الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 11 / مايو 00:01

شكوك نسائية في السياسة المصرية/ بقلم: د.فايز أبو شمالة

كل العرب
نُشر: 16/07/12 19:11,  حُتلن: 19:06

د.فايز أبو شمالة في مقاله:

الأنظمة العربية المتهالكة ظلت تنفذ سياسة أمريكا وتخدم إسرائيل جهاراً نهاراً وظلت تقدم نفسها خياراً وحيداً قادراً على محاربة المسلمين

أنجبت اللقاءات السرية السابقة بين القيادات العربية المتعاقبة وبين القيادة الأمريكية كل تلك الوجوه الخبيثة من سياسيين وإعلاميين ومنظرين وفاسدين ومدسوسين ومشبوهين وأشرار

الأنظمة العربية الساقطة عمدت على محاربة المقاومة والتآمر على القضية الفلسطينية والمساهمة في حصار قطاع عزة والتهديد بكسر رجل كل فلسطيني يبحث عن لقمة خبز في سيناء

طالما كان اللقاء مع وزيرة الخارجية الأمريكية يندرج في إطار العيب، وقلة الحياء، والسفالة السياسية، فلماذا حرصتم على النوم في أحضان أمريكا عشرات السنين؟ ولماذا تحرصون على تقبيل أقدامها، ويستبد بكم الحنين!؟. لقد ظلت الأنظمة العربية المتهالكة تنفذ سياسة أمريكا، وتخدم إسرائيل جهاراً نهاراً، وظلت تقدم نفسها خياراً وحيداً قادراً على محاربة المسلمين، بل وعمدت الأنظمة العربية المتهالكة على محاربة الإسلام، وحذفت بعض آيات القرآن الكريم من المناهج التعليمية، تجاوباً مع طلبات الإدارة الأمريكية الساعية لمرضاة إسرائيل، كذلك عمدت الأنظمة العربية الساقطة على محاربة المقاومة، والتآمر على القضية الفلسطينية، والمساهمة في حصار قطاع عزة، والتهديد بكسر رجل كل فلسطيني يبحث عن لقمة خبز في سيناء.

وطنية زائدة
فلماذا كل هذه الوطنية الزائدة، والغضب المفتعل على لقاء الرئيس المصري محمد مرسي مع وزيرة الخارجية الأمريكية؟ لماذا يتحرك رجال أمريكا اليساريين، ومرتزقة ساويرس البارزين، وعملاء أمريكا التاريخيين، لماذا يرتعبون من لقاء الندية الذي تم بين رئيس مصري منتخب، ووزيرة خارجية أمريكية منتخبة؟ وهل مثل هذا اللقاء الندي يخالف شرائع اللقاءات التي كانت تجري بين السيد الأمريكي والرئيس العبد؟ هل معنى هذا اللقاء الندي؛ أن الرجل العربي المسلم باع مصر إلى لأمريكا، وأن حزب الحرية والعدالة ينسق خطواته السياسية وفق الموسيقى الأمريكية، وآلات العزف الإسرائيلية؟!

لقاءات السرية
يقول علماء النفس الاجتماعي: إن السارق يتشكك في ذمة كل الناس، والمجرم القاتل يحسب أن مهمة السلاح الوحيدة هي قتل الأبرياء، والذي لا يثق بنفسه يسحب ظنونه السيئة على الآخرين، وإن المرأة التي تعودت أن تخون زوجها، لا تثق في عميق نفسها بوجود امرأة شريفة، وقد يذهب خيالها بعيداً، وهي تحسب أن كل حديث ندي فيه اختلاء، وكل اختلاء يمارس فيه المنكر، وكل منكر يترك من الذنوب السياسية ما لا يغتفر. لقد ذهب خيال بعض القوى السياسية في مصر وفي فلسطين أيضاً، ذهب بعيداً، وتخيلوا أن اللقاء جرى على نمط لقاءاتهم السرية، وتخيلوا ما كان يدور بينهم وبين أمريكا من مؤامرات خلف الكواليس، وتخيلوا أنفسهم في الفراش الأمريكي، وهم يطأطئون، ثم يزفزفون لأمريكا، كي يشحذوا السكين على رقبة العارضة، لقد تخيلوا أنفسهم وهم يحاربون الديمقراطية، ويفتحون السجون، وتخيلوا أنفسهم وهم يخونون، ويكذبون، وينهبون، ويخربون في البلد، ليخرجوا على الناس بثوب الوطنية والشعارات الثورية.

وجوه خبيثة
لقد أنجبت اللقاءات السرية السابقة بين القيادات العربية المتعاقبة وبين القيادة الأمريكية، لقد أنجبت كل تلك الوجوه الخبيثة من سياسيين، وإعلاميين، ومنظرين، وفاسدين ومدسوسين، ومشبوهين، وأشرار، وكان الخراب والفساد والهزائم وتدمير البنية التحتية لمصر وللأمة العربية، هو المعلم البارز للقاءات القادة العبيد مع الأمريكي السيد. إن اللقاء المصري الأمريكي الذي جرى في شهر شعبان من هذا العام، لهو اللقاء الأول الذي يقوم على الندية، بين رئيس مصر العربية وبين وزيرة الخارجية الأمريكية.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة