الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 15:02

مجزرة شفاعمرو الدرس الذي لن ننساه / بقلم الشيخ النائب إبراهيم صرصور

كل العرب
نُشر: 05/08/12 17:10,  حُتلن: 21:51

النائب إبراهيم صرصور في مقاله:

نفَّذ الارهابي اليهودي ناتان زاده جريمته النكراء واعتداءَه الآثم وعدوانه الغاشم على مواطنين ابرياء ، لا لشيء الا لأن ضحاياه كانوا عربا فقط

لقد نجح هذا الارهابي اليهودي الوضيع أن يضع حدا لحياة افراد من شعب تعود على تقديم التضحيات على مدى قرن من الزمان وما يزال  الا انه أعجز من ان يُطْفِىء السراج المنير في قلب كل منا

 لا أمْنَ ولا أمان ، هكذا كان حالنا دائما منذ النكبة مرورا بمجزرة كفر قاسم في 1956/10/29 ومذبحة يوم الارض في 1976/3/30 ومجزرة هبة الاقصى في تشرين اول 2000 وانتهاء بمذبحة شفاعمرو

لقد تعودنا في كثير من المناسبات أن نسمع او نقرأ او نرى عددا من القيادات الاسرائيلية تصف مرتكبي الجرائم ضد الفلسطينيين : بشرا وارضا ومقدسات على أنهم مصابون بامراض عقلية مهووسون  ممسوسون بمردة الجن وعفاريتها

لقد جاء تقرير لجنة التحقيق العسكرية التي شكلها حلوتس لتؤكد على اهمال الاجهزة الامنية في معالجة ملف السفاح زاده ، ولتشكل لطمة في وجه كل من يحاول التقليل من فظاعة الجريمة وضلوع الاجهزة في عدم منعها مع القدرة على ذلك

القانون لا يعتبر ضحايا شفاعمرو ضحايا ارهاب وإنما يعتبر ان ضحية الارهاب هو الشخص الذي يصاب من قبل تنظيم معاد لاسرائيل والتنظيم الذي انتمى اليه الارهابي ( زاده ) لا يدخل ضمن هذا التعريف .. ليس امام اسر الضحايا في هذه الحالة كما ينص القانون الا ان تتوجه الى لجنة خاصة من أجل تحصيل تعويضات لمرة واحدة الا اذا تم تعديل القانون

الخميس، الرابع من شهر آب من العام 2005 ميلادية ... ارهابي يهودي، يركب باصاً من مدينة حيفا ، متوجها الى مدينة شفاعمرو العربية ..عندما يصل الباص الى قلب المدينة ، يفتح الجندي الارهابي اليهودي النار من رشاشه على ركاب الباص من العرب، فيقتل اربعة منهم على الفور ويجرح عشرة قبل ان ينجح المواطنون من السيطرة عليه " وابطال مفعوله " .

وقعت الكارثة التي لم نستبعدها ابداً، في ظل أجواء التحريض الدموي ضد جماهيرنا العربية الفلسطينية وقيادتهم ، والتي تَوَلَّى كِبَرَها عددٌ كبير من قادة الفكر والسياسة والدين اليهود في اسرائيل..

حتى لا ننسى مهما طال الامد
نفَّذ الارهابي اليهودي ناتان زاده جريمته النكراء ، واعتداءَه الآثم وعدوانه الغاشم على مواطنين ابرياء ، لا لشيء الا لأن ضحاياه كانوا عربا فقط .. لم تُشَكِّل الشابتان دينا وهازار تركي خطرا على أحد ، كذلك نادر حايك وميشيل بحوث ، وانما رأى المجرم فيهم عروبتهم الشامخة ، واصرارهم على الحياة الحرة في وجه التحديات والسياسات العنصرية ، وتشبثهم بالوطن الذي لا وطن لهم سواه ، فكان ذلك كافيا ان يصب عليهم نار احقاده التي نَمَتْ وترعرعت في دفيئات التحريض والحقد اليمينية المتطرفة .. لقد نجح هذا الارهابي اليهودي الوضيع أن يضع حدا لحياة افراد من شعب تعود على تقديم التضحيات على مدى قرن من الزمان وما يزال ، الا انه أعجز من ان يُطْفِىء السراج المنير في قلب كل منا ، اوأن يكسر الارادة الصلبة في اعماق كل واحد فينا ، في الوقوف في وجه الرياح العواصف والاعصارات القواصف ، او ان يحطم الامل في نفس كل منا في الغد المشرق والمستقبل الواعد، الذي نعيش فيه احرارا كما ولدتنا امهاتنا ... مَرَّ نحو سبع سنين على تلك المجزرة ، التي حركت امواجا عاتية من التفاعلات ، ودفعت الى السطح عددا هائلا من علامات السؤال والاستفهام، وفتحت جروحا غائرة لم تندمل يوماً، وفرضت اجندات جديدة حول طبيعة العلاقة المتأزمة بين دولة اسرائيل والاقلية العربية الفلسطينية فيها ... رأيت من المناسب في هذه المرحلة ان أُذَكِّرَ بما كان ، وبما هو كائن وبما سيكون ، حتى نذكر والى الابد ، وحتى لا ننسى مهما طال الامد ...

جماهيرنا العربية تحت الهجوم
لا أمْنَ ولا أمان ، هكذا كان حالنا دائما منذ النكبة ، مرورا بمجزرة كفر قاسم في 1956/10/29 ، ومذبحة يوم الارض في 1976/3/30 ، ومجزرة هبة الاقصى في تشرين اول 2000، وانتهاء بمذبحة، شفاعمرو . ناهيك عن المذابح التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع والقدس المحتلة .. لم نشعر بالأمن يوماً، ولم نذق له طعماً ، فنحن نشعر بالتهديد الحقيقي . مئات الارهابيين اليهود ما زالوا يتحركون احراراً ، لا ندري متى سيكون هجومهم التالي ولا اين !!! سنظل نشعر بالخطر ما لم تتخذ اسرائيل من الاجراءات الرادعة والعملية والفعالة على المستويين السياسي-القانوني ، وعلى المستوى التنفيذي ، ما يُبْطِلُ خطر الارهاب اليهودي من جهة ، ويُطَمْئِنُ جماهيرنا العربية على دمائهم وحقوقهم وحياتهم . طالبنا حينها ، كما طالبت لجنة المتابعة في اجتماعها الطارىء يوم السبت 2005/8/6 ، بتنفيذ عدد من الاجراءات الفورية من اهمها الاعلان عن الهجوم الدموي على اعتباره عملا ارهابيا ، والعمل على عدم تكراره ، والاعتراف الرسمي والقانوني بضحايا الارهاب اليهودي واسرهم كضحايا ارهاب مع كل ما يترتب على ذلك من حقوق ، والاعلان عن منظمات العنف والكراهية اليهودية كمنظمات ارهابية فوق كونها غير قانونية ، والعمل على تفكيك بناها التحتية والتسلحية والعسكرية ، ووقف اعمال التحريض على الوسط العربي وقيادته ، والتنفيذ الفوري لتوصيات لجنة اور بشأن ضحايا الارهاب السلطوي في احداث تشرين اول 2000  لقد رأينا التفافا يهوديا ملموسا حول الوسط العربي في ظل المجزرة ، وتضامنا مشكورا ، ارسى قواعدَ عَمَلٍ جديدة غذاها الدم الزكي هذه المرة ، كما شهدنا زيارات لقيادات سياسية ودينية وفكرية عَبَّرَتْ كلها عن شجبها واستنكارها للهجوم الارهابي ، ووعدت بفعل كل ما هو مطلوب لاصلاح الوضع ووضع الحق في نصابه .. حدث كل ذلك .. فماذا تحقق منه في الواقع ؟!!هذا هو السؤال الاهم ، وهذا ما سنحاول الاجابة عنه من خلال روايتنا لقصة المجزرة من بدايتها ..

إجماع على ادانة المجزرة
فَتَحْتُ صحيفة يديعوت احرونوت يوم الجمعة 2005/8/5 ، ووجدت هنالك تغطية جريئة لاحداث المجزرة ، وتحليلاً شجاعا لدوافعها والعوامل التي ساهمت في تنفيذها ، والتمهيد لها ، وانتقادا لاذعا لاجهزة الدولة التي لم تعمل ما فيه الكفاية لمنع المجزرة التي كانت فصولها ظاهرة للعيان دون عناء .. نعم لقد كان العنوان بارزا على الحائط كما يقول المثل الدارج.. وقعت عيناي على تحليل لكبير المحللين السياسيين في الجريدة الكاتب والصحفي اليكس فيشمان ، والذي قال (بأن القتل في شفاعمرو كان حادثاً فردياً ، لكن زاده هو ظاهره ، وهنالك العشرات وربما المئات مثله ) ... مررت ببصري مُمْعِناً النظر في كل كلمة ، ولفت انتباهي ما نقله الكاتب عن قائد القوات البرية وقت ذاك في الجيش رون يفتاح والذي صرح مستغربا:( كيف سمحنا لانفسنا بأن يتواجد قاتل كهذا في الجيش ؟!لا يمكننا القول بأننا فعلنا ما يجب لمنع الجريمة). لم تفاجئني الحقائق ، ولكن فاجأتني قوة الاعتراف، الذي لم نعهده من قبل . لعلها الصدمة الاولى ، والتي عادت السياسة بعدها لتمارس قسوتها من جديد على الضحية العربية ايا كانت هذه الضحية .. لقد بلغ تقرير فيشمان الذروة ، كما يقال في البناء الدرامي للرواية ، حينما وجه سؤالا خطيرا حول دور الشاباك وأثر تقصيره المصيري على سير الاحداث حتى وصلت الى ساحة الجريمة ، فقال :( كيف يمكن ان نتصور الاَّ تَتِم مطاردة الجندي الهارب ، واعتباره شخصا خطيرا ، وما دور الشاباك في هذه القضية ، وهل كان لدى الشاباك دوافع مهنية خفية دفعته الى عدم القاء القبض عليه قبل ان ينفذ جريمته ؟؟!!).

بداية غير موفقة!!!
الاثنين 2005/8/8 نشرت جريدة هآرتس ، خبرا حول قرار قائد هيئة الاركان الاسرائيلي حينذاك الفريق دان حلوتس ، بتشكيل لجنة تحقيق لبحث ملابسات المجزرة ، يقف على رأسها العميد احتياط آيكا ابرينيل ... تساءلت الصحيفة حول ما اذا كان الهدف من هذا التحقيق هو الكشف عن فشل الجيش الاسرائيلي والأجهزة الامنية في منع الجريمة ، ام محاولة تبرأه القاتل والمسؤولين عنه ، واحالة التهمة الى ما يسميه الساعون الى "لفلفة " القضية( عدم وجود جهاز لتنسيق المعلومات) بين الاجهزة الامنية. الجنرال دان حالوتس صَرَّحَ في اكثر من مناسبة ان الهدف هو وضع اليد على بقية "القنابل الموقوتة" في صفوف الجيش الاسرائيلي، في الوقت الذي صرح فيه كثير من القادة العسكريين عدم استبعادهم إمكانية تكرار مجزرة كمجزرة شفاعمرو ، اضافة الى ان انظمة الشاباك والجيش لا تعتبر زاده وامثاله ممن يسمون( بشبيبة التلال ) ، ضمن حالة التطرف الشديد . فهل وضع الجيش حتى هذه اللحظة يده على أحد من هذه ( القنابل الموقوتة ) ؟!! وما معنى أن يوعز رئيس هيئة اركان الجيش الى رئيس لجنة التحقيق : " بعدم التركيز اثناء التحقيق في البحث عن المتهمين ، وانما في الكشف عن العبر الفورية التي يمكن استخلاصها من القضية !!!" ... أيَّد وزير الدفاع في حينه موفازما ذهب اليه الجنرال حالوتس من وجود فارين خطرين من الجيش ، وذلك في اجابته عن سؤال في جلسة مغلقة للجنة الخارجية والامن البرلمانية ، أن الجيش بصدد البحث عنهم ووضع اليد عليهم ... ونحن نسأل مرة اخرى : ما الذي تحقق على هذا المسار حتى الان ؟ !!!

محاولات لتبرئة السفاح وتحويل بؤرة الاهتمام..
لقد تعودنا في كثير من المناسبات ، ان نسمع او نقرأ او نرى عددا من القيادات الاسرائيلية ، تصف مرتكبي الجرائم ضد الفلسطينيين : بشرا ، وارضا ومقدسات ، على أنهم مصابون بامراض عقلية ، مهووسون ، ممسوسون بمردة الجن وعفاريتها. فأن لم ينجحوا في ذلك ، نراهم يحاولون بكل ثمن صرف الانظار عن فظاعة الجرائم المرتكبة ضد جماهيرنا العربية الفلسطينية وضحاياها ، والتركيز على ظروف المجزرة ودواعيها ، الى حد قد يصل إلى تبرئة المجرمين ، وتحميل الضحية مسؤولية قتلها ... هذا ما حصل فعلا مع المجرم ناتان زاده ، والذي حاولت وسائل الاعلام مع ورود الاخبار الاولى للمجزرة في شفاعمرو ، تصوير الحدث على اعتباره مشاجرة بين جندي درزي وركاب عرب ادى الى اطلاق رصاص ووقوع ضحايا ، ثم تغيرت الرواية بعد أن عُرِفَتْ هوية المجرم ، فروّجت كثير من وسائل الاعلام أن الجندي الاسرائيلي تعرض للاعتداء من قبل ركاب الباص العرب، مما دفع الجندي الى اطلاق الرصاص دفاعا عن نفسه . فلما اكتشفت وسائل الاعلام الخطيئة بعد ساعات من الحدث ، بدأت تبحث عن مبررات لهذه الجريمة من خلال النظر في ملفات السفاح النفسية ، وافادات العائلة والتركيز على اقوال ( الام الحنون !!)التي اتهمت العرب في المدينة بقتل ابنها ، ومن ثم حديثها عن ازمات نفسية عانى منها القاتل مما دفعها الى ابلاغ الجهات المختصة بالامر ...

حصل ذلك كله ، الا انه ورغم مرارته التي لا يمكن ان تصفها اقلام الارض ، فقد كانت محاولات الاعلام ووزير الامن الداخلي وقتها جدعون عيزرا ، وفي فترة لم تُغْلَق فيها بيوت العزاء بعد ، ولم تجف فيها دماء الضحايا ، شد الانظار عن المجزرة البشعة نحو ملابسات ما اسموه ( قتل الجندي السفاح في شفاعمرو ) .. كانت دعوة عزرا علانية لفتح تحقيق حول ما اسماه ملابسات قتل السفاح ، جريمة منكرة جديدة وتحريكا للسكين في جسم الضحية ، واهانة لا يمكن ان تغتفر. حسنا فعلنا وفعل الوسط العربي كله في التصدي لهذه المحاولة خرجت الى النور في النهاية ، وما زال شبابنا يحاكمون حتى اللحظة ، حيث لا نستطيع ان نتنبأ بما يمكن لاجهزة الدولة ان تفعله . لقد جاء تقرير لجنة التحقيق العسكرية التي شكلها حلوتس لتؤكد على اهمال الاجهزة الامنية في معالجة ملف السفاح زاده ، ولتشكل لطمة في وجه كل من يحاول التقليل من فظاعة الجريمة وضلوع الاجهزة في عدم منعها مع القدرة على ذلك . قدمت اللجنة تقريرها الخميس 25 - 8 - 2005 ، حيث اشار التقرير الى عدة عوامل ادت الى حدوث عملية القتل ، منها اهمال التحذيرات التي اطلقتها أم القاتل حول تحركات ابنها السفاح مع مجموعات متطرفة من مستوطنة تبوح الاكثر عنفا على الاطلاق ، وكذلك تجاهل الاجهزة الامنية لتوجه الصحفية ( كرميلا منشي ) المراسلة العسكرية للاذاعة الاسرائيلية حول الموضوع قبل وقوع المجزرة بايام ، حيث شهدت الصحفية بأن الجيش ابلغها بأن ( المسألة معروفة للجيش ، وهي قيد المعالجة من قبل الجهات المعنية ) ، كما واشارت اللجنة الى أن ( جهاز الغربلة) في الجيش مخترقة تماما على يد الجهات المتطرفة ، والتي تجعل من اندساس المتطرفين في صفوف الجيش امرا سهلا ، ولكن اكتشافهم قبل ارتكابهم لجرائم تكاد تكون مستحيلة .. ونسأل هنا : ما الذي فعله الجيش في هذه النتائج ، وأين هي الرؤوس التي طارت بسبب هذا الاهمال ؟!!


التاريخ يعيد نفسه
عندما وقعت مجزرة كفر قاسم ، لم تعترف الدولة بمسؤوليتها عن المذبحة ، رغم أن جنودها هم من نفذوا فصولها الدموية بأوامر عسكرية صريحة وواضحة ، وعليه فقد طرحت الدولة على أسر الضحايا القبول بتعويضات لمرة واحدة ، وتحويل ملفات المصابين الى التأمين الوطني على اعتبار ان ما حدث لم يكن اكثر من قضية اصابة عمل ، يتحدد القرار فيها بناء على نسبة العجز الذي يعاني منه الفرد .. وانتهى الامر عند هذا الحد ... فهل تغير الوضع في العام 2005 ميلادية ؟!!! الاجابة على هذا السؤال تأتي في قرار مؤسسة التأمين الوطني ، واللجنة الوزارية الخاصة المشكلة لبحث مسألة تعويضات الضحايا ، واللتين رفضتا الاعتراف بالضحايا على أنهم ضحايا اعمال عدائية او ارهابية ، وذلك لان القانون المنظم لهذه العملية لا يشير من قريب او بعيد الى الضحية ان كانت عربية ، والمجرم الارهابي ان كان يهوديا ، وانما تشير فقط الى الضحية اليهودية الذي يقع هدفا ( للارهاب ) العربي !! ... بناء على ذلك فالقانون لا يعتبر ضحايا شفاعمرو ضحايا ارهاب ، وإنما يعتبر ان ضحية الارهاب هو الشخص الذي يصاب من قبل تنظيم معاد لاسرائيل ، والتنظيم الذي انتمى اليه الارهابي ( زاده ) لا يدخل ضمن هذا التعريف .. ليس امام اسر الضحايا في هذه الحالة ، كما ينص القانون الا ان تتوجه الى لجنة خاصة من أجل تحصيل تعويضات لمرة واحدة ، الا اذا تم تعديل القانون ...

تعديل القانون
لا بد اذن من تعديل للقانون حتى يتسنى لضحايا الارهاب اليهودي من العرب ، الحصول على حقوقهم تماما كما يحصل عليها اليهود في حالة مشابهة .. من أجل ذلك بعث مركز " عدالة " الثلاثاء 30 - 8 - 2005 نيابة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ، برسالة لكل من رئيس الوزراء والمستشار القضائي للحكومة ، ومدير عام مؤسسة التأمين الوطني في حينه ، مطالبا اياهم بالاعتراف الفوري بضحايا العملية الارهابية في شفاعمرو كمتضرري اعمال عدوانية وذلك بناء على المسوغات التالية :

اولا : ان عدم الاعتراف مخالف لجوهر قانون التعويضات لمتضرري الاعمال العدوانية من العام 1970 .

ثانيا : ان القرار بعدم الاعتراف بالضحايا على اعتبارهم ضحايا ارهاب ، يعني ان العملية البشعة التي نفذها زادة ليست الا مجرد عملية جنائية عادية ، وليست عملية عدائية نفذت ضد مواطنين عرب ابرياء على خلفية عنصرية .

ثالثا : جوهر القانون هو في اعتراف الدولة بواجبها ، من خلال عدم تجاهل مواطنيها الذين وقعوا ضحايا اعمال عدوانية . بالاضافة الى العامل المادي المتمثل بدفع التعويضات ، هنالك ايضا العامل الاخلاقي والمعنوي وهو الاهم .

رابعا : ان اعتراف الدولة بضحايا مجزرة شفاعرو هو الدلالة الوحيدة لشجب العملية من قبل الدولة ومؤسساتها ، والاشارة البليغة الرادعة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مجزرة اخرى ضد العرب .

خامسا :ان توجيه عائلات الضحايا الى لجنة خاصة ، ورفض سريان القانون عليهم ، هو المؤشر لخلق مسارين منفصلين : احدهما للعرب واخر لليهود ، مما يكرس " تفوق اليهود"
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة