيد بها وأن لا نخالفها بتاتاً، لكن بحمد الله فقد مرت الفترة بخير دون أية مشاكل تذكر".
واضاف:"أما من ناحية التواصل وزيارة الأهل لقد كانت المعيلة لي هي زوجتي التي لم تفارقني مدة الـ 12 عاماً ولم تتركن رغم أنني قد تركت لها الحمل الثقيل في تربية الأولاد ولعبت خلال سنوات سجني دور الأم والأب وكل شيء لهم حتى تقوم بواجبها نحوي ولم تتخل عني رغم كل ما مر علينا". وتابع نبيل حرز الله:" لقد شاركت في الاضرابات عن الطعام التي كانت تنظم في السجون فهي الحل الوحيد لمشاكلنا وانا طبعا جزء من الحركة الأسيرة التي كانت تقوم بواجبها داخل السجون حتى لا يقمعوننا بقوانينهم وكل ما يكون نتيجته سلبية علينا كوننا أسرى أمنين في سجون الاحتلال".

طعم الحرية
واختتم نبيل حرز الله حديثه :"أنا سعيد جداً كوني الآن أعتبر حرًا طليقاً وبين أهل بيتي الذين فارقتهم لمدة طويلة ولم أر أولادي لمدة 12 عاماً بحيث كانوا أطفال ، أطفال الذين أحبهم جدا وكنت أفكر فيهم طوال فترة الأسر، والان سأكرس كل حياتي للعمل والعيش مع اولادي وتعويضهم عن كل الذين فقدوه كل هذه المدة ".