الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 22:02

الأهل: الاستثمار بالابناء بأثناء العطلة الصيفية جزء4

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 26/07/12 11:53,  حُتلن: 12:12

الاستثمار في الابناء في اثناء العطلة الصيفية
الجزء الرابع

اهلا بكم اعزائي رواد العرب في الحلقة الرابعة من سلسلة الاستثمار في الابناء في اثناء العطلة الصيفية. في هذه الحلقة نتحدث عن دور التلفاز وما يتعرض اليه الطفل من مشاهد وبرامج وافلام وتأثيره على اليه خصوصا انه يمكث ساعات اطول امام هذا الجهاز في عطلته المدرسية.


تصوير: Thinkstock

التلفزيون والمشاهد المؤثرة :
في الإجازة الصيفية ( وغيرها من الأوقات أيضاً ) يتعلق الأطفال بمشاهدة التلفزيون ويقضون أوقاتاً طويلة سلبية يتلقون ما يعرض عليهم من أفلام ومسلسلات وبرامج ..

ومن المعروف أن الإنسان لا يمكنه أن يعيش في حدود الواقع فقط ولابد من الخيال والحلم في الحياة البشرية .. والحقيقة أننا نحلم أوقاتاً طويلة تساعدنا على إعادة التوازن النفسي والعاطفي والفكري وأيضا الجسدي . وتعتبر الفنون والأداب بكافة أشكالها منافذ طبيعية خاصة للخيال الإنساني حيث تتفاعل مكونات الإنسان العاطفية والعقلية مع موضوع معين فني او أدبي ويشارك الإنسان أبطال الرواية او المسرحية كثيراً من الانفعالات والأفكار والآلام وأيضاً الانتصارات .. ويعتبر التلفزيون أحد الوسائل الأساسية التي تؤثر على المشاهد وشخصيته وتشده لمتابعة البرامج المتعددة والأحداث والمسلسلات والأفلام وهو يتفاعل مع هذه المواد بكامل تكوينه وأحاسيسه وخيالاته . وبعض الأشخاص ( والأطفال ) يدمن على مشاهدة التلفزيون بشكل واضح كما أن بعضهم يستغرق في خيالاته وفي أحلام اليقظة لساعات طويلة . وربما يعكس ذلك مشكلات يواجهها الطفل مع نفسه أوفي المنزل أو خارجه ..

ولابد من الاهتمام بالواقع وتنمية المهارات الدراسية والاجتماعية والفكرية وعدم الهروب من المشكلات بل محاولة مواجهتها بعدة طرق دون يأس أو سلبية . والحقيقة أن الإنسان يتأثر انفعالياً بما يشاهده أو يسمعه أو يقرؤه من أحداث واقعية حدثت فعلاً كالأخبار والأحداث وقصص التاريخ وأحاديث الأهل والأصدقاء وأخبارهم ويتأثر أيضاً بالأعمال الفنية والتمثيلية والأدبية بمختلف أشكالها ويفوق تأثير الصورة الناطقة من خلال التلفزيون والسينما والفيديو أشكال الإثارات الأخرى السمعية والبصرية نظرأ للتقنيات العديدة والمؤثرات الخاصة المستعملة . ويختلف هذا التأثير من شخص لآخر وبعض الناس يصل بهم التأثر في مشهد تلفزيوني إلى البكاء ، وبعضهم تزداد ضربات قلبه وتوتره وخوفه ، وآخرون يزداد غضبهم وحماسهم ويرمون ما بيدهم من كأس أو غيره . وكثير من الأشخاص يحمل انفعالات معينة سلبية أو إيجابية لساعات أو أيام أو سنين بعد مشاهدته حدثاً مهماً .

ويشترك الأطفال والشباب والشيوخ في تأثرهم الانفعالي بما تتعرض لهم حواسهم البصرية والسمعية ولكن الأطفال بحكم تكوينهم ومرحلة نموهم يكونون أشد قابلية للإيحاء من الفئات الأخرى ، وأكثر استجابة للانفعالات الشديدة التي يمكن لها أن تؤثر عليهم بشكل سلبي . والجهاز العصبي عند الطفل تختلف طاقته واستعيابه عن البالغ .. فهو أقل تركيزا وأقل تحملاً من الناحية الذهنية والنفسية . كما أن دفاعات الطفل النفسية وقدرته على تحليل المواضيع وترتيبها و" هضمها" ضعيفة .
وهكذا فهو يقف عاجزاً عن استعياب أحداث هامة كالكوارث والفياضانات والمجاعات والحروب والقتل والعمليات الجراحية وأشكال الموت المختلفة . وتثير هذه المشاهد غير المألوفة بالنسبة لعالمه الشخصي الحسي انفعالات سلبية تتميز بالقلق والخوف والفزع والارتباك .

وقد تكون هذه الآثار عابرة ومؤقتة يحملها الطفل لساعات قليلة وتظهر على شكل كوابيس وأحلام مفزعة ويمكن لها أن تستمر طويلاً في حال تكرارها أو ارتباطها بذهن الطفل بشكل خاطئ بالمحيط الذي يعيش فيه .
وبشكل عام فإن خيال الطفل الواسع وذاكرته الضعيفة نسبياً وتحول انتباهه السريع إلى موضوعات أخرى متعددة كل ذلك يشكل صمام أمان أمام تأثره بما يراه أو يسمعه . حيث يمكن له أن ينسى بسرعة وأن يتخيل أموراً حسية يفهمها بشكل أقل خطراً وتهديدا له من طبيعة مايراه ، كأن يلتفت إلى المسدس المائي الجميل الذي اشتراه له أبوه بدلاً عن المسدس الحقيقي الذي يسبب طلقات مرعبة ونزوفاً ودماء .

كما أن الوضع النفسي العام للطفل وظروفه المعيشية والتربوية يمكن لها أن تلعب دوراً واقياً ومعدلاً للآثار السلبية التي يمكن أن تنجم عن إثارة انفعالات شديدة مزعجة . والحرمان الطفولي والألم النفسي الناجم عن البيئة المنزلية ومشكلاتها تفوق آثارها أضعاف المرات مشاهد عنف أوقتل أو تدمير يراه الطفل على الشاشة الصغيرة .
ولابد من التأكيد على أن الطفل يحتاج لحماية عقله وانفعالاته وسلوكه من كل مايضر به ولابد من اختيار ما يناسب الطفل كي يشاهده .. وإذا كان لابد من مشاهد مرعبة أو مزعجة فيمكن التدخل من الأهل وشرح بعض الأمور بلغة أقل خطرأ مما يتخيله الطفل . وبالطبع فإن الطفل أثناء نموه وازدياد خبرته سيتمكن من فهم الحياة بحلوها ومرها .. ولابد من تزويده بجرعات من االأمان والرعاية والطمأنينة والفرح ، إضافة للتوجيه والإرشاد ، كي يحسن مواجهة الحياة الواقعية في المستقبل .

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة