زياد شليوط في مقاله:

أن يملي أحدهم موقفا باسم كل العرب فيه خلاف جماهيري فإنه يسيء الى الصحيفة ومصداقيتها الجماهيرية وما دفعني لكتابة هذه الكلمات حرصي على صحيفة كل العرب ورسالتها

الجماهير العربية ليست موحدة وغير متفقة على موقف محدد وواضح من تلك الأزمة فهناك من يؤيد النظام السوري وهناك من يعارضه وهناك من لا يملك موقفا واضحا وهذا يتجلى في مواقف الحركات والأحزاب السياسية كما يتجلى في الفعاليات في الشارع

ما يؤكد ما أذهب اليه ما جاء في زاوية منصة كل العرب من نفس العدد والذي حمل وجهات نظر جمهور القراء حول السؤال المطروح من يتحمل مسؤولية ما يحدث في سوريا من فظائع النظام أم المعارضة حيث ظهرت وجهات النظر المختلفة والمعارضة من النظام السوري

نعت كاتب ل "كل العرب" موقف العدد الأخير من الصحيفة (12-6-1) النظام السوري بأنه ساقط واتهمه بشكل غير مباشر عن مجزرة الحولة الرهيبة ونعته مرة أخرى بالمجرم، وخلص الى القول "وهذا النظام صار في حكم مؤكد أنه بات في مزبلة التاريخ". ليست هذه المرة الأولى التي يعبر فيها كاتب موقف "كل العرب" عن عدائه ومعاداته للنظام السوري، وهذا شأنه لكن هل هذا هو رأي هيئة التحرير؟ بل هذا هو رأي جمهور كل العرب"؟. لقد نقشت صحيفة كل العرب على رأسها شعار صحيفة الجماهير العربية، واذا كانت تتطمح لهذا الأمر فعليها أن تعيد التفكير في دقة موقفها من الأزمة السورية الداخلية. فالجماهير العربية ليست موحدة وغير متفقة على موقف محدد وواضح من تلك الأزمة، فهناك من يؤيد النظام السوري وهناك من يعارضه، وهناك من لا يملك موقفا واضحا، وهذا يتجلى في مواقف الحركات والأحزاب السياسية، كما يتجلى في الفعاليات في الشارع، فقد نظمت تظاهرات ومهرجانات ضد النظام، واخرى داعمة له ومنددة بالتدخل الخارجي وخاصة الغربي.

انقسام المواقف
فكيف يتفق هذا مع شعار صحيفة الجماهير العربية؟ وما يؤكد ما أذهب اليه ما جاء في زاوية منصة "كل العرب" من نفس العدد، والذي حمل وجهات نظر جمهور القراء حول السؤال المطروح، من يتحمل مسؤولية ما يحدث في سوريا من فظائع النظام أم المعارضة، حيث ظهرت وجهات النظر المختلفة والمعارضة من النظام السوري. فقد انقسمت المواقف من النظام بالتساوي خمسة مع النظام وخمسة معارضين له وأربعة لم يعبروا عن موقف واضح، انما وضعوا اللوم على النظام والمعارضة.

الهجوم على النظام والأسد
فكيف يتفق موقف صحيفة الجماهير العربية مع هذا الاستطلاع الذي قامت به الصحيفة نفسها؟ يمكن للمحرر كاتب موقف كل العرب أن يعبر عن رأيه من خلال مقاله، وهناك زاوية المحرر الأخ سهيل كيوان "أهداف" والتي يواظب على توجيه النقد من خلالها والهجوم على النظام السوري ورئيس سوريا بشار الأسد. لكن أن يملي أحدهم موقفا باسم كل العرب فيه خلاف جماهيري فإنه يسيء الى الصحيفة ومصداقيتها الجماهيرية. ما دفعني لكتابة هذه الكلمات حرصي على صحيفة كل العرب ورسالتها، حيث تربطني بالصحيفة علاقة خاصة تعود الى بدايات ظهورها في مشهدنا الاعلامي المحلي، وكان لي الشرف أن أعمل فيها في تلك الفترة. كلي أمل أن تعيد الصحيفة بإدارتها ومحرريها النظر بموقفها من الأزمة السورية، كي تبقى صحيفة الجماهير العربية بجدارة واستحقاق.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net