مركز مساواة للدفاع عن حقوق الجماهير العربية في اسرائيل إستضاف يوم الثلاثاء الماضي مجموعة من ناشطي حركات احتجاج من شتى أنحاء العالم

مدير المشاريع في مركز مساواة – المحامي نضال عثمان تطرق في حديثه عن مركز مساواة الى الدور الهام الذي لعبه المركز في تنظيم حركة الاحتجاج الاجتماعي في الوسط العربي وتنظيم منتدى حركة الاحتجاج في البلدات العربية

الناشط شاهين نصّار والمنسق الإعلامي لمركز مساواة تحدث عن تطوّر حركة الاحتجاج في المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد فقصّ عليهم كيف نشأت فكرة إقامة خيمة الاحتجاج في وادي النسناس والتي أقامها بعد أن لاقى ترحيبا كبيرا من قبل المقربين والأصدقاء

استضاف مركز مساواة للدفاع عن حقوق الجماهير العربية في اسرائيل يوم الثلاثاء الماضي مجموعة من ناشطي حركات احتجاج من شتى أنحاء العالم، وذلك بهدف تعرفيهم على نشاط المركز، لقاء بعض الناشطين العرب في حركة الاحتجاج والنضال لأجل العدل الاجتماعي في البلاد، وتعرفيهم بالأقلية العربية الفلسطينية في البلاد. وجاء ذلك ضمن لقاءات بين ناشطي حركات الاحتجاج بادرت اليها الكلية الاجتماعية الاقتصادية وصندوق روزا لوكسمبورج.

بحيث حل كل من ماط رانر من حركة "أوكوباي يو اس اي" (احتلوا الولايات المتحدة)، جولنارا ايطوبا من حركة الاحتجاج الروسية "الترناتيفي"، ميجيل أرينا كتانيا من حركة الاحتجاج في اسبانيا M-15، بالإضافة الى د. أنجليكا تيم – مديرة مؤسسة روزا لوكسمبورج، المدير المالي لمؤسسة روزا لوكسمبورج طارق حبشي، والناشطين من حركة الاحتجاج من تل أبيب آيو كورم وجور سيلاع، ضيوفا على المركز، والتقوا بمدير المشاريع في مركز مساواة ومدير الائتلاف لمناهضة العنصرية – المحامي نضال عثمان، الناشط الاجتماعي والمنسق الإعلامي في مركز مساواة شاهين نصّار، والناشط في حركة الاحتجاج جريس غريب وآخرون.

المشاريع في مركز مساواة
وتطرق مدير المشاريع في مركز مساواة – المحامي نضال عثمان في حديثه عن مركز مساواة الى الدور الهام الذي لعبه المركز في تنظيم حركة الاحتجاج الاجتماعي في الوسط العربي، وتنظيم منتدى حركة الاحتجاج في البلدات العربية. وأكد أن مركز مساواة يعمل طوال الوقت لتحصيل حقوق الجماهير العربية في البلاد، والمرافعة لتحصيل الحقوق الاجتماعية وحقوقنا كأقلية فلسطينية عربية وحقوق مدنية. وأكد أن "النضال الاجتماعي تحدث عن الحق في المسكن، ولكن ليس عن المسكن للجميع أو للكل. لإحداث التغيير في اسرائيل في نهاية اليوم يجب التأثير على متخذي القرارات. يجب أن نكون هناك، يجب ان نؤثر. ولذلك رأينا أهمية الدعوة للمشاركة في حركة الاحتجاج، وتجميع المبادرات الخاصة المحلية التي انطلقت في البلدات العربية تحت سقف واحد، وصياغة ورقة مطالب موحدة للجماهير العربية. وقد عقد لأجل ذلك اجتماع في مساواة لممثلي الخيم العربية ومنه انطلقت دعوة للمشاركة في حركة الاحتجاج وتنظيم النشاطات الاحتجاجية في البلدات العربية شتى".

أهالي العراقيب
وأكد عثمان أن أهالي العراقيب نضالهم يختلف عن البقية، فهم لا يتحدثون عن منزل بل عن الحق في إقامة حتى خيم، الحديث يدور عن أبسط الاحتياجات.. وأشار الى أن النضال لأجل المسكن لدى الجماهير العربية. كما تطرق للائتلاف لمناهضة العنصرية ونشاطه في محاولة لتقريب وجهات النظر بين ضحايا العنصرية المختلفين، وأهمية التضامن بين ضحايا العنصرية شتى، وكمثال مشاركة الائتلاف لمناهضة العنصرية في مظاهرة الأثيوبيين ضد العنصرية تجاههم في كريات ملآخي، وتضامن الناشطين العرب واليهود الشرقيين مع ضحايا العنصرية الأثيوبيين. وأكد أنه في البلاد فقد المواطنون الأمل، وهدفنا هو إرجاع الأمل لحياة افضل. كما تطرق لإقامة منتدى الضواحي (فوروم بريفيريا) الذي لعبت مساواة والائتلاف لمناهضة العنصرية دورا بارزا في إنشاءه، بهدف البحث عن الألم المشترك وجمع الضواحي الاجتماعية والسياسية في نضال مشترك، وبناء التضامن بين شتى الحركات الاجتماعية. وأكد "فهمنا أنه هدفنا كفلسطينيين العمل مع المجموعات الأخرى بشكل مباشر، وبناء التضامن بين اليهود الشرقيين والعرب الفلسطينيين، كضحايا السياسات العنصرية ذاتها". 

حركة الاحتجاج في المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد
وتحدث الناشط شاهين نصّار والمنسق الإعلامي لمركز مساواة عن تطوّر حركة الاحتجاج في المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد، فقصّ عليهم كيف نشأت فكرة إقامة خيمة الاحتجاج في وادي النسناس، والتي أقامها بعد أن لاقى ترحيبا كبيرا من قبل المقربين والأصدقاء على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، ليضع أول خيمة على دوّار إميل حبيبي في قلب حي وادي النسناس في حيفا. وشدد على أن للجماهير العربية الفلسطينية في البلاد خصوصية، فنضالهم يختلف عن نضال الطبقة الوسطى اليهودية في إسرائيل، مؤكدا أنه رأى بهذا النضال فرصة لرفع صرخة الجماهير العربية في البلاد، وفرصة لفتح النقاش والتأثير على الرأي العام الاسرائيلي لحثه على الضغط لأجل إنهاء الاحتلال، مشيرا الى أن الشعار الأساسي لخيمة الاعتصام في وادي النسناس كان "المال للاحياء وليس للمستوطنات"، وتطرق لمطالب حركة الاحتجاج العربية ومطالبة سكان حي وادي النسناس بمنحهم قروض الإسكان وبناء مشاريع إسكان للشبان العرب في المدينة، وضائقة الإسكان للمواطنين العرب في حيفا. ومطالب سكان القرى والبلدات العربية بتوسيع مسطحات النفوذ في ظل ضائقة الإسكان والاكتظاظ السكاني في البلدات العربية والمطالبة بايقاف مصادرة الأراضي بل ومنح تراخيص بناء للمواطنين، هذا بالاضافة الى نضال الجماهير العربية الفلسطينية في البلاد لأجل السكن والعيش الكريم، وتحقيق المساواة وايقاف التمييز والعنصرية ضدهم. وأكد نصّار أن الجماهير العربية ترى بهذا النضال نضالا قوميا وطبقيا في الآن ذاته، وأنه لا يمكن فصل النضال الطبقي عن النضال القومي والنضال ضد الاحتلال، فهما وجهان لعملة واحدة.

حركة الإحتجاج أوكوباي يو اس اي في الولايات المتحدة
ماط رانر يبلغ من العمر 29 عاما، من مقيمي موقع Truthout.org وهو أحد أبرز المواقع لنشر المقالات اليسارية في الولايات المتحدة اليوم. وقد ساهم في تنظيم نشاطات ضد البنوك مع US UNCUT، وساهم في حملات ضد تهرب الشركات الكبرى من دفع الضرائب وتقليص الخدمات العامة، والتي بادر ناشطوها في ما بعد لتأسيس حركة أوكيوباي يو اس اي (احتلوا الولايات المتحدة). وقال رانر في حديثه عن حركة الإحتجاج أوكوباي يو اس اي في الولايات المتحدة أن حركة الاحتجاج الأمريكية في مرحلة التخطيط للخطوات القادمة، وأنه سيعقد في الرابع من تموز (يوم استقلال الولايات المتحدة)، اجتماعا كبيرا في فيلاديلفيا بمشاركة كل حركات الاحتجاج "اوكوباي" في المدن الامريكية شتى، مشيرا الى أنه لا يعرف بعد التوجه القادم للحركة، ولكن من نجاحات هذه الحركة هو تغيير النقاش والحوار في الولايات المتحدة بكل ما يخص المُلام للأزمة المالية ومن يجب أن يدفع الثمن. بحيث أكد ان اليمين الأمريكي يلوم المواطنين، بقوله أن "هذه قضية شخصية تخص العديد من الأشخاص الذين أخذوا قروض سيئة وهذه مشكلتهم وليست مشكلتنا". في الوقت الذي يؤكدون في اليمين أن المشكلة الأكبر هي العجز القومي، بحيث على حد ادعاءهم "الناس تريد ديننا الأموال ولكننا لا نأخذ هذه الهبات من المواطنين ونستثمرها. كل رجل أعمال يفهم انه يجب أن نحصل على هذه الأموال ونستثمرها في الشوارع والبناء". وأكد ماط أنه في أعقاب حركة الإحتجاج تم محو هذا الخطاب من النقاش السياسي في الولايات المتحدة وبدأ المواطنون ينظرون لإنعدام العدل بطريقة مغايرة، وأنه لا يجب لوم الطبقة الوسطى بما ترتكبه الطبقة العليا، بل أن اللوم يجب أن يقع على أصحاب رؤوس الاموال والطبقة الحاكمة. مشيرا الى أن سبب العجز المالي وشتى المشاكل هي الرأسمالية، والـ1% التي تسيطر على غالبية رؤوس الأموال في الولايات المتحدة.

فضح السياسة
فأكد ماط "تم فضح هذه السياسة الآن.. حتى الآن لا نعرف ماذا سيحدث، ولكننا لا زلنا نحارب الإعلام المتضامن مع رؤوس الأموال والطبقة الحاكمة. وسنخوض قريبا معركة انتخابية جديدة، والتي سيتم خلالها إنفاق بلياردات الدولارات على اعلانات مغلطة ومنحازة. سنواصل بحركة الاحتجاج العمل على المستوى المحلي باحثين عن اساليب جديدة لمناقشة وتوعية الناس بخصوص العدل الاجتماعي والاقتصادي". وتطرق لحركة الاحتجاج العالمية قائلا أن هذه الحركة بدأت تتبوأ عناوين الصحف وتحظى بشعبية وبقوة كبيرة ودعما من قبل المواطنين. واكد أن "ما نراه هو السنة الأولى من نضال خمسين عاما لأجل بناء مستقبل أفضل، وسلب القوة من هؤلاء الذين يبحثون عن تفريقنا كطبقة عاملة وصرف النظر عن النضال الطبقي الذي هو الأساس"!

أسلوب آخر
وأكد أن حركة "أوكوباي" فتحت أعين المواطنين ومنحتهم أسلوب آخر للنظر للانتخابات القريبة، وكيف تسلب الرأسمالية المواطنين أرباحهم، "وكيف نجح أول رئيس من جذور أفريقية في التعامل مع إحدى أصعب الأزمات المالية بالتاريخ، وفشل في بعض المواضع. سيكون من المثير رؤية الانتخابات القريبة. الديمقراطيون لم يكونوا على قدر المسؤولية في التعامل مع الأزمة المالية، كما كان متوقعا منهم، ولم يبادروا لمشاريع لتشغيل المعطلين عن العمل، وهذه السياسة التي يرغب ميت رومني بإرجاعنا اليها، هذه السياسة المدمرة التي أدت الى الأزمة". وأضاف "بفضل حركة الاحتجاج أوكوباي، بات الناس يرى أنفسهم في النضال الطبقي بشكل أفضل... وان المبنى الاقتصادي يجب أن يتغيّر لكي تتاح الفرصة لأولادنا لحياة أفضل". وأكد رانر أن "الإعلام يحب تغطية الاحداث العملاقة. الإعلام يحب العنف، ويحب تغطية الاعتقالات العنيفة، ولكنه لا يقول أن 99% من العنف يأتي من جانب الشرطة"!! ولكن رغم ذلك أكد أنه لا زال هناك صحافيون جيّدون وبشكل خاص أولئك الذين يعملون في الصحافة الحرة المستقلة والتي يعمل بنفسه فيها، الذين لا زالوا يحاربون ضد الفساد والظلم الرأسمالي. 

حركة الاحتجاج الإسبانية
ميجل أرانا كتانيا يبلغ من العمر 29 عاما، طالب للقب الثالث بموضوع الفيزياء في جامعة UAM في مدريد. ناشط في حركة الاحتجاج الاسبانية M15 من يومها الأول وحتى الآن، والتي تعتمد على اجتماعات شعبية في الأحياء والمدن في كل أنحاء اسبانيا. وأكد كتانيا أن حركة الاحتجاج الإسبانية على مفترق طرق بما يخص المرحلة القادمة، خصوصا وأن نسبة المعطلين عن العمل آخذة بالازدياد بشكل كبير، وبالتحديد في صفوف الشباب. وأشار الى أن الحكومة الاسبانية واصلت بتقليصات في الخدمات الاجتماعية وتحويل الأموال للبنوك. وأضاف ميجل: "لا نعرف ما سيحدث في الفترة القريبة، قد يصيبنا ما حلّ باليونان وستسقط الحكومة، وقد ننتقل لحكومة انتقالية، وحاليا لا زلنا نبحث عن طرق جديدة لحل الأزمة.. ولكن حركة الاحتجاج لا زالت ناشطة وفعّالة وستكون مهمة جدا كأداة في هذه المرحلة لمحاولة الانتعاش من جديد، أو لتغيير نظام الحكم".

ظلم العمال
جولنارا ايطوفا تبلغ من العمر 27 عاما، ناشطة في حركة الاحتجاج الروسية وفي حركة "الترناتيفي" التي أقيمت لدعم مبادرات اجتماعية مختلفة وتعمل على النضال ضد كل أشكال ظلم العمال، وضد العولمة الرأسمالية، لأجل الديمقراطية، الرفاه الاجتماعي، والتحرر الاجتماعي. وأكدت جولنارا أن حركة الاحتجاج "الترناتيفي" انطلقت في كانون اول المنصرم، وخلال الأشهر الست الأخيرة لا زالت مستمرة، بحيث انطلقت كمظاهرات ضد الانتخابات البرلمانية، واستمرت بنضال ضد سيطرة بوتين في الحكم. مشيرة الى أن قائدي حركة الاحتجاج في روسيا دفعوا بالجماهير الخروج الى الشوارع منادين ضد الظلم الاقتصادي والأزمة المالية التي لا زالت تعاني منها روسيا. واشارت الى ان "الناس الذي خرجوا الى الشوارع، هم ناس عاديون، شباب، شباب مثقفون، طبقة عاملة"... وأكدت أن الحركة تطوّرت مع الوقت، "في الوقت الذي كانت في البداية تجمع يمنيين ويساريين، وتطالب فقط بتنحية بوتين، باتت الآن الحركة تطالب بتغيير كل نظام الحكم، لأنه مع النظام الحالي بالإمكان إحضار بوتين آخر. الكل بات يفهم أسباب الأزمة الاقتصادية التي نواجهها والظلم الاجتماعي الذي يعانيه السكان". وقالت أنه في الوقت الذي تتمتع به المظاهرات في موسكو بصبغة ليبرالية، المظاهرات في شتى أنحاء روسيا تصبغ باليسارية، وتطالب ببديل اجتماعي وسياسي للنظام الحاكم.  هذا والتقى بعدها ناشطي حركة الاحتجاج العالمية بناشطي حركة الاحتجاج الحيفاوية "الجبهة الحيفاوية" في المركز الجماهيري هدار.