الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 23:02

هل جُن الأسد ..؟/بقلم:هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 04/08/12 09:05,  حُتلن: 10:57

هاني العقاد في مقاله:

اعتقد أن الأسد اليوم قد أصيب بالفعل بالجنون ودخل معركة ضد الكل في سوريا والفلسطيني أصبح أمام الحصار ومرمي النار والقتل اليومي لأنه لم يقاتل إلى جانب جيش بشار النازي ولم يوافق على أن يستخدم كمرتزقة وأداة في يد النظام السوري 
 

ما يجعلنا نعتقد أن الأسد جُن ووصل إلى مرحلة الانتقام من الكل في سوريا فلسطيني وغير فلسطينيي ما دام لا يقاتل مع شبيحته وجيشه هو إدراكه تخلى الكثير من أصدقائه بالعالم عنه بسبب حجم الدم الذي أريق في سوريا حتى الآن ودخول القضية في معادلة جرائم الحرب واقترابها من حرب الإبادة الجماعية

سيسقط النظام في سوريا إن عاجلا أو أجلا وسينتهي حكم بشار الأسد وسيرحل إلى الأبد، وسيحاكم الشعب السوري كل تلك الفئات المستزلمة التي أراقت دماء أبنائه لنصرة البغي والظلم والقهر، لكن من غير المعروف إن كان سينقذ نفسه من حبل المشنقة أم لا، وما دعاني لأبدا مقالتي هذه بحتمية سقوط الأسد ما يجري الآن من حرب ضروس في كافة بقاع سوريا وحجم الدم الذي سفك من قبل شبيحة الأسد وجيشه الأخرق الذي يعتقد أن سوريا أمام مؤامرة كبيرة ويريد إنقاذها من أهلها ...!، ولا اعتقد أن هذا الجيش ينتمي إلى وطن لان انتماءه الأول والأخير لبشار العلوي القاتل وبالتالي فان هذا الجيش يعتقد انه يحمي سوريا من خلال حماية الأسد لأنه يعتقد خطأً أن سوريا هي الأسد والأسد هو سوريا مع إنكار حق أي مواطن سوري أخر أو حتى غير سوري في العيش بكرامة وحقوق مدنية وسياسية كاملة و غير منتهكة.

مذبحة جديدة
لم يتوقف القتل دقيقة واحدة منذ أن اندلعت الثورة بشكلها السلمي في سوريا، ولم تتوقف المجازر ولم يرحم دماء أبناء الشعب السوري أبدا بل أن حجم القتل والذبح والتشريد ازداد ضراوة مرحلة بعد الأخرى إلى أن وصل القتل بلا سبب وبلا تمييز بين صغير وكبير أو أمرآة ورجل أو مواطن ولاجئ، واليوم يبدو أن النظام السوري قد جن وفقد صوابه ولم يعد قادرا على تقبل السقوط المتوقع فدفع مرتزقته ليرتكبوا مذبحة جديدة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والمحاصر منذ أيام راح ضحيتها أكثر من مائة ضحية فلسطينية بين شهيد وجريح، واعتقد أن الأسد اليوم قد أصيب بالفعل بالجنون ودخل معركة ضد الكل في سوريا، والفلسطيني أصبح أمام الحصار ومرمي النار والقتل اليومي لأنه لم يقاتل إلى جانب جيش بشار النازي ولم يوافق على أن يستخدم كمرتزقة وأداة في يد النظام السوري توجه ليقتل بها من يريد من الفلسطينيين أنفسهم وغير الفلسطينيين، كل هذا حتى لا يبقي الفلسطيني على الحياد من هذه القضية، لكن دماء الفلسطينيين التي زهقت في المخيم وضعت الفلسطينيين هناك أمام خيارين إما الدفاع عن النفس وحماية أبنائهم وأطفالهم ونساؤهم من سكاكين شبيحة وأتباع النظام السوري، وأما الرحيل قبل مرحلة الحسم واللجوء إلى بلد أخر .

عوامل النصر
مع وصول الأسد إلى مرحلة الجنون الفعلي وفقدان كل عوامل النجاة أصبح يتوقع دخول الصراع في سوريا إلى مراحل إبادة جماعية خلال الأيام القادمة وهذه الإبادة بالطبع لكل من يعتنق مذهب إسقاط النظام في سوريا والبحث عن الحرية والديمقراطية والأمن الاجتماعي والسياسي ومن يناصر الثوار ويقدم إليهم المد والعون، وما بين جنون بشار الأسد ونظامه واعتقاده أن الشعب السوري متآمر وخائن يبقي الوضع في سوريا على حافة مرحلة الحسم بين المتقابلين المتقاتلين، الجيش النظامي بآلته الحربية وأسلحته الكيماوية التي ستبيد مئات الآلاف من أبناء الشعب في ساعة واحدة والجيش الحر الذي يدافع عن هذا الشعب بأسلحته التقليدية والبسيطة، واعتقد أن مرحلة الحسم هذه ستكون أسرع مما يعتقد المراقبين لان كل من الطرفين يخطط لساعة الصفر والانقضاض على الأخر، لكن الفارق في المعادلة أن الجيش السوري الحر والثوار في سوريا لديهم قوة اكبر من قوة جيش الأسد من حيث العقيدة القتالية والمبدأ الذي يقاتلون من اجله وإرادة النصر وهذا من أهم عوامل النصر، وحتى لو استخدم الأسد أسلحة كيماوية معينة ليسقط الرعب في معنويات الثوار ويشتت صفوفهم وينتقم من أهلهم فان هذا سيكون له مردودا عكسيا من الناحية القتالية وسيكون المدخل الذي ينتظره العالم ليتدخل عسكريا في سوريا وسيكون الأسد قد سارع بوضع رقبته داخل حبل المشنقة.

معادلة جرائم الحرب
ما يجعلنا نعتقد أن الأسد جُن ووصل إلى مرحلة الانتقام من الكل في سوريا فلسطيني وغير فلسطينيي ما دام لا يقاتل مع شبيحته وجيشه هو إدراكه تخلى الكثير من أصدقائه بالعالم عنه بسبب حجم الدم الذي أريق في سوريا حتى الآن ودخول القضية في معادلة جرائم الحرب واقترابها من حرب الإبادة الجماعية، وإدراك الجميع أن معركة الأسد أصبحت خاسرة، هذا بالإضافة لفقده لأهم اثنين من القادة العسكريين في التفجير الأخير بمبنى الأمن القومي السوري، ولعل مرحلة الجنون التي أصابت الأسد الآن وضعته في حلقة البقاء حتى الانتصار المستحيل بالرغم من أن الفرصة مازالت موفرة له للرحيل والاختباء في أي بلد آخر وإنقاذ نفسه وجيشه من كارثة السقوط الحتمي والانتقام الأكيد. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة