الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 07:02

عزيزتي الأم: لا تتركي طفلك ينام أمام شاشة التلفاز واسردي له الحكايات

أماني حصادية -
نُشر: 10/07/12 14:17,  حُتلن: 15:52

د. فادية محمد:

 خطأ شائع بين الآباء والأمهات تجاه أطفالهم وهو تركهم أمام شاشة التليفزيون بقنواته المختلفة سواء كانت فلام كارتون أو قنوات الأغاني الهابطة

الطفل يبدأ من عمر 6 أشهر مرحلة الإدراك والانتباه لما يثار حوله ومحاولة التعرف على الآخرين وتقليد سلوكهم وتخــزين ما يتردد عــلى أذنيه لذلك يجب أن ينتبه الآباء إلى ما يرددونه أمام أطفالهم

حلت قنوات الأطفال الفضائية محل حدوتة الأم التي تربت عليها أجيال سابقة، وكان إلتصاق الابن بأمه باعثا للدفء والحنان ويخلق جسر الود لتبث الأم من خلاله قيمها وأخلاقها إلي وجدان الطفل. وأهملت بعض الأمهات دون سبب جدير بالاحترام هذا السلوك، فأمهات الماضي كن أكثر انشغالا من أمهات اليوم اللائي وفرت لهن التكنولوجيا الكثير من الجهد والوقت. فما قيمة حدوتة قبل النوم في حياة أطفالنا وما هو دورها في تشكيل وجدانهم. هذا نعرفه في السطور التالية.

تتحدث فى البداية ليلى عبدالمنعم (28 عاما) وهي مدرسة لغة إنجليزية قائلة بأنها تحرص على أن تروى ليلا لطفلها الذى يبلغ من العمر عاما ونصف العام حكاية تعتمد من خلالها على توصيل رسالة تعليمية لطفلها سواء كان تعليمه سلوكا إيجابيا (كعدم الكذب، مساعدة الآخرين، حب الله)، وغيرها من الصفات الحسنة يتم تبسيطها فى شكل حكاية تتضح فى ظاهرها أنها ترفيهية ولكن يبطن فى داخلها هدف رائع ومثمر. وتضيف أنها تحرص شهريا على شراء مجموعة قصصية مبسطة للطفل يتم سردها خلال الشهر لتغيرها فى الشهر التالى، وتؤكد عبد المنعم أنها تجعل طفلها الصغير يتجاوب معها خلال الحكاية بسبب صغر سنه ولكنها حريصة على أن تزرع هذه الصفات فيه منذ الصغر.

تأليف حكايات
وترى مي محسن (23 عاما) وهي ربة منزل أنه من المهم أن يشعر الطفل بالأمان قبل نومه حتى لا يصاب بكوابيس أو خوف أثناء تلك الفترة، ويتمثل الأمان فى صوت أمه الحنون سواء كان بالحديث إليه أو برواية حكاية له حتى ولو ستقوم هى بتأليفها مثلما أفعل مع ابنتي التى تبلغ من العمر عامين لأنني قمت بتعويدها على رواية حكاية لها يوميا حتى نفد كل ما فى ذاكرتى من حكايات، فاتجهت لتأليف حكاية يومية فيها الجانب الترفيهي والتعليمي، ووجدت أنني أصبحت بارعة في تأليف حكايات لطفلتي.

القرآن الكريم
وتحرص هناء شحاته (33 عاما) موظفة على تلاوة آيات قرآنية لطفلها قبل النوم مباشرة حيث تقول: "اعتدت مع أبنائى على ذلك، لدي ثلاثة أبناء أكبرهم في الصف الثالث الابتدائي وأصغرهم يبلغ عمره ثلاثة أعوام فأتلو عليهم آيات من القرآن الكريم قبل النوم لبعث الطمأنينة في نفوسهم، وأيضا لمساعدتهم على حفظ القرآن الكريم، فالتكرار يوميا على تلاوة آيات وأجزاء من القرآن يساعدهم على حفظه بسهولة، وبالتجربة لم أجد أي صعوبة فى حفظ أبنائى للقرآن الكريم".

الغناء
وتتبع سما المصري (26 عاما) وهي مدرسة تربية موسيقية أسلوبا خاصا مع طفليها التوأم اللذين يبلغان من العمر عامين ونصف العام، حيث أنها اعتادت على الغناء لهما قبل النوم مباشرة، وتضيف: "اشتريت مجموعة اسطوانات غنائية للأطفال وقمت بحفظها لترديدها على أطفالي قبل النوم، وبالمتابعة وجدت أن أطفالي ينامون والابتسامة تملأ وجوههم، وقبل اتباعي هذا الأسلوب كانا دائمي البكاء والاستيقاظ ليلا، أما الآن فهما ينالان قسطا كافيا من النوم دون قلق".

الذاكرة
تعلق د. فادية محمد، أستاذة الطب النفسي بجامعة الأزهر، على السابق بقولها: "هناك خطأ شائع بين الآباء والأمهات تجاه أطفالهم وهو تركهم أمام شاشة التليفزيون بقنواته المختلفة سواء كانت فلام كارتون أو قنوات الأغاني الهابطة لأنها تجذب الطفل إليها بالموسيقى الصاخبة حتى يخلد الطفل للنوم، دون نظر الآباء باهتمام تجاه خطورة هذا الأمر، حيث من الخطأ أن ينام الطفل على مشاهد عنف أو كلمات الأغاني الهابطة، لأن ذلك ينطبع بشكل سلبي على ذاكرة الطفل "ذاكرة المدى الطويل" ويتحول ذلك إلى سلوك سلبي في تصرفاته عند استيقاظه أو فيما بعد، فآخر سلوك قبل النوم يظل عالقا في ذاكرة طفلك، وتجهل بعض الأمهات أهمية أن ينام الطفل على صوت أمه وهي تحكي له حكاية مفيدة وهادفة أو تنشد له أنشودة رقيقة بصوتها العذب حتى ينام في هدوء، لينعكس ذلك في صورة أحلام سعيدة خلال نوم الطفل".

السلوك الايجابي
وتؤكد فادية أنه: "يجب على الأم ألا تستهين بصغر سن طفلها لتقول بأنه مازال صغيرا لا يفهم شيئا وكثيرا من هذه العبارات التي ترددها الأمهات، وهذا خطأ شائع أيضا تقع فيه الأمهات، لأن الطفل يبدأ من عمر 6 أشهر مرحلة الإدراك والانتباه لما يثار حوله ومحاولة التعرف على الآخرين وتقليد سلوكهم، وتخــزين ما يتردد عــلى أذنيه، لذلك يجب أن ينتبه الآباء إلى ما يرددونه أمام أطفالهم وأن يختاروا الألفاظ والكلام التعليمي الهادف، لذلك يجب تعويد طفــلك على حكاية تعليمية مفــيدة منذ الصغر".

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي alarab@alarab.net

مقالات متعلقة