تخلل اللقاء ورشات عمل أدارها عروة سويطات وهبة أمارة شاركت فيها النساء بعد أن تم توزيعهن إلى مجموعتين ، حيث تضمنت عمل تنظيمي حول التخطيط لمشاريع جماهيرية، تحديد جماهير هدف وخطوات عملية في قضية لمّ الشمل ولهدف رفع القضية والتغيير بأوضاع النساء والعائلات

اختتمت منظمة " شتيل" لتقديم الدعم والخدمات الاستشارية لمنظمات التغيير المجتمعي فرع باقة الغربية، دورة كانت أقامتها مؤخرا بالتعاون مع جمعية " أطباء لحقوق الانسان" حول موضوع لمّ الشمل وقانون المواطنة الذي يسحب الشرعية عن نساء فلسطينيات متزوجات في إسرائيل أو العكس .
 

ويأتي اللقاء الختامي الذي رعته أكاديمية القاسمي، بعد 8 لقاءات إرشادية على مدار شهرين، حيث تم تقسيم المشاركات لـ 4 مجموعات من منطقة المثلث نظمتها المنظمة لنساء متضررات من قانون المواطنة، حيث تضمّن سلسلة من الفعاليات والمحاضرات حول قانون المواطنة ، التأمين الصحي، التأمين الوطني ، تجارب العمل الجماهيري ، من قبل مسؤولين وذوي خبرات في المجالات المذكورة ،إلى جانب توجيه مهني ومرافقة مهنية بهدف تمكين وتدعيم النساء وتحفيزهن للعمل على قضاياهن اليومية وقضية لمّ الشمل.
وشارك في اللقاء الختامي عدد كبير من النساء المشاركات في الدورة من أم الفحم، برطعة ، باقة الغربية ،جت وزيمر، إلى جانب مركزة المشروع هبة أمارة وعروة سويطات مستشار تنظيمي في "شتيل" ، السيدة سمية شرقاوي التي وجهت ورافقت مجموعتين بالإضافة إلى عاملات اجتماعيات وممثلات عن مكاتب الخدمات الاجتماعية في المنطقة .واستهل اللقاء الذي أقيم في قاعة المؤتمرات بالقاسمي ، بكلمات ترحيبية لمركزة المشروع هبة أمارة وعروة سويطات ، حيث أعربوا عن سعادتهم لحضور النساء المشاركات في الدورة ، كما قدموا تعريفا مقتضبا حول انجازات وتحقيق أهداف الدورة والتطلعات التي كانوا يصبون إليها . وأشادوا بدور المشاركات في المجموعات والتزامهن .

ورشات عمل
وتخلل اللقاء ورشات عمل أدارها عروة سويطات وهبة أمارة شاركت فيها النساء بعد أن تم توزيعهن إلى مجموعتين ، حيث تضمنت عمل تنظيمي حول التخطيط لمشاريع جماهيرية، تحديد جماهير هدف وخطوات عملية في قضية لمّ الشمل ولهدف رفع القضية والتغيير بأوضاع النساء والعائلات . وجدير بالذكر أن اللقاء هو الثاني مع المستشار سويطات خلال برنامج العمل مع المجموعات .وهدفت الورشات إلى دمج النساء في المجتمع وتحفيزهن على أخذ دور ريادي في رفع القضية وذلك من خلال التوجه إلى المؤسسات الحقوقية والجهات التي تعنى بشأنهن وذلك للمطالبة بإيجاد حلول لهن وتغيير الوضع القائم . وجرى خلال الورشات تبادلا للتجارب من النساء أنفسهن إلى جانب القصص التي تعكس معاناة كبيرة بين شطري الوطن .وجدير بالذكر أن " شتيل" بادرت خلال شهري نيسان وأيار الماضيين إلى تنظيم دورات استكمال لعاملات اجتماعيات من المنطقة بهدف اطلاعهن على قضية لمّ الشمل من جوانبها المختلفة حتى يتمكن من الوقوف على احتياجات العائلات المتضررة من القانون والعمل على تحسين أوضاعها .

روايات لمعاناة خلّفها القانون
وحول معاناتها قالت بسمة وشاحي وهي أم لثلاثة أبناء ( بنتين وولد) ، من أم الفحم إن قانون المواطنة حرمها العيش مع زوجها في قطاع غزة يوم أن تم ترحيله بأمر عسكري من ام الفحم عام 2008 بعد أن ارتبطا ببعضهما البعض قبل 14 عاما .
وخلّفت الهجرة القسرية التي سببها قانون المواطنة العنصري عزلة حقيقية لبسمة وخلقت شعورا بالوحدة في داخلها ، شعورٌ ما زال يلاحقها لغياب الزوّج والأب والمعيل الذي لطالما تنتظر عودته .ولم تقتصر لوعة بسمة بسبب غياب زوجها عليها فحسب ، بل مازالت قائمة بازدياد لدى أطفالها الذين كبروا دون أن يروا أباهم ويستنشقوا عبق حضنه الدافئ قبل أن يخطفه قانون المواطنة إلى قطاع غزة ، تحدّث الأم المكلومة .

علاقة زوجية تقطعها القوانين العنصرية
ونتيجة لذلك أصبحت العلاقة بين بسمة وزوجها وأبنائها ، علاقة الكترونية شبه حقيقية من خلال البريد الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي غالبا والهاتف أحيانا ، غير أن هذه الفرحة المنقوصة لم يكتب لها الاحتلال أن تكتمل ، فيقطع التيار الكهربائي عن قطاع غزة فتتقطع معه أوصال بسمة وزوجها المبعد .

آثار المشروع
وتقول بسمة إن انخراطها في دورات " شتيل" نمّى بداخلها شعورا بعدم الوحدة بعد أن زرعه قانون المواطنة بداخلها ، فهي تشارك بلقاءات مع حقوقيين ومحامين تساعدها على التوجه لعناوين صحيحة من شأنها أن تساهم في حلّ معاناتها .وتعتبر بسمة وجودها مع دورات " شتيل" أمر ضروري ساهم في دمجها بالحياة أكثر ودفعها للبحث عن من يمكنه أن يقف جانبها كمؤسسات التأمين الوطني والصحي وحتى الإعلام .وتعاني بسمة من مشكلة الإسكان ، فهي تعيش في بيت مستأجر في أم الفحم مع راتب الضمان الاجتماعي قدره 2300 شيكل مقسمة على الكهرباء والماء وأجرة المنزل ومصاريف الأسرة .وعلى الرغم من ضنك العيش الذي تمر به بسمة ، غير أن البسمة لا تفارق محيّاها والأمل ما زال يحدوها والعزيمة ما زالت تملئ قلبها لمواصلة مسيرتها النضالية التي تجابه خلالها قانونا عنصريا بامتياز يدعى "المواطنة" .

معاناة بين شطري الوطن
ولم تقتصر تبعات قانون المواطنة على من يعشن داخل إسرائيل فحسب ، بل وصلت إلى من يعشن خارجه وكتب عليهن العيش في إسرائيل ، كما هو الحال لدى "كبها" وهو اسم عائلة لامّ فلسطينية من برطعة الشرقية تزوجت لشخص من برطعة الغربية أو ما باتت تعرف بـ "الإسرائيلية" وفق تقسيم الاحتلال .وتحدثت "كبها" حول معاناتها هي الأخرى التي تسبب بها قانون "لمّ الشمل" المواطنة وتقول إنها أشبه بمطاردة بوليسية يظل الخوف وعدم الاستقرار عاملا أساسيا فيها ، كونها تعيش هنا بصورة تصنفها إسرائيل بغير الشرعية .

استفادتي من المشروع
وتتابع " الجميع راضٍ عن وجودي بدورات " شتيل" زوجي يحفزّني على ذلك وأولادي أيضا ، حتى خلق الأمر شعورا داخلهم بأن مشاركتي في الدورات بمثابة خطوة أولى على طريق الحصول على الهوية والمواطنة" .وحول مشاركتها في دورات "شتيل" قالت كبها " الدورات ساعدتني بشكل كبير ، وفتحت أمامي آفاقا كثيرة وجعلتني أكثر وعيا بالجهات التي أتوجه إليها للحصول على حقوقي ، وأكسبتني خبرة في تقديم المعاملات القانونية ".وتقول "كبها" "إنها لم تقترف ذنبا حين تزوجت مواطنا من مناطق إسرائيلية ، كلنا بشر وأبناء أصل واحد ودين واحد ، غير أن الاحتلال يحاول تصنيفنا وتقسيمنا ، و ذلك مستحيل ويجب علينا أن نتمتع بكامل الحقوق التي تتمتع بها تلك التي تعيش في تل أبيب أو نتانيا ".
وجدير بالذكر ان نحو 25,000 طلب لم شمل لدى إسرائيل لعائلات فلسطينية مفصولة، تنتظر أن يلم شملها لتعيش كعائلة طبيعية تتمتع بكامل الحقوق والظروف المعيشيّة المناسبة.