الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 03:01

مؤسسة النقب تنظم مؤتمر التسامح الاول في كسيفة بحضور المئات

كل العرب
نُشر: 02/08/12 08:14,  حُتلن: 10:53

سلمان ابو عبيد:

في ظل سفك الدماء وزهق الأرواح البريئة والتطاول على حرمات الآخرين وفي ظل تجرؤ الكثيرين على رفع السلاح وموجة العنف بكل أشكاله يأتي هذا المؤتمر للإصلاح والتسامح ونبذ العنف بين بلداتنا وعشائرنا

رائد صلاح:

يجب أن تكون لجنة إصلاح عامة في النقب تشرف على هذه المسيرة وأن يصاغ ميثاق شرف لنبذ العنف وأن يتم مراجعة كل قوانين الإصلاح القائمة الآن

علينا أن نعيد التفكير بمصيرنا فمن سيعوضنا إن خسرنا رحمة الله فحرام على كل هؤلاء الذين يذهبون هباء لا ذنب لهم فلا يمكن أن يقبل الله أن يستباح دم المسلم والأرض ترفضه

احمد العقبي:

قبل 20 سنة أقمنا لجنة ولكنها لجنة بدون مرجعية لا تصلح علينا أن نجد لها المرجعية وقوة تدعمها والقضاء البدوي لا يسوى شيء اليوم لأنه لا ينفذ ولا يوجد كفلاء يستطيعون أن يتحملوا تنفيذه

اختتمت مؤسسة النقب للأرض والانسان امس الاربعاء مؤتمر الاصلاح والتسامح الاول بعنوان "نحو ترشيد العادات وغرس مفاهيم التسامح ونبذ العنف والخصومات في النقب" والذي عقد في قاعة مسجد المهاجرين في كسيفه بحضور المئات من رجال الاصلاح وأهالي النقب حيث غصت القاعة بالحضور. وشارك في المؤتمر قادة الحركة الإسلامية وعلى رأسهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، وقد افتتح المؤتمر بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم تلاها الشيخ محمد رشاد.

شكّل المؤتمر أحد أكبر المؤتمرات التي يشهدها النقب في مجال الاصلاح ونبذ العنف ورشيد العادات البدوية في النقب فيما يتعلق بإصلاح ذات البين. وقام على عرافة المؤتمر الصحافي سلمان ابو عبيد الذي اسهب بالحديث حول مظاهر انتشار "ظاهرة العنف في النقب والدور المنشود من رجال الاصلاح والحاجة الى صياغة وترشيد بعض العادات السيئة في النقب ومنها الاسراف في القتل فيما يعرف بـ"الاخذ بالثار" وتحميل كافة افراد العائلة والعشيرة وزر القاتل فيما بات يعرف بجلاء كآفة افراد العائلة والعشيرة في حالة وقوع جريمة قتل". وتابع الصحافي سلمان ابو عبيد قائلا: "في ظل سفك الدماء وزهق الأرواح البريئة والتطاول على حرمات الآخرين، وفي ظل تجرؤ الكثيرين على رفع السلاح وموجة العنف بكل أشكاله يأتي هذا المؤتمر للإصلاح والتسامح ونبذ العنف بين بلداننا وعشائرنا ومضاربنا فنحن بأمسّ الحاجة لذلك لنحقن دمائنا ونتجنب العنف بكافة أصنافه وأشكاله".

اجتثاث ظاهرة العنف
وألقى الشيخ أسامة العقبي، مسؤول الحركة الإسلامية في النقب، كلمة قال فيها: "نثمن هذا الحضور لمؤتمرنا الأول، مؤتمر نبذ العنف من مجتمعنا النقباوي، العنف الذي بات يغزو قرانا وعائلاتنا وبتنا نشعر بعدم التسامح فيما بيننا واجتهدنا أن نجتمع بكم أيها الآباء الأفاضل، أنتم رجال الإصلاح لكي نعالج وإياكم ظاهرة العنف التي طالت كل ربوع بلادنا، تعالوا نحاول إيجاد سبل لاجتثاث هذه الظاهرة وهذا الامر ممكن لأن لنا رب واحد وقبلة واحدة ودين واحد، وأول هذه السبل إيجاد رجال أمثالكم، نعتز بكم ونثمن دوركم في إصلاح ذات البين ونعلم بأنكم تضحون بأوقاتكم وأموالكم وتسعون لحل المشاكل بين الناس، لا تريدون شكرا من أحد بل الأجر من الله عز وجل". 

نبذ العادات والتقاليد الجاهلية
وأضاف الشيخ العقبي قائلا: "قال لي أحد الجالسين بيننا: هناك في نقبنا الحبيب أيد خفية تعيث فسادا في ربوعنا، فسألته لماذا فقال لي لكي ننسى همنا الأول، لكي ننسى الأرض والإنسان والبيت وهمومنا في النقب والداخل، يريدون أن نكون متفرقين حتى لا نجتمع على كلمة واحدة، أن نخرج بتوصيات ونحن نستطيع ونقدر على تكوين وتشكيل نواة للجنة إصلاح تضم كل وجهاء العشائر والعائلات ورجال الإصلاح ويكون لنا سقف قطري، أن نتحاكم فيما بيننا ما استطعنا الى شرع الله، نبذ العادات والتقاليد الجاهلية، لا نريد أن نتقاتل من أجل البعير وسباق الخيل، نحن نطمع أنه من قام بجريمة ما هو الذي يتحمل وزر هذه الجريمة".

الحفاظ على البيوت والمقدسات
وكانت المحاضرة المركزية في المؤتمر للشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية قال فيها: "أرحب بكم جميعا وأسأل الله أن يوفقنا في حمل الأمانات لنحافظ على أرضنا وبيوتنا ومقدساتنا وقبل كل شيء لنحافظ على ديننا، هذه الرؤيا هي صمام أمان لأمتنا وإسهاما مني أذكركم بهذه النصائح، أولا من ذاك الموقف المؤثر يوم أن كان احد الصحابة يطوف حول الكعبة ويطلب من الله أن يغفر له، وعندما سمعه الرسول قال له بل قل بحقي عندك أن تغفر لي، حرمة المؤمن عند الله أعظم الله من حرمة الكعبة فكم هي هيبة الكعبة عندما نطوف حولها فما بالكم بحرمة الإنسان المسلم، فالويل لمن يتعدى على هذه الحرمة فإنه أهون عند الله أن تزول الدنيا وما فيها من أن تمتد يد وتقتل مسلم. إن الله لا يقبل حتى أن يحرض المسلم على قتل مسلم آخر وأنه توعد بحجب رحمته عنه وعذاب هذا الإنسان أشد عند الله يوم القيامة. علينا أن نعيد التفكير بمصيرنا، من سيعوضنا إن خسرنا رحمة الله، فحرام على كل هؤلاء الذين يذهبون هباء لا ذنب لهم، حرام على أطفالنا ورضعنا ونسائنا وأمهاتنا، فلا يمكن أن يقبل الله أن يستباح دم المسلم والأرض ترفضه".

قدسية حياة الإنسان
ثم أسهب الشيخ رائد صلاح بالقصص المعبرة من عهد رسول الله والتي تعبر عن قدسية حياة الإنسان وعدم المساس بدم المسلم، وقال: "انتهى عهد الثأر والبديل عنه هو شريعة الله تعالى، فالرسول كان رحيما مع جميع مخلوقات الله حتى تكون لنا رأس مال، الرسول أمر صحابته بالرحمة بالطير فكيف بالإنسان". ثم قدم الشيخ رائد عدة اقترحات منها "أن تكون لجنة إصلاح عامة في النقب تشرف على هذه المسيرة وأن يصاغ ميثاق شرف لنبذ العنف، وأن يتم مراجعة كل قوانين الإصلاح القائمة الآن وأن تضبط في حدود الشريعة الإسلامية، فكم هو جميل أن يخرج هذا اللقاء بنداء هام وهو أن الجميع يجتمع على طاعة لله ورسوله والتمسك بالعرف الحسن ونبذ عادات الثأر بكل مظاهرها".

الأعراف والتقاليد
ومن ثم فتح باب النقاش والحوار والمداخلات في المؤتمر من قبل جمهور الوجهاء والمشاركين حيث استهلها الشيخ إبراهيم العمور من كسيفه وقال: "نعتبر ونفتخر لإقامة هذا المؤتمر الهام، وأسأل الله أن يوفقنا لإصلاح ذات البين. نحن بأمسّ الحاجة الى إعادة النظر في الأعراف والتقاليد وأن نتمسك بديننا. نحن نعيش مشاكل جمة ولم نستطع حتى الان أن نحل كل هذه المشاكل، علينا أن نعمل على تغيير واقعنا وعلينا أن نبتعد عن هذه المظاهر وأن نقوم على عقد هذا المؤتمر مرة كل شهر".

حل العنف
أما الشيخ حسن السيد من حورة فقال: "نوافق على هذا المشروع وننبذ كل مظاهر العنف، علينا أن نسعى الى تحميل المجرم جريمته وأن لا يحمل الاخرين وزر ما يقوم به وبهذا نتمسك بسنة نبينا وديننا الحنيف". ووجه الإعلامي حسين العبرة كلمة للمشايخ قال فيها: "اذا تكلمنا عن عمليات القتل نجدها لأمور تافهة، لم نجد الوجهاء الذين يهتمون بحل المشكلة طالما أنها تكون صغيرة، علينا نحن الصحفيين أن نقوم بمهاجمة الوجهاء الذين يقفون مكتوفي الأيدي ولا يواجهون بجرأة المشاكل طالما أنها صغيرة". وتحدث إبراهيم الوقيلي رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها قائلا: "هذا مؤتمر هام جدا ونشكر من ساهم فيه، علينا أن نقتنع بنبذ العنف لأننا هكذا سننجح بحل ظواهر العنف، علينا أن نوحد جهودنا لإجتثاث العنف من بيننا" .

القضاء البدوي
أما الشيخ سليمان البدور من اللقية فقال: "علينا أن نتعامل مع ظاهرة العنف كما نتعامل مع مخطط برافر، نحن بحاجة الى أكثر من مؤتمر، من خلال تصدينا لمظاهر العنف سنحافظ على مقدساتنا وبيوتنا، ومحاربة العنف تقع على عاتق الجميع مع الأديب وأدبه والأم مع بناتها والمدرّس مع طلابه". الشيخ احمد احمد النصاصرة من رهط قال: "قضية العنف لدينا صعبة جدا ونشكر القائمين على المؤتمر، ونحن بحاجة لمن يجمع المجتمع ليقوم بتنفيذ هذا المشروع، علينا أن نصلح انفسنا ومن حولنا، لنكن جريئين في تعاملنا مع المخطئين أن نعطي صاحب الحق حقه ونطالب بالعمل على خطة لمعالجة العنف لدى طلاب المدارس نربيهم على تقوى الله والمعاملة الحسنة، والقضاء البدوي كان عادلا ويحظى بثقة ويعتمد في جوهرة على شرع الله, إلا ،ن بعض المنتفعين بدلوا وغيروا".

لجنة بدون مرجعية
وقال الحاج إبراهيم الأطرش: "علينا أن نبدأ بأبنائنا وأن نربيهم على الفضيلة، علينا نشر التسامح بيننا والصبر على تحمل الآخرين، والجاهل علينا أن نهديه وأن لا نهتدي بهديه". أما الشيخ احمد العقبي فقال: "أقمنا لجنة قبل 20 سنة ولكن لجنة بدون مرجعية لا تصلح، علينا أن نجد لها المرجعية وقوة تدعمها، والقضاء البدوي لا يسوى شيء اليوم لأنه لا ينفذ ولا يوجد كفلاء يستطيعون أن يتحملوا تنفيذه". وبدوره قال الشيخ يوسف ابو جامع: "قضية السلاح هي قضية خطيرة، ومن متابعتنا للأخبار نجد أن غالبيتها عن مصادرة السلاح غير المرخص. من أين أتت هذه القنابل الخطيرة وهذه الأسلحة؟ علينا أن نخرج السلاح الموجود في أوساطنا حتى لا يكون أسهل ما يكون أن نقتل وأن نطلق النار بشكل عشوائي".

توصيات المؤتمر
وبدوره قال القاضي العشائري علي القرعان: "علينا أن نرعى شبابنا وأن نوفر لهم ما يبعدهم عن العنف وتوجيهم لعمل الخير. العرف والعادة كان لها دور كريم في حياتنا ونحن نطالب بترشيد هذه العادات للتوافق مع الشرع وتصلح لأن تعود لبسط نفوذها على جتمعنا". هذا وتلى الشيخ احمد السيد مدير مؤسسة النقب للأرض والانسان توصيات المؤتمر ومنها:
- "التأكيد على الدور الريادي لمؤسسة الأرض والإنسان ومن ورائها الحركة الإسلامية في إرساء قواعد المحبة والألفة ونبذ العنف.
- يؤكد المجتمعون على الحفاظ على العادات والتقاليد البدوية الأصيلة والكريمة التي تتوافق والشريعة الإسلامية.
- يؤكد المجتمعون على أن اهل النقب هم اهل نخوة وشهامة وأصحاب عفو والتمسك بالعادات الحميدة ونبذها ما يخالفها.
- يؤكد المؤتمر على ضرورة الحفاظ على العلاقة الوطيدة بين جميع العائلات في النقب.
- التكاتف للأخلاق الحميدة وحل المشاكل بالمعروف والطرق الشرعية والعادات التي تتوافق مع الشريعة.
- يبعث المؤتمر برسالة الى عشائرنا وقبائلنا في النقب بالاحتكام الى شرع الله والعادات التي تتوافق معه، ونشر العفو والتسامح بيننا.
- حرمة دمائنا حرمة مشتركة نحافظ عليها سويا حتى يحفظنا الله سويا ونبذ العصبية القبلية.
- الثأر عادة جاهلية ننبذها وندعو الى تركها والاحتكام الى شرع الله.
- يؤكد المؤتمر أن طرد العائلة بأكملها يعد حدوث القتل أمر منكر وغير مقبول والجاني وحده يتحمل المسؤولية على فعلته.
- نسعى جميعا الى إقامة لجنة صلح تتكون من كافة عائلات النقب".
وفي ختام المؤتمر تم التوقيع على وثيقة المجتمع الامن وتناول الحضور طعام الافطار على المائدة التي قدمها جيران مسجد المهاجرين في كسيفه.

 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.83
USD
4.10
EUR
4.79
GBP
240162.64
BTC
0.53
CNY