الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 15:02

أبا الأدهم سنلتقي/بقلم: مفلح طبعوني

كل العرب
نُشر: 06/07/12 18:25,  حُتلن: 12:38

أخذني أبو الأدهم، جمال طربيه، يوم الخميس 5 / 7 خائر القوى من الناصرة إلى سخنين، وكانت درجة الحرارة تحرق ذنب العصفور، ثم انتقل بنا على جناح السرعة إلى صديقنا المشترك توفيق زيّاد، الذي فارقنا بنفس التاريخ قبل ثمانية عشر عامًا بالتمام والكمال. رمقني أبو الأدهم بنظرة عتاب وتركني وحيدا أبكي كليهما معا بدون دمع.

تعرفت على جمال طربيه رئيس مجلس محلي سخنين يومها، في زمن معارك يوم الأرض الخالد، وأعجبني فيه فراسته وخفة ظله والبديهة الحاضرة أبدا "كسهم أصاب مركز الدائرة". التقيت به أكثر من مرة في أكثر من مناسبة، وكلما التقيت به ازدادت محبتي له، وكنا نتحدث عن الشعر والأدب، عن النضال والتحدي، وعن أشياء كثيرة يتحفظ منها الكثيرون.

أفقت صباح الخميس، على جوالي، والذي من عادته في الفترة الأخيرة، أن يفجعني بنبأ وفاة هذا الصديق أو ذاك، حتى إنني أصبحت أمقته زيادة.
من عادتي حين أكون في محاضرة ما وأتحدث عن يوم الأرض، أن أستذكر قادة العمل الوطني، قادة يوم الأرض الخالد في الذكرى الأولى ليوم الأرض وعلى رأسهم القائد الوطني البارز الشاعر توفيق زيّاد، رئيس بلدية الناصرة آنذاك، الذي أقر مع أحد عشر رئيسًا مناضلا، في اجتماع لجنة المتابعة العربية يوم 22/3/1976 القيام بإضراب شامل داخل الخط الأخضر احتجاجًا على خطط حكومة إسرائيل الهادفة إلى مصادرة آلاف الدونمات الزراعية التي يمتلكها المواطنون العرب أصحابها التاريخيون، وما نتج عن هذا الاجتماع الوطني من تأييد جماهيري واسع لهذه الفكرة، فيما احتشد عملاء السلطة للاعتداء على توفيق زيّاد في محاولة لإفشال الإضراب، واحتشد الوطنيون العرب الفلسطينيون للدفاع عن قائدهم توفيق زيّاد متحدّين عملاء السلطة وأعوانها، فحالوا دون أن يُمَسَّ بأي أذى من هذه الزمرة الخارجة على الصف الوطني والتي باعت نفسها للسلطة الغاشمة وأعداء الحرية، وكان من المدافعين الأساسيين عن قرار الإضراب في الثلاثين من آذار وعن القائد توفيق زيّاد، جمال طربيه، أبو الأدهم، رئيس مجلس سخنين الذي كانت أرض المل تتبع لأهل سخنين.

وقد سجلت الوقفة المشرفة والشامخة والرائدة لرؤساء المجالس المحلية في ذلك الوقت: حنا مويس /الرامة، محمد محاميد/أم الفحم. محمود نعامنة /عرّابة، حسن خُطبا /الرينة، أحمد مصالحة /دبورية، جمال طربيه/ سحنين. أسعد يوسف كنانة /يافة الناصرة، محمد زيدان /كفر مندا، أمين عساقلة /المغار، يونس نصار /طرعان، وأشدت بدورهم الوطني الرائد لإنجاح إضراب يوم الأرض في 30/3/1976 تحت شعار " الشعب قرّر الإضراب "غير آبهين بتهديدات السلطة الإسرائيلية وأعوانها وخفافيش ظلامها.  وأقول الآن إن أسماء هؤلاء القادة ستبقى خالدة في قلوب أبناء شعبنا أبد الدهر، وستتعلم الأجيال القادمة منهم قوة الإرادة وصلابة الموقف وصدق الانتماء للأرض والهوية والإصرار على التحدي رغم كل الصعاب والمشقات، هؤلاء القادة الشرفاء أصبحوا مدرسة للعمل الوطني ينهل منها شبابنا في معارك الدفاع عن الأرض من المصادرة والتهويد، والتشبث بحقوقنا في وطننا، وطن آبائنا وأجدادنا وسيبقى كذلك. وكنت أردد في نهاية كل محاضرة، عن الذين فارقونا – رحمة الله عليهم – أما الذين ما زالوا أحياء بيننا، فكنت أردد واطلب لهم طول العمر، ترى يا أبا الأدهم ماذا سأقول عنك في المحاضرة القادمة عن الأرض ويومها؟
سأقول يا صديقي: سنلتقي جميعًا على صعيد أرض الملِّ وعلى صعيد كل الوطن الذي أحببناه وسنظل نحبه، وسيظل يذكرك في سجل الخالدين.

6/7/2012
(الناصرة)

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة