الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 15:02

دراسة تؤكد: طفولة الأهل تؤثر على تربية الأبناء

أماني حصادية -
نُشر: 06/08/12 11:26,  حُتلن: 14:41

يمكنك أن تحمي أبناءك من الإضطرابات السلوكية بأن تتعرف على نمطك التربوي ما يعني أنك بحاجة لأن تقف مع نفسك مراجعاَ خبراتك القديمة

ماتعلمته واكتسبته من خبرات سيؤثر في أسلوب تعاملك مع أبنائك وطريقة تنشأتهم وبناء شخصيتهم فأنت ربما تسيء لطفلك بدنياً أو عاطفياً نتيجة لخبرات سلبية سابقة عشتها

أنت الأن مازلت شاباً لم تتزوج بعد وأنت كذلك، قد يحلم كل شاب وفتاة بشريك الحياة وكيف ستكون صورته وكذلك يحاول أن يتصور نفسه وكيف سيكون شريكاً للآخر، لكن من منا يفكر كيف سيكون أباً أو كيف ستكون أماً؟ أو ما هو النمط أو الأسلوب التربوي الذي سيتبعه مع أبنائه فيما بعد. هل تصورت يوماً أن أسلوبك في تربية الأبناء قد تعلمته واكتسبته منذ كنت طفلا صغيراً؟!


صورة توضيحية - تصوير: Thinksrock

نعم لا تندهش فأنت تتعمله من خلال خبراتك مع الأسرة فى طفولتك، ولاشك أن ماتعلمته واكتسبته من خبرات سيؤثر في أسلوب تعاملك مع أبنائك وطريقة تنشأتهم وبناء شخصيتهم، فأنت ربما تسيء لطفلك بدنياً أو عاطفياً نتيجة لخبرات سلبية سابقة عشتها في طفولتك مع أسرتك، لكن ذلك للأسف قد يؤدي أحياناً إلى ظهور الإضطرابات السلوكية في الأبناء كالعصبية والعناد والكذب وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى ظهور اضطرابات أكثر جسامة كالسرقة والهروب من المنزل والمدرسة بل والوقوع في شرك الإدمان.

الإضطرابات السلوكية
يمكنك أن تحمي أبناءك من الإضطرابات السلوكية بأن تتعرف على نمطك التربوي، ما يعني أنك بحاجة لأن تقف مع نفسك موقف الصراحة والمواجهة مراجعاَ خبراتك القديمة بما في ذلك من احتمالات لشعورك بالألم لتذكرك ما لا تود تذكره أحياناً، والآن عليك أن لتبدأ بسؤال نفسك عن أي من الخبرات رجحت كفته فى طفولتك، الخبرات الإيجابية من الدعم النفسي من الأسرة التي طالما عددت مواهبك واعترفت بقدراتك وعذرت وسامحت فى أخطائك وعلمتك كيفية تجاوز الأخطاء وتجنبها فيما بعد، أنت إذن واثق من نفسك تقف على أرض صلبة، بنيت مفهوماً إيجابياً عن ذاتك، أنت إذن أب سوي وأنت كذلك أم سوية، ولاشك أن هذا السواء سينتقل إلى الأبناء من خلال أسلوب التواصل والمعاملة. أم أن كفة الخبرات السلبية هى من كانت لها ثقل وهوت بك إلى بئر الصراعات النفسية الدفينة، فلقد ذقت ما ذقت من أشكال الإساءة البدنية والنفسية كالعنف الجسدي واللفظي من النقد والتوبيخ أو الإهمال، فها هي أمك ماتلبث أن تعود إلى المنزل بعد أسبوع غضب في منزل أسرتها لتعود وتكرر نفس الفعل إثر كلمة قالها الوالد أغضبتها، فهو أيضاً ربما لايستطيع أن يمسك لسانه عن الاستفزاز غير عابئاً برد فعلها وتركها للمنزل دون الالتفات إلى مشاعر أطفالهما وكيف يفقدون الشعور بالأمان شيئاً فشيئاً.

تشويه النمط التربوي
من يعطينا الأمان لايقدر على حل مشكلاته ونقصد هنا الأب والأم فهل سيستطيعون حمايتنا؟ فهل كنت طفلا من هؤلاء الأطفال الذين تعرضوا لمثل هذه الأنواع من الإساءة؟ وإن كان الأمر كذلك فهل تم تشويه مفهومك عن تربية الأبناء لتصبح أباً أو تصبحين أماً غير قادر أو غير قادرة على التعامل مع الأبناء بشكل سوي؟ فما هي مظاهر تشويه النمط التربوي التي ينبغي أن نراها في أنفسنا وفي طريقة تواصلنا مع الأبناء؟
1. أن تكون لديك توقعات غير واقعية في سلوك الأطفال
عليك أن تعرف الخصائص النمائية والنفسية لكل مرحلة، فالأم التي تضرب ابنها لأنه لا يكتب مثل أقرانه في الحضانة لم تتعلم أن هناك فروقاً فردية بين الأطفال تجعل هناك تفاوتاً في السن الذي يصل فيه كل منهم إلى إكتساب مهارة ما، فالأمر يرتبط بنمو الجهاز العصبي والتوافق العضلي الحركي اللازم لنمو هذه المهارة.
2. هل تزعجك شقاوة الأطفال مفترضاً أن الطفل لابد أن يمكث بلا حراك مثله مثل مقعده؟ الحركة في الأطفال ظاهرة صحية وماعاداها من الإستكانة والهدوء المفرط أمر يقلق طبيب الأطفال أو الطبيب النفسي لأنه قد يشير إلى وجود إضطراب ما كامن لم تظهر أعراضه كاملة بعد.
3. هل تكثر من نقد طفلك وتوبيخه ووصمه بشكل مباشر(كقولك له أنت وحش) ووصم غير مباشر(كقولك ياريتك مثل  فلان أو فلانة) أنت إذن تصيب طفلك بالإحباط وتهدم ثقته بنفسه في مهدها ما قد يؤثر في نمو بعض المراكز في جذع المخ والمخ الأوسط ويؤدي ذلك إلى خلل فى إفراز بعض المواد الكيمائية بالمخ والذي قد يتسبب في ظهور الإضطرابات السلوكية مثل القلق والإندفاعية وفرط الحركة وعدم القدرة على ضبط النفس والسلوك العدواني، وخلاف ذلك فإن التعرض المستمر للنقد يؤثر أيضاً في نمو الجهاز الحافي للمخ والذي قد يؤدي إلى خلل في نمو وارتقاء المشاعر وهو ما يعد مسؤولا عن ظهور الإضطرابات النفسية فيما بعد.
4. هل تعي مشاعر الأطفال أم أنك تبحث عن الطاعة العمياء؟ وطفل يسمع الكلام؟ وهل تعرفين كيف تدعمين بناء الرباط العاطفي بطفلك؟ ومما لاشك فيه أن الأم التي ترفض الرضاعة الطبيعية مثلا لأنها تخاف على مظهرها ورشاقتها هي أم لا تدرك مطلقاً مشاعر الأطفال وكيف أن الرضاعة الطبيعية لاتعني التغذية الجسمية بشكل مجرد بل هي أشمل من ذلك بكثير، فهي رباط عاطفي يسمح للطفل بتكوين مفهوم إيجابي عن الأخر وعن الحياة ككل، والأب والأم اللذان يفقان موقف العناد الصارخ أمام الإبن الذي يبكي كثيراً واصفين إياه بالزنان لايقفان كثيراً عند مشاعر الأبناء، فهناك طفل يبكى كثيراً لأنه محبط أو لأن الإكتئاب قد تسلل إليه وربما يبكي بعض الأطفال كثيراً إذا ما كانت لديهم حساسية مفرطة في الجهاز العصبي تجعله لايقدر على تحمل التعب أو التعرض للحر الشديد أو الجوع أو الشعور بالعطش. فماذا لو بحثنا عن سبب البكاء وحاولنا أن نصل إلى الحل بهدوء دون الوقوف أمام الطفل بندية تعكس رغبة لدينا في الشعور بالسيطرة ونشوة الانتصار على هذا الصغير خاصة إذا ما كنا نحن نعاني أنفسنا من مشكلة ما تتعلق بتوكيد الذات ولم نجد إلا هذا الصغير لنحل صراعنا النفسي بأن نتحداه ونقهره.
5. هل اعتدت أن الضرب هو الأسلوب الأمثل فى التربية؟ ربما تكون قد تربيت بهذه الطريقة فلن تجد بداً من أن تتوحد بوالديك أحدهما أو كلاهما إذا كانا اعتادا هذا النوع من التعامل معك، وربما تعيد نفس النمط لتهرب من مشاعر الألم التى تنتابك حينما تتذكر هذا الإيذاء فتهرب من ذلك بتكرار نفس الأفعال وكأنك تقر أنهما كانا على صواب وأنك أبداً لم تتعرض للإهانة بيد أن النضج النفسي يعني أنك ترفض هذا الأسلوب ولاتشعر بالألم فأنت الأن ناضج بما يكفي لكي تلتمس لهما العذر فلم يتعلما غير ذلك ولم يقصدا إيذاءك.
6. هل تسعى في تربية أبنائك أن تعطيهم الكثير مادياً ومعنوياً منتظراً أن يعوضك الأبناء عما فاتك من حب وحنان؟ فهذه الأم التى أصابها الإحباط من أسرتها في السابق ثم أصابها الإحباط من الزوج تكرس حياتها للأبناء حتى يعوضوها ما فاتها، وأبداً لن يحدث بل ينبغى أن تعطي وتسعد بالعطاء متى رأت ذلك ينعكس على أبنائها، فعليها أن تتجاوز ألم الحرمان إلى الإيثار.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة