إن مما يعرف به شهر رمضان المبارك أنه شهر الرحمات والخيرات والبركات والانتصارات . فقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه شهر الرحمات فأوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار . وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه شهر البركة ففيه يزاد رزق المؤمن ، كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم انه شهر الصبر ، حيث يصبر فيه الصائمون على الجوع والعطش ، والصبر يعدل نصف الإيمان كما هو معلوم .

الصعود
ويأتي علينا شهر رمضان ، شهر الصبر والنصر والظفر وكثير من المسلمين يتعرضون للقتل والظلم والاضطهاد والمعاناة ، في سوريا والعراق، وفي بورما وغيرها من دول العالم ، والأمل يحدو المسلمين بمستقبل أفضل في ظل ثورات الربيع العربي المباركة ، التي قوضت عروش الظالمين ، وأقرت عيون المؤمنين وقربتهم من النصر المبين .
رمضان أهلا حيثُ جئتَ ونحن في نصرٍ من المولى وفي تأييد
وربيع ثورات الربيع حدائقٌ مسكا تفوح بساحتي وحشودي
ها نحن نمضي في الصعود ولم نزل في أول التمكيين والتشييد
في أول التغيير تكتبنا الخطى قيما تعيد مبادئ التوحيد
والظالمون إلى المزابل رُحلوا يلوي عناق مسارهم تصعيدي
هي ثورة كبرى هدير أوارها يمحو الأسى ويهدَّ كل عتيد
هي كوثر عذبٌ يفيض جداولاً يسقي الثرى بدماء كل شهيد
ومن خلال مراجعتنا للتاريخ الإسلامي نلاحظ أن كثيرا من انتصارات المسلمين الهامة حدثت في رمضان :
فغزوة بدر الكبرى- وهي أول صدام حقيقي مع المشركين - حدثت في السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة ، وفتح مكة الأعظم حدث في العشرين من رمضان في السنة الثامنة للهجرة . وفي رمضان دكت عروش الجبابرة و القياصرة والأكاسرة والأباطرة ، فقد انتصر المسلمون على الفرس نصرا مؤزرا في موقعة البويب في العراق بقيادة المثنى بن حارثة وذلك في رمضان من السنة الثالثة عشرة للهجرة
وفي رمضان من عام سنة 53 للهجرة تم فتح جزيرة رودس في البحر الأبيض المتوسط، في عهد معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- على يد جنادة بن أبي أمية الأَزْدِي بعد أن انتصر على الروم البيزنطيين .

قيادة القائد المملوكي
وفي رمضان سنة 92 للهـجرة كان فتح الأندلس العظيم على يد القائد المظفر طارق بن زياد . وفي رمضان عام 94 للهجرة تم فتح بلاد السند والهند على يد القائد الشاب محمد بن القاسم الثقفي . وكان فتح عمورية على يد الخليفة العباسي المعتصم في رمضان عام 223هـ .
وفي 25 رمضان سنة 658 للهـجرة حدثت موقعة عين جالوت عندما انتصر المسلمون بقيادة القائد المملوكي قطز على التتار ، وفي الثاني من رمضان عام 702 للهجرة انتصر المماليك المسلمون على التتار مرة أخرى وكان على رأس المجاهدين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وغيرها من انتصارات المسلمين حدثت في رمضان .

التصدي للمجرمين
لقد عودنا المسلمون في شهر رمضان المبارك كما رأينا على النصر والغلبة، ذلك أن هذا الشهر المبارك ليس مدعاة للكسل والخمول بحجة الصيام وإن كان فيه مشقة ، فرمضان مدرسة للمؤمنين يعودهم الصبر على الجوع و العطش وتحمل المشقات ، ويدفعهم إلى بذل التضحيات كي ينالوا الحسنات ويصلوا بها إلى أعلى الدرجات . ويدفعهم رمضان كذلك للتصدي للمجرمين والظالمين ، حتى يتحقق النصر المبين .
وفي هذا الشهر العظيم المبارك نصلي للمولى تبارك وتعالى وندعوه أن ينبت من الألم أملا ، ومن المحنة منحة وأن يرفع الظلم عن المظلومين والحصار عن المحاصرين والجوع عن الجائعين ويهدي جميع العالمين .

الناصرة

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net