الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 23:01

لم تستطع الوفاء بوعدك يا حبيب!/بقلم: نادر أبو تامر

كل العرب
نُشر: 08/07/12 08:18,  حُتلن: 08:22

أكتب كلماتي بدون ترتيب. فالخبر الذي سمعتُهُ صعب على قلبي، قبل أذنيّ.
حين اتّصلت به قبل مدّة قال لي: يا نادر، أنا مصاب بالسرطان. لكنّني سأبذل جهدي للتغلب عليه كما تغلّبت على كلّ العقبات الأخرى التي واجهتني.
لكنه كان أضعف مما أذكره بصوته المجلجل، الفصيح، البليغ والناقد الذي لا يحسب الحساب.
وعدتني أخي حبيب بولص بأن تقهر المرض غير أنه تغلّب عليك. ظننته سيمهلك وقتًا أطول، غير أنّه كان يحثّ الخطى نحوك.
بعد تكريمك مؤخرًا من قبل محبّيك الذين أحسّوا بقرب رحيلك، وخشُوا أن لا يقدّموا لك غيضًا من فيض ما أعطيت، سألتُك عن شعورك، فأجبتني باسم مجتمعك الكبير. لم تستطع حتى عندما احتفَوْا بك أن تراكَ هناك، بل رأيتَكَ جزْءًا من كلّ. تحدّثت دومًا بنبرة الجميع، الكلّ، أبناء مجتمعك، مدينتك التي رغم إقامتك فيها سنوات، بقيت ابن كفر ياسيف، ومن خرّيجي مدرستها المعروفة.
اتّخذتَ لك، دون قصد، لائمين لمجرّد أنّك كنت تقول ما تعتقد، ولم توارب أو تهادن، غير أنّك كنت راضيًا عن نفسك وكان صوتك الجهوري المعلن عن حضوره خيرَ دليل على اعتزازك بمواقفك.
ليس غريبًا كيف ضفرت السياسة بالأدب والمسرح واللغة. كلّها في حديثك باتت ألوانًا متداخلة في مشهد واحد.
أنا شخصيًّا فقدْتُ شخصًا لطيفًا مهذّبًا يحترم الآخر ونفسَه أولًا فيفرض عليك مهنيّته ومصداقيته.
رحمك الله يا حبيب.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة