الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 09:02

كيف تتعاملين مع علاقات شريكك السابقة وغيرته؟

كل العرب
نُشر: 02/08/12 17:43,  حُتلن: 13:40

الزوج الغيور: حادثة تصبح مناسبة لإحداث فضيحة وتضخيم الأمور لأنه يتخيّل زوجته مع شخص آخر فيغضب من أي نظرة تتلقاها ويتفحّص باستمرار أبسط حركاتها وأفعالها

نخلط غالباً بين مشاعر الغيرة والتسلّط ، على رغم أنهما مفهومان مختلفان تماماً . تتعلق الغيرة بالاضطرابات العصبية وبقلق شديد من التعرّض للخيانة . أما التسلّط ، فهو أيضاً نوع من الاضطرابات العصبية ، لكنه يتعلق تحديداً بالحاجة إلى امتلاك الآخر. يكمن الفرق بين المفهومين في أنّ الغيرة شعور تلقائي يُسقَط على الآخر، بينما يشير التسلط إلى وجود خلل في العلاقة مع الآخرين . لكن ينخلط الشعوران غالباً حين يشعر المرء بالغيرة من علاقات الشريك السابقة ويجعل حياته مستحيلة.


صورة توضيحية (تصوير: Thinkstock)

يحصل الأمر نفسه حين لا تحتمل المرأة فكرة أنّ زوجها أحبّ قبلها. قد تعاني المرأة ، تماماً مثل الرجل، من مشكلة الغيرة ، لكنّ بطريقة أعنف . لا تكون هذه الغيرة مشكلة مزمنة بالضرورة : قد تترافق مع نوبات غضب عارمة بسبب بعض المواقف المشبوهة . لكن غالباً، يندم الشخص الغيور على تصرفاته ونوباته العصبية غير المسؤولة.

أنواع الغيرة
ثمة ثلاثة أنواع رئيسة من الغيرة بحسب أطباء النفس:
• غيرة وجودية: غيرة مفيدة بالنسبة إلى الشخص الغيور . يستفيد الأخير من هذه التجربة للتعرف إلى نفسه بشكل أفضل وتطوير شخصيته .
• غيرة عصبية : شعور اندفاعي لا يستطيع الشخص الغيور تجنّبه ، فيصبح مهووساً بالغيرة التي لا تبارح تفكيره ، لكنّ مشاعره لا تتّخذ شكلاً عنيفاً .
• غيرة نفسية : مرض نفسي خطير لأنه يطاول المصابين بالخوف المرضي والقلق والتعجرف . في هذه الحالات ، تصبح الغيرة مصدر إزعاج فعلي وقد تتخذ شكلاً عنيفاً.

أحد أشكال القلق
بالنسبة إلى الزوج الغيور ، تصبح أي حادثة مناسبة لإحداث فضيحة وتضخيم الأمور لأنه يتخيّل زوجته مع شخص آخر ، فيغضب من أي نظرة تتلقاها ويتفحّص باستمرار أبسط حركاتها وأفعالها . تكثر الأمثلة على حالات مماثلة لأنها شائعة في مجتمعاتنا . تقضي الغيرة إذاً بتخيّل مواقف وعلاقات وتصرفات خاصة بالحبيب مع أشخاص آخرين . إنها عملية «إسقاط» رغبة داخلية على الشريك.

إسقاط لرغبات دفينة
كلّ ما ينسبه الشخص الغيور إلى الشريك عبارة عن «إسقاط» رغبة شخصية لاوعية . في هذه الحالة، يكون الزوج الغيور ضحية رغباته اللاوعية المتعلقة بالخيانة . وهذه الرغبات الاندفاعية متكررة وطبيعية، لكن لا يجب الخلط بين الرغبة بحدّ ذاتها وتحقيقها . في حال إدراك خصائص هذا الاندفاع مباشرةً ، سيواجه المرء الغيور صدمة قوية جداً ، فلا يبقى أمامه إلا حلّ إسقاط رغباته اللاواعية على الآخرين . أخيراً ، تعكس جميع الاتهامات الموجّهة إلى الشريك اندفاعاً شخصياً داخلياً . تعطي طبيعة هذا الإسقاط وترجمته على أرض الواقع مؤشرات على أصل هذا الدافع الداخلي.

تقبّل الواقع
لا ينجح الجميع في إدراك جوانب الغيرة هذه . ينفي الزوج غيرته من جهة لأنه لا يستطيع الاعتراف بأنّ تصرّفاته تحكمها رغباته الدفينة . غير أنّ السعي إلى إدراك ما يحصل يساهم في ترسيخ استقرار العلاقة الزوجية. من المفيد أن يتساءل الشخص الغيور عن السبب الذي يفسّر حاجته إلى الغيرة وعن أصل الرغبات التي يسقطها على الشريك . تساهم هذه المقاربة في تحسين العلاقة الثنائية وإخراج المشاعر الدفينة التي لا تتعلق أساساً بالخوف من الخيانة.

أهمية الاستشارة الطبية
لمواجهة الغيرة المرضيّة، لا غنى عن الاستشارة الطبية. في بعض الحالات، من المفيد أن يخضع الزوجان معاً لعلاج نفسي، لكنّ هذا الخيار يتطلّب خطوات تمهيدية عدة. يمكن هزم الغيرة ببساطة شرط أن يتسلح الشخص المعني بالإرادة القوية وأن يجمع الحب القوي بين الزوجين. أحياناً، يكون الحب أقوى من الغيرة!

مقالات متعلقة