الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 09:02

أوهام فقراء الفكر..تحطمت وسقطت معاييرها/بقلم:مرعي حيادري

كل العرب
نُشر: 03/08/12 16:33,  حُتلن: 08:54

مرعي حيادري في مقاله:

جميع التحاليل التي راهنت على فشل النظام السوري باءت في الفشل لقلة خبرتها سياسيا وضعف استراتيجيتها دراسة للعمق السوري والمواطنين القاطنين فيه

ما يؤلمنا نحن العرب في كل ارجاء المعمورة وأقصد السكان وليس الانظمة البائدة المتعاونة مع امريكا والغرب اننا نعرف ونعي الاعيب وإستراتيجية امريكا بمصالحها العسكرية والإستراتيجية

مسلسل الثورات الذي افرز مسلسلا من المغرب العربي الى مشرقه تيارا (أصوليا، دينيا سلفيا) نتائجه ملفتة للنظر وكأن الثورات جاءت لتنصب تلك الفئة التي خاف البعض منها لتاريخ وسوابق لم تتفق في الفكر والسياسة مع العلمانيين

كثيرة هي التساؤلات عن هروب البطل المفكر والسياسي المخضرم من الساحة الفكرية السياسية وبالعقائدية ،، فكثر من توقعوا الفشل للنظام السوري والهزيمة النكراء للرئيس بشار الاسد ،، وكأن الأمور آلت الى نهاية المطاف،، ودوما كنت انا والعديد من الاصدقاء نقارع الحجة بالحجة وأكثر نفعا،، من منطلق وجهات النظر المتباينة بيننا،، وسرعان ما تبين بأن وجهتنا وتحليلاتنا كانت الاجدى والأنفع، لما فيه مصلحة الجماهير السورية اولا،، ومصالح العرب عامة،، وبأن النظام السوري باق وهو على حق من خلال تلك الهجمات الاستفزازية والمخطط لها من قبل عملاء زرعوا لخلخلة النظام وزعزعة اركانه ،، ومع مزيد من الأسى والحزن بمساعدة انظمة عربية ومشاركة الغرب الكامل .. وهل بدأت اللعبة تبان يا أهل العرب..؟؟

معاداة الغرب وإسرائيل
طبيعي أن يحق الحق وترتفع اصوات الصدق فوق كل الطغاة والطامعين في اسقاط النظام ،، وما كانت نتيجته إلا الوقفة الشريفة الصامدة والموحدة من قبل الشعب السوري الذي درس وفهم اللعبة التي تحاك ضد الوطن،، وضد كل ما تبقى من الوطنيين الشرفاء وكل من يقف ويساند تلك الدولة،، لأنها بمفاهيمهم الغليظة لا تلبي احتياجاتهم الإستراتيجية والسياسية على المدى البعيد،، فهمهم الوحيد أن يفترسوها كما افترسوا من قبلها العراق المقسم اليوم لثلاث دويلات طائفية،، بحجة الاستيلاء على اسلحة دمار (وهمية) كانت ؟.. واليوم تحاك نفس العملية الرديئة لسوريا وكأنها المصدرة السلاح الكيميائي لأيادي منظمات تعادي الغرب وإسرائيل.

رقابة بوليسية
ما يؤلمنا نحن العرب في كل ارجاء المعمورة .. وأقصد السكان وليس الانظمة البائدة المتعاونة مع امريكا والغرب،، اننا نعرف ونعي الاعيب وإستراتيجية امريكا بمصالحها العسكرية والإستراتيجية والمادية،، ونهب الثروات النفطية منا،، والمؤسف أن الحكام يعون ذلك ويضربون شعوبهم بأحذية ابا القاسم ألطنبوري وكأن لا شعوب عندهم،، فقد اضطهدوهم في التعليم والفكر وجعلوا منهم قطعانا ورعاة بقر،، واقفلوا مناهل العلم والتعليم لديهم،، وكبتوا على رأيهم الحر من خلال فرض الرقابة البوليسية،،، ومن الملفت للنظر أن تلك الدول التي في الخليج تتمتع بثروات تطعم وتعلم شعوب العرب اجمعين،، ولكن ومع كل الاسى والحزن يبيعونها بأرخص الاثمان لأمريكا وعملائها،، ناهيك عن رحلاتهم وترفهم المكوكي في انحاء العالم ضاربين كل القيم والشعوب التابعة لهم اولا وأخيرا وهل أولئك سيعملون على الاستقرار ألسوري..؟؟

حماية النظام
إن مسلسل الثورات الذي افرز مسلسلا من المغرب العربي الى مشرقه .. تيارا (أصوليا، دينيا سلفيا) نتائجه ملفتة للنظر،، وكأن الثورات جاءت لتنصب تلك الفئة التي خاف البعض منها لتاريخ وسوابق لم تتفق في الفكر والسياسة مع العلمانيين،، باتت تؤرق مضاجع المفكرين والمتعلمين،، ماهو سبب تلك الافرازات غير المتوقعة فهل هي بموازاة مع النظام الغربي والدعم منه .. وعلى ما يبدو ويؤكده المحللون السياسيون انه فعلا هكذا الأمر بمفهومه وتحليله،، وما يثبت صحة القول والفعل التعامل من تلك الأنظمة السلفية مع امريكا والغرب خير تعامل،، تكملة للخليج العربي بقيادة السعودية وقطر،، ونفس النظام الملكي الخادم لأمريكا وحماية قواعدها العسكرية ..اذا لا غرابة في الأمر،، بانت الأمور على حقيقتها،، فأمريكا والغرب لا يحلمون ليلا لمصلحة المواطن العربي والديمقراطية المزيفة التي يصدرونها للعالم ؟!! بل تأبه لمصالحها الاستراتيجية والاقتصادية،، مقابل حماية النظام فيها؟!!.

دعم روسي صيني
ومن هنا فجميع التحاليل التي راهنت على فشل النظام السوري،، باءت في الفشل لقلة خبرتها سياسيا،، وضعف استراتيجيتها دراسة للعمق السوري والمواطنين القاطنين فيه،، والتاريخ المشرف لهذا البلد،، الذي سيبقى تاريخا خالدا دون منازع وعلما عاليا في جباه كل المتآمرين عليه.
إن الدعم الروسي والصيني والهند وفنزويلا والعديد من الدول،، جاء دعما لصحة الموقف السوري ولكذب ودحض الدعايات التي سقطت ضمن مسلسل المؤامرات وعلى مدار اكثر من سنتين،، فنعم المواقف لتلك الدول التي تدعم سوريا فهي لها مصالحها ايضا،، ولكن شتان ما بين الحوت الغربي الذي يرغب في الإطاحة والاستعمار والدمار ونهب الاموال وينهب الثروات،، وبين الحوت المنقذ وقت الضيق وحتى لو كانت له مصالح،، فيستحق ذلك على الرغم من قناعتي أن الدعم الروسي والصيني يأتي من منطلق الخطر الذي يحدق به لو تغيرت المعادلة وانقلبت النظام السوري،، لأنه مصلحة عليا لهم جميعا.

قتل ومؤامرات
ومن هنا اتوجه الى كل من بقي يراهن على الفشل والسقوط وبعد كل ما حدث من دعم لأولئك المرتزقة الذين يقتلون ويعيثون ببلاد سوريا بلا رحمه،، وبعد أن اصطادوهم وحبسوهم،، ومنهم مرتزقة وأجانب لا بد وأن تعملوا على تغيير مواقفكم تجاه الشقيقة سوريا وشعبها الذي عانى اكثر من سنتين،، فكفى للقتل والمؤامرات والدعم العربي لها،، فلتخجلوا من انفسكم ايها القادة الحكام الملوك والأمراء كفاكم جرا لأذيالكم مع امريكا السالبة والناهبة لثرواتكم،، استيقظوا يا فقراء الفكر من أوهامكم ..علكم تفرون من عقاب الشعوب .. والله على ما اقول شهيد وأنت كنت على خطأ فيصححوني.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة