الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 14:01

فتح غزة أصبحت ثلاث تيارات/ بقلم: هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 18/07/12 08:34,  حُتلن: 09:24

هاني العقاد في مقاله:

فتح بجماهيرها وقيادتها عاشت مراحل عديدة وصعبة كان أصعبها اغتيال قائدها و قائد الشعب الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات

الجديد في فتح اليوم أنها تعاني صراع مع الذات وصراع آخر بسبب الحكم وصراع الذات اليوم أصبح مخيفا وخاصة في غزة

من يولد صغيرا في فتح يبقى صغيرا ومن يولد كبيرا يبقى كبيرا ويكبر يوما بعد يوم وهذه قاعدة أسست لحالة الصراع الحالية


فتح حركة جماهيرية كبيرة ، لها تاريخها المجيد ومقاومتها التي سجلت للفلسطينيين الحق في الوطن من جنوبه الى إلى شماله و من شرقه الى غربه ، وفتح بجماهيرها وقيادتها عاشت مراحل عديدة وصعبة كان أصعبها اغتيال قائدها و قائد الشعب الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات ، ومحاولات شطبها عن خارطة النضال الفلسطيني، ومحاولات إبقائها مجرد حزب سياسي لا أكثر ولا اقل، لكنها وبالرغم من هذه و تلك المحاولات بقيت الحركة الرائدة التي قادت وستقود النضال الفلسطيني بكافة أشكاله حتى مرحلة التحرر الكامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والحركة التي تتمترس وراء استقلالية القرار الفلسطيني، لذا فإن الحركة تعتبر صمام الأمان لكافة حركات التحرر الفلسطينية ليبرالية أو إسلامية أو حتى يسارية ، وانهيارها لا يخدم احد وتفتتها لا يقوي احد و لا يجعل أحدا بديل عنها ،لكن البعض يريدها ضعيفة ولا يرغب في انهيارها بشكل تام ،والجديد في فتح اليوم أنها تعاني صراع مع الذات وصراع آخر بسبب الحكم ، وصراع الذات اليوم أصبح مخيفا وخاصة في غزة على خلفية إعادة هيكلة الأطر التنظيمية القيادية للحركة بالأخص أقاليم القطاع ، وهذا ما يعكس صورة سيئة جدا لحركة فتح بين مناصريها ومؤيدها وهم يشاهدوا أبناؤهم يتصارعوا على المواقع التنظيمية والحركة في حالة لا تسمح بذلك ، لكنى أقول أن مناصري ومؤيدي فتح أكثر إخلاصا للحركة ممن هم في المواقع التنظيمية المختلفة .

حالة التشتت
فتح غزة تيارات ثلاثة مختلفة تتصارع في الواقع على المراكز القيادية في الهرم التنظيمي ، منها تيار الحرس القديم الذي يراقب عن كثب مجريات أمور الحركة ولا يتواصل معه احد من قيادة الحركة بسبب حالة التشتت القائمة ، وهناك تيار موالي لدحلان وهو تيار قوي بالحقيقة ،وتيار جديد ظهر على الساحة الفتحاوية بعد تشكيل الأقاليم الجديدة وظهر كتيار وسط يتقرب من كلتا التيارين السابقين ليتقوي بهم ، ولان تركيبة فتح في غزة لا تتبع التنظيم الهرمي الواسع ولا تشمل جميع تيارات الحركة ضمن مثلثات هرمية معينة تمارس نشاطها الحركي العام داخل الهرم الكبير وفي إطار مهام حركية تتبع فلسفة الحركة وتحقق أهدافها السياسية حتى ولو بمسميات جديد ة غير تلك المفوضيات التي حددت هيكلية كل مفوضية تبقي جميع أبناء الحركة المؤثرين في دائرة المسؤولية ولم يكن الإجراء الذي اتبع لإعادة هيكلة أقاليم قطاع غزة موفقا إلى حد بعيد بالرغم من أحقية التغير وفتح الطريق أمام قيادات جديدة لتصعد سلم الهرم التنظيمي ، فقد كان الأولى أن تحل الأقاليم جميعها ويكلف عناصر جديدة وذلك بعد دراسة حالة الحركة ودقائق أمورها وطبيعة التيارات الفتحاوية التي تؤثر في الجماهير ويلتف حولها الجماهير ويثق في عملها الجماهير وتحترمها كافة الأطر السياسية العاملة بالقطاع ، وعلى خلفية حل الأقاليم تشكل أقاليم جديدة بأعضاء جدد و مهمات محدد كالتحضير لمؤتمرات الأقاليم تجهيزا للمؤتمر الثامن للحركة وفي نفس الوقت يقدم الشكر والثناء لكافة أعضاء الأقاليم السابقين على جهدهم وعملهم خلال الفترة القاسية من تاريخ حركة فتح، وبهذا تتفادى الحركة حالة الصراع الخطر الذي تعيشه الآن على خلفية هذا يبقى وهذا لا يبقى ، و هذا شرعي وهذا غير شرعي.

غزة تئن من البيروقراطية
منذ فترة ليس بسيطة و فتح غزة تئن من البيروقراطية الحركية ،فمن يشغل منصب قيادي يريد البقاء فيه إلى الأبد أو يصعد إلى أعلى السلم التنظيمي ومن يولد صغيرا في فتح يبقي صغيرا ومن يولد كبيرا يبقي كبيرا ويكبر يوما بعد يوم وهذه قاعدة أسست لحالة الصراع الحالية ،ومنذ فترة ليست بسيطة وفتح تحاول الإنجاب ولم تستطيع أن تنجب ليس لكونها حركة عاقر وإنما رجالها لا يريدون الإنجاب حتى لا يرث أبناؤهم مناصبهم القيادية، وكل هذا يعتبر سوء في إدارة الحركة وعدم القدرة على الخروج بفتح إلى بر الأمان وخارج الزجاجة التي حبست نفسها بداخلها وبالتالي القدرة على خلق مؤسسات ترعى أبناء الحركة وتوفر لهم الدعم الحركي الحقيقي لينمو ويتطوروا ، ومؤسسات يجد فيها كل عنصر بغض النظر عن موقعه التنظيمي مكانته ويعيش من خلالها باحترام وعزة نفس ، واليوم أخذت فتح تئن أكثر من تقليد مناصب حركية وتنظيمية خاضعة لمعاير شخصية وليست لمعاير اللائحة الداخلية للحركة وهذا ما يزيد الطين بلة، وليس بلة فقط و إنما ادخل أبناء الحركة في مرحلة صراع خطير قد تدفع على أثره الحركة الثمن مرة أخرى ، لهذا بات واجبا على اللجنة المركزية التدخل الفوري لوقف حالة الصراع بغزة وإنهائها من منطلق أن فتح حركة للشعب الفلسطيني ووجدت من أجل فلسطين وليس من اجل هذا القائد أو ذاك، والتدخل الفوري هذا لابد وأن يضع بالحسبان دمج كافة التيارات الموجودة على الساحة في قالب واحد يعمل من أجل الكل الفلسطيني ويعمل من أجل مشروع الدولة الفلسطينية ونيل الاعتراف الدولي بهذه الدولة وعاصمتها القدس وانجاز المصالحة الفلسطينية التي ستعيد وحدة هذا الشعب إلى حالتها الطبيعية والتي ينشدها كل أبناء الشعب الفلسطيني دون استثناء.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة