الشيخ رائد صلاح:
حريّة سوريّا تعني حريّة فلسطين

نقول للسوريين ان السلاح الذي يقتلكم الآن هو السلاح الذي قتل من شعبنا الفلسطيني في مخيمات لبنان

أخشى ما أخشاه أنّ قوى الاستكبار في الغرب والشرق قد قرأت الخارطة وتعمل بخبثٍ لئيم

الأسير وئام عماشة:
صاحب الحق سيحمل رايته على جبل الشيخ


الشيخ حماد أبو دعابس:
عارٌ على البشرية أن تسكت على هذه المجازر

بمشاركة واسعة من فلسطينيي الداخل وأبناء الحركة الإسلامية وقياداتها بجناحيها نُظّمت بعد عصر السبت في طمرة مظاهرة قطريَّة تحت عنوان "لبيك يا شام" نصرة للشعب السوري الذي خرج منذ أكثر من سنة للمطالبة بحريّته، وعلى أثره يرتكب نظام البعث وشبِّيحته في حقّهم يوميًا، ليلًا ونهارًا، أبشع الجرائم والمجازر.

ووقف على رأس المشاركين بالمظاهرة قيادات العمل الاسلامي في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح والشيخ حماد ابو دعابس والشيخ كمال خطيب وعضو الكنيست مسعود غنايم وغيرهم من القيادات السياسية والجماهيرية في الداخل الفلسطيني. وانطلقت المظاهرة التي نظّمتها الحركة الاسلامية الساعة الخامسة عصرًا من أمام مسجد "القبة" في مدينة طمرة وانتهت في منطقة السوق القديمة بمهرجان حاشد ألقيت خلاله الخطابات التضامنية مع الشعب السوري وثورته.

افتتاح المهرجان
وتولى عرافة المهرجان الشيخ مروان جبارة -مسؤول الحركة الإسلامية في منطقة طمرة- الذي أبدع في انتقاء الكلمات وتقديم الفقرات ورحّب بالحضور من مختلف تواجدهم من الجولان والجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية، وقد افتتح المهرجان الشيخ عامر همام بتلاوة من القرآن الكريم، وألقى الخطابات سمير عوّاد نيابة عن رئيس بلدية طمرة، والأسير المحرر وئام عماشة تحدّث باسم الجولان السوري المحتلّ، والدكتور اسعد غانم، والشيخ حمّاد أبو دعابس، واختتم المهرجان بكلمة للشيخ رائد صلاح. وتخلل المهرجان الخطابي قصيدة ألقتها الطفلة نيرين بشناق من فرقة الفتافيت الفنيّة، وقدّم المنشد كفاح زريقي من فرقة الاعتصام الفنيّة فقرة إنشاديّة.

وألقى الكلمة الترحيبية باسم البلد المضيف ونيابة عن بلدية طمرة سعيد غانم، رحّب فيها بالحضور الضيوف ونقل تحيّة رئيس بلديّة طمرة الذي يتواجد خارج البلاد في هذه الأيام إلى المشاركين في المظاهرة القطرية والقيادات، وقال "يُشرّف طمرة أن تستضيف هذه المظاهرة القطريّة". وأضاف: "عندما يخرج الإنسان وينطق بالحقّ يكون صريحًا، نحن معك أيها الشعب السوري، نحن ضدّ النظام المستبدّ، نحن ضدّ المذابح والمجازر".

عماشة: صاحب الحق سيحمل رايته على جبل الشيخ
وفي كلمته التي ألقاها باسم الجولان السوري المحتلّ قال الأسير المحرر وئام عماشة: "جئتكم من الجولان نحمل لكم تحيّة من شرفاء مثلكم من سوريا ومن الجولان المُباعِ، جئنا لنعلي صوتنا سنفهم الصخر إن لم يفهم البشر إنّ الشعوب إذا هبّت ستنتصر". وأضاف: "ليس عبثًا أن نقف هنا على هذه الأرض، وفي حضن هذه المدينة العزيزة وتتجه أنظارنا إلى دمشق وإلى درعا وحماة وحمص وإدلب واللاذقيّة وإلى كلّ المدن والقرى السورية التي تُبهر العالم بقدرتها على الاستمرار في الصمود في وجه أكثر الأنظمة قمعًا وبطشًا".
وأكّد إنّ "الشعب السوري لا يذلّ، اقترب النصر على الظالم واقترب بزوغ فجر الحريّة على سوريا وحتمًا على فلسطين، في ذلك نكون قد طوينا عقودًا من الظلم والظلام وإنّ بشائر الإشراق كثيرة وإنّ عصابات الإجرام إلى زوال أكيدٍ لعلّها ساعات أو أيّام وصاحب الحق يحمل رايته على قمم جبل الشيخ وصاحب الباطل سيُنسى في سقطات الزمن".

الشيخ حماد أبو دعابس: عارٌ على البشرية أن تسكت على هذه المجازر
ونقل الشيخ حماد أبو دعابس في خطابه التحيّة من أرض فلسطين إلى أرض الشام "إلى حمص ودرعا وإدلب وحماه وحلب واللاذقيّة وكلّ المدن السورية وأريافها وقراها وجبالها وهضابها وسهولها، تحيّة فخر واعتزاز لهذا الشعب السوري الأبيّ البطل"، وأضاف: "نحن من هنا من فلسطين الداخل نقول: فلسطين تفخر بكم والأمّة العربية تفخر بكم والأمّة الإسلامية تفخر بكم وتعتزّ بهذا الشموخ وهذه البطولات وهذه الكبرياء والعزّة التي تقف في وجه البطش والقتل والاستبداد الذي يُمارس بحقكم يوميًا".
وقال: "إنّ بشار الأسد المجرم وشبيحته المفسدين في الأرض والقتلة من جيشه يُسطّرون اليوم سطور العار والخزيّ في جبين كلّ الأنظمة المستبدّة، تستحيي منهم البشريّة أن ينتموا إليها عارٌ على البشرية أن تسكت على هذه المجازر، عارٌ على دول الاستكبار في العالم أن تظلّ واقفة صامتة أمام مجزرة الحولة وامام مجزرة القبير وامام مجزرة بابا عمرو من قبل وأمام المجازر التي تُرتكب يوميًّا حتى أصبح خبر العشرات الذين يُقتلون يوميًّا كأنه خبر عابر، وأصبح الأربعون والخمسون شهيدًا في اليوم الواحد لا يُحرّك من مشاعر العالم شيئًا حتى إذا قاربت المائة صارت بعض زوبعة إعلامية، بعد قليل سيتعودون على الرقم مائة ويحتاج النظام إلى أرقام أكبر حتى تهتزّ مشاعر العالم".

د. اسعد غانم: من يقف إلى جانب النظام هو مجرم
وحيّا د. سعيد غانم "الحركة الإسلامية على هذه المثابرة وعلى هذا الموقف المثابر تجاه قضيّة عربية أولى، هكذا نريدكم حركة سياسية واحدة تنتصر لقضايا الأمّة"، مشيرًا إلى أنّ "هذه المظاهرة هي إضافة أخرى وعظيمة لتاريخٍ ناصع للحركة الإسلاميّة منذ أن نشأت في السبعينات وحتى الآن، هكذا عهدناكم وهكذا نريدكم".
وقال: "ما حزّ في نفسي في الأشهر الأخيرة هذه المظاهرات التي وقفت مؤيّدة للنظام"، متسائلًا "كيف يمكن لفلسطيني مظلوم، كيف يمكن لإنسان يدعي أنه يدافع عن الحقوق وعن الديمقراطية وعن الإنسان وأن يطالب أن يحترم كإنسان في وطنه أن يقف إلى جانب هذا النظام؟"، وقال: "يجب أن يخرج من هنا صوتٌ واضح هو أنّ من يقف إلى جانب النظام هو مجرم كما هو إجرام النظام نفسه، نحن في اعزّ موقف إمّا أن يتخذ الشخص موقفًا الآن أو يصمت إلى الأبد، هذا هو الموقف الصحيح هذا هو الموقف الوطني هذا هو الموقف القومي والموقف الإنساني".

الشيخ رائد صلاح: حريّة سوريّا تعني حريّة فلسطين
وقدّم الشيخ رائد صلاح في كلمته تحيّة إكبار وإجلال وتقدير باسم الحضور من الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية والجولان المحتلّ "إلى كلّ شهيد في سوريّا، إلى صبر كلّ سجين وإلى دمعة كلّ أرملة وإلى صرخة كلّ يتيم وإلى جهود كلّ ثائر في شوارع كلّ سوريا". وأكّد "إننا معكم في طريق الحريّة والكرامة والاستقلال لأننا على يقين بإذن الله ربّ العالمين أنّ حريّة سوريا تعني حرية فلسطين وأن حرية دمشق تعني حرية القدس الشريف وأن حرية الجامع الأموي تعني حرية المسجد الأقصى المبارك وأن حريّة كنائس سوريا تعني حرية كنيسة القيامة، لذلك نحن على يقين يا شعب سوريا أنّ زحوفكم التي خرجت في دمشق والتي خرجت في حمص والتي خرجت في حماة ودرعا وحلب واللاذقية إنّ كلّ هذه الزحوف ستبقى تزحف وستبقى تصرخ حتى تصلّ إلى القدس الشريف إن شاء الله تعالى".
وقال: "صبرًا يا أهلنا في سوريا، إنّ السلاح الذي يقتلكم الآن هو السلاح الذي قتل من شعبنا الفلسطيني في مخيمات لبنان وآن الأوان أن يكسر هذا السلاح لأنه ليس سلاحًا لتحرير الجولان وليس سلاحًا لتحرير فلسطين بل هو سلاح لقتل الإرادة في نفس الإنسان العربي وفي نفس الإنسان المسلم ونفس الإنسان الفلسطيني الذي يسعى لصناعة فجرٍ كريمٍ للأمة المسلمة وللعالم العربي وللشعب الفلسطيني، فليكسر هذا السلاح الذي وُجّه ولا يزال يوجّه إلى صدور الأمّ في سوريا التي هي أمّي والأخت في سوريا التي هي أختي والطفل في سوريا الذي هو ابني، ليكسر هذا السلاح الذي حاول أن يذلّ أهلنا في تونس والذي حاول أن يذلّ أهلنا في ليبيا والذي حاول أن يذلّ أهلنا في اليمن والذي حاول أن يذلّ أهلنا في مصر ليكسر هذا السلاح الذي كان بيد من قاموا بدور الاستعمار البائد وآن الأوان أن يتردد صوت الكرامة وصوت الحريّة على امتداد الأمّة الإسلاميّة والعالم العربي ولنقل كما قالها شاعرنا، إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر ولا بدّ لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر وهو منكسر إن شاء الله في يوم قريب في سوريا، سوريا الحرية والكرامة والاستقلال".
وتابع: "نحن حتى هذه اللحظات نقولها بلا تردد لقد سقط الضمير العربي في امتحان سوريا لقد سقط الضمير المسلم في امتحان سوريا، سقط هذا الضمير في امتحان مجزرة الحولة وفي امتحان مجزرة حمص ومجزرة حماة والقائمة طويلة من المجازر في سوريا".
وقال: "إنّ أخشى ما أخشاه أنّ قوى الاستكبار في الغرب والشرق قد قرأت الخارطة وتعمل بخبثٍ لئيم وفق قراءتها اللئيمة للخارطة، أخشى ما أخشاه أنّهم الآن في مراكز دراساتهم نظروا إلى البداية فكانت في تونس ونجحت البداية فانتقلت إلى مصر، ونجحت في مصر وانتقلت إلى ليبيا ونجحت في ليبيا وانتقلت إلى اليمن ونجحت في اليمن وانتقلت إلى سوريا، إنّ أخشى من أخشاه أنّ قوى الاستكبار بشرقها وغربها تريد أن تئد وتقتل هذه الثورة العربية وهذه اليقظة العربية عند حدود سوريا، لا تريد الدور الذي يُمليه عليه ضميرها، لا تريد أن تقوم بهذا الدور حتى تقتل هذه اليقظة عند حدود سوريا لذلك أنا شخصيًّا لا أنتظر خيرًا من دول أوروبا ولا من الدور الأمريكي ولا من الدور الروسي ولا الصيني، وكلّهم كاذبون منافقون ودجالون، ما أتمناه شيئًا قد يكون بعيدًا لكن قابل أن يتحقق وأدعو إليه من هنا، أدعو كلّ عربي وكلّ مسلم على صعيد جماهيرنا في الأمّة المسلمة والعالم العربي، أقول لهم أرامل سوريا تناديكم أيتام سوريا ينادونكم، سجناء سوريا جرحى سوريا لاجئو سوريا ينادونكم، أقترح عليكم أن يكون هناك زحف لثورة مليونية من الأمة المسلمة والعالم العربي من شبابها ومن فتياتها، زحفٌ مليونيّ تسير على حدود سوريا يسعى لاختراق سوريا أمام هذا الخبث وأمام هذا الصمت المبيّت من قوى الاستكبار العالمي على ما يجري في سوريا".