مشهد الأطفال مرضى السرطان في مستشفى "رمبام" وهم يغنون ويرقصون ويفرحون لاستلام هدية، يجلسون في أحضان ذويهم، منهم يعلق العلاج الكيماوي عبر الانفوزيا وآخر يرتدي اللثام الواقي، وآخر يبكي على حضن والدته من الأوجاع وطفل يعبر جيل المراهقة مع مرض شديد، وطفلة عراقية وفلسطينيين من الضفة.. في هذه الأجواء، تجمع الأطفال لنيل بعض النشاطات الترفيهية والتخيف عنهم، إذا كان ذلك عبر رسومات بهلوانية على وجوههم، أو الرقص بأنواعه.. وبعض الأمهات يذرفن الدمع بسبب مرض أعزائهم.. هذا المشهد المؤثر لا بد أن يدفعك لتذرف الدمع بحرارة وتهرب كي لا يشعر احد بضعفك أمام هولاء الأطفال الأقوياء.



قررت إدارة مشروع "أفراح" لهذا العام رصد ريع حفلها لجمعية مكافحة السرطان وجمعية "أكيم- للنهوض بالمتخلفين عقليا"، وأقيم يوم الاثنين 25/2/2008 احتفال بهيج لأطفال مرضى السرطان في مستشفى "رمبام" في حيفا وقد شارك بهذا الاحتفال الذي نظمته" أفراح" مجموعة من المتطوعين، والأطفال المرضى وعائلاتهم وقسم من المعالجين في المستشفى، حيث افتتح إيهاب قزعورة الاحتفال بإلقاء قصيدة شعرية كتبت خصيصا لأطفال هذا القسم، من تأليف جمانة قزعورة، وقامت المهرجة غادة من عسفيا بتفعيل الأطفال ومشاركتهم عن طريق الغناء والرقص والحركة، وقد تم زيارة المرضى المقعدين في غرفهم الخاصة وتوزيع الهدايا عليهم.



يشار إلى أن مشروع "أفراح" يقام كل عام من أجل مساعدة ودعم الأزواج الشابة، والذي سيقام هذا العام في حيفا في قاعة "الكونغريسيم" 14/4/2008، وهو الحفل الثامن الذي تقيمه جمانة وزوجها الفنان إيهاب قزعورة.



سنويا، يصاب (450) طفل بمرض السرطان في إسرائيل!
يقول فاتن غطاس، مندوب جمعية مكافحة السرطان عن الوسط العربي: مستشفى "مائير" هو مستشفى مستقل داخل مجمع "رمبام" الطبي وبه قسم خاص لعلاج الأطفال مع الأورام السرطانية، ويحوي القسم أطفالا يهودا وعربا ويعالجون بشكل دائم، وهناك (45) طفل من المعالجون هنا هم من السلطة الوطنية، ويعتبر هذا القسم من انجح الأقسام في المستشفى وبه طاقم مهني خاص جدا ويقدمون المساعدة للأهل وللأطفال معا.. وسنويا، يصاب (450) طفل بمرض السرطان في إسرائيل، من جيل يوم وحتى (18) عاما ونسبة النجاح عالية جدا، والاهتمام بهم ما بعد الشفاء، مهم جدا.

إن الفعاليات الترفيهية لهؤلاء المرضى مهمة جدا، إن فرحهم اليوم المجبول بالحزن ومن خلال تعاطيهم للعلاجات الكيماوية يوميا، يشعرنا كم هم بحاجة إلى الدعم والعطاء. وان هذه المبادرة التي قام بها مشروع "أفراح"، هي مبادرة مباركة، ونحن كجمعية نشجع ونحاول أن نشجع الفنانين عندنا وهم كثار وكبار ليأتوا ويدعموا هولاء الأطفال خلال محنتهم.



معنويات وإرادة عالية!
وتقول العاملة الاجتماعية في هذا القسم، سوار مخول خوري: في كل سنة نستقبل ما بين 80-90 طفل مع مرض سرطاني، (60%) من المرضى هم عرب لأنهم من منطقة الشمال، والتركيز السكاني العربي في الشمال عالي جدا وهناك اتفاقية بين إسرائيل والسلطة الوطنية والحكومة الايطالية لاستقبال أطفال فلسطينيين مع أمراض الدم المتنوعة، وكل الحالات المرضية يتم علاجها، وفترة العلاج هي فترة صعبة جدا، تعيشها العائلة مع المريض خال (24) ساعة يوميا وعلى مدار فترة العلاج، يعتبر الأطفال أقوياء وجبارين تجاه المرض نفسه، لهم معنويات وإرادة عالية وتفاءل وقوة لمحاربة المرض. أنا من قرية جديدة، اعمل في هذا القسم منذ (7) أعوام.، اعتقد أن فعالية من هذا النوع تدخل الفرحة وتزيد من معنويات الأطفال.

انا من جنين!
-أنا فتحية تنظيم إغبارية، أصل جدي من عين ماهل، ابني عمره (15) عاما ويعاني من مرض التلسيميا، لم نجد له علاج في جنين والضفة الغربية إلا وهو زراعة نخاع العظام، لي خمسة أبناء واثنين منهم مرضى بالتلسيميا، الوضع عندنا في جنين صعب جدا، وإذا لم يفتحوا الطريق أمام فلسطينيي الـ 48 ليدخلوا إلينا، فسيزداد وضعنا سوء، الوضع الأمني عندنا زفت، خوف ورعب، لا نستطيع أن نبقى خارج البيت بعد الساعة العاشرة مساء.



ارتفاع في درجة حرارته ، امساك شديد كانت علامة المرض
هذا ما قالته إحدى الأمهات: عانى ابني من ارتفاع في درجة حرارته ومن إمساك شديد في معدته، وحلال أربعين يوم وأنا ازور "كوبات حوليم" والطبيب يدعى انه يعاني من التهاب في أذنيه ويعطينا المسكنات، بعد أن قمنا بتصويره بالأشعة اتضح انه مصاب بورم في رأسه وسوف يجرى له عملية ونسبة النجاح بها مئة بالمائة، والأطباء طمئنوني لأنني اكتشفت الورم باكرا، وهنا أتوجه لكل أم أن لا تهمل طفلها ، حتى ولو عانى من ارتفاع خفيف في درجة حرارته. أنا سعيدة جدا لأن ابني سيشفى وسيعود إلى حضني، وحزينة من اجل الأطفال المصابين بشدة.