الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 10:02

مئير داغان رجل الموساد الأول:الأسد سيتخطّى فقد تخطّى سابقا أحداثا كهذه/سعيد نفاع

كل العرب
نُشر: 21/07/12 16:16,  حُتلن: 07:25

سعيد نفاع في مقاله:

لسنا اليوم بحاجة لمئير داغان لنؤمن أن سوريّة بقيادتها وشعبها وجيشها ستتخطّى العدوان

لم نكن بحاجة لمئير داغان ولا لأيال زيسر ولا لعاموص يدلين حتى نبني مواقفنا من سوريّة قيادة وشعبا

لعلّ في الاستكلاب (وعفوا من الكلاب) الذي نشهده مؤخرا لدى سادة الغرب وأجراء العرب بيّنة أخرى تضاف لتقديرات شركائهم الإسرائيليين 

على الأخوة الأشقاء السوريين ساسة ومثقفين وإعلاميين التعامل بتوسع وعمق وإيصالها لأبناء الشعب السوريّ خصوصا وأن هذا الشعب وأبناءه البواسل يجترحون موقفا تاريخيّا تجاه بلدهم

في مقال سابق لي تحت عنوان "الصمت الإسرائيلي المُتخيّل من الأحداث في سوريّة" تناولت آراء الكثير من الأمنيّين الإسرائيليين، أرى من الضرورة العودة إلى واحد منها فاتحة لهذا المقال، فقد صاغ البروفيسور أيال زيسر أهم خبير إسرائيلي في الشأن الشرق أوسطي وتحديدا السوريّ، الموقف من سوريّة في بحث أجراه لصالح "مركز أورشليم للأبحاث الاسترتيجيّة" تحت العنوان " الانتفاضة السوريّة، التأثيرات على إسرائيل" قائلا: "إن في حال صعود المعارضة إلى سدّة الحكم في سوريّة فإنها سوف تدفع باتجاه إبعاد دمشق عن إيران وحزب الله اللبناني، إضافة إلى أن رموز هذه الحركة من خلال علاقاتهم مع النخب الأردنيّة والسعوديّة والنخب التركيّة، والأميركيّة والغربيّة الأوروبيّة، سوف يعملون باتجاه بناء أفضل الروابط مع أميركا وبلدان أوروبا الغربيّة. وإذا أضفنا إلى ذلك الحقيقة القائلة أن دمشق البديلة سوف تكون دمشق الضعيفة، فإن خيار صعود المعارضة السوريّة هو الأفضل لإسرائيل."

المصالح الاسرائيلية
وأضاف البحث: "كان النظام في مصر داعما للمصالح الإسرائيليّة، وكانت واشنطن وإسرائيل أكثر حرصا على دعم استمراره. في سوريّة النظام الحالي هو الخصم الرئيسي لإسرائيل، والعقبة الرئيسيّة أمام صعود قوة إسرائيل كطرف مهيمن على الشرق الأوسط، وبالتالي فإن إسرائيل وواشنطن سوف تظلان أكثر حرصا على دعم عدم استمراره".  وزاد: "أنه في مصر تزايدت قوّة المعارضة بما أصبح من غير الممكن عمليّا لإسرائيل وواشنطن دعم بقاء الرئيس السابق حسني مبارك. في سوريّة النظام قويّ والمعارضة ضعيفة، والمطلوب أن تسعى إسرائيل وواشنطن لجهة دعم المعارضة الداخليّة والخارجيّة بما يجعل منها عمليّا أقوى من النظام". وقبل فترة انضم كذلك عاموص يادلين رئيس شعبة المخابرات العسكريّة السابق، رئيس مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بالقول، في ندوة حول "الربيع العربيّ": «ما يجري في سوريا هو تغيير إيجابي استراتيجي لإسرائيل».

إمكانيات معقدة
وأضاف انه: «طوال سنوات كثيرة أوصى رجال في المؤسسة الأمنية والسياسية بصنع السلام مع سوريا حتى في مقابل دفع ثمن باهظ، وهو هضبة الجولان. وكان التبرير هو إخراج سوريا من المحور الراديكالي سوريا - إيران. وهذا الأمر قد يحدث اليوم من دون أن ندفع الثمن، وبالوسع بداية أن نتحدث عن الحاجة للسلام مع سوريا من دون صلة بما يجري، لكن ثمة سيرورة تحدث وهي إيجابية». واليوم، أيام قليلة قبل التفجير في مقر الأمن القوميّ السوريّ، يقول مئير داغان رئيس الموساد الإسرائيلي السابق ومنذ ال-2002 وعلى مدى 9 سنوات، في مقابلة مطوّلة لمجلة مشوّهي الجيش الإسرائيلي "هلوحيم- المحارب" عدد تموز 2012 :  "الأحداث في سوريّة تختلف عن بقيّة الدول، وما كنت لأتسرّع وأرثي الأسد... فلا أستطيع أن أحكم ماذا سيجري في سوريّة فالأمر ليس متعلقا فقط في المواجهة الداخليّة وإنما كذلك في لاعبين خارجيين. أعتقد أنه إن لم يكن تدخل خارجيّا إمكانية المعارضة في إسقاط الأسد معقّدة ومشكوك فيها، لأن لديه الكثير من الأفضليّات ومنها إخلاص الجيش له وهذا الجيش لن يتخلخل".
ويضيف: "إذا كنت تسألني هل الأسد سيتخطى؟ فدعني أفترض أنه ما داموا هم وحدهم في الحلبة لكنت أقول وبنسبة عالية، أنه سيتخطى لأنه كان قد تخطّى أحداثا كهذه".

التدخل الاسرائيلي

وعن التدخل الإسرائيلي يقول : "يجب أن نفعّل تأثيرنا ( الصحفي: أن نتدخل؟ أن نزود المتمردين بالسلاح؟) لم أقل كيف وماذا. هنالك طرق كثيرة يمكن سلوكها وأفعال كثيرة من الممكن فعلها، ليست كلها تشمل تفعيل السلاح وليست كلها تشمل تفعيل الجيش، هنالك أدوات أخرى، وممنوع علينا أن نجلس ساكتين". مئير داغان وحسب القيادات الإسرائيليّة السياسيّة والأمنيّة هو أفضل قائد قام للموساد منذ تأسس، ومنذ شارون الذي عيّنه مرورا ببن إليعزر وانتهاء بنتانياهو أشبعوا الرجل إشادة قلّما حظي بها قائد قبله، ويجب ألا يغيب عن بالنا أن فترته هي عمليّا مقابلة زمنيّا لتولّي الرئيس الأسد، وألا يغيب كذلك عن بالنا أن مهمّة الموساد هي وحسب تعريفه "جمع المعلومات في الخارج".  لم نكن بحاجة لمئير داغان ولا لأيال زيسر ولا لعاموص يدلين حتى نبني مواقفنا من سوريّة قيادة وشعبا، ولسنا اليوم بحاجة لمئير داغان لنؤمن أن سوريّة بقيادتها وشعبها وجيشها ستتخطّى العدوان، ولعلّ في الاستكلاب (وعفوا من الكلاب) الذي نشهده مؤخرا لدى سادة الغرب وأجراء العرب بيّنة أخرى تضاف لتقديرات شركائهم الإسرائيليين.

تجاهل تقديرات أعداء سوريا

ولكن من باب عدم تجاهل تقديرات أعداء سوريّة الأساسيين وعدم إعارتها الاهتمام ولما في ذلك من ارتكاب خطأ في حقّ أنفسنا نطرح هذه التقديرات وهذه الخلاصات التي يطرحها الأمنيّون الإسرائيليّون ليس ثرثرة وإنما من باب تحصين أنفسهم أولا. وعلى الأخوة الأشقاء السوريين ساسة ومثقفين وإعلاميين التعامل معها بتوسع وعمق وإيصالها لأبناء الشعب السوريّ، خصوصا وأن هذا الشعب وأبناءه البواسل يجترحون موقفا تاريخيّا تجاه بلدهم وأمتهم موقعا وموقفا أثبتوا فيه عظمتهم، وهدف الأعداء الأول هو الوصول إلى والنيل من هذه العظمة، ولذا فكلام العدوّ وخصوصا إذا كان من هذا النوع ومن هذا المستوى يجب أن يصل هذا الشعب البطل قبل كلام الصديق، وخصوصا وأنّ يد قائله مشبعة بالدم السوريّ. هذا الكلام يجب أن يأخذه كذلك كلّ معارض سوريّ وطنيّ بوصلة ويجب أن يأخذه كذلك كلّ وطنيّ عربيّ قوميّا كان أو إسلاميّا ما زال يعتقد أن ما يحدث في سوريّة هو ثورة حريّة وليس عدوانا ضدّه وضد كل تطلعاته الوطنيّة والقوميّة والإسلاميّة، قبل أن يكون عدوانا على سوريّة الموقف والموقع. سوريّة بقيادتها وشعبها وجيشها تخطّت الخط الأحمر من العدوان منذ زمن ورغم الدم الذي ما زالت تدفعه ثمنا لعزتها وعزّة العرب، فلا غدر حمزة بن عبد المطلّب أوقف نصرا ولا موت عبد الناصر أوقف عبورا ولا سقوط القسّام أوقف ثورة ولا استشهاد أبطال سوريّة سيوقف انتصارا.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة