الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 17:02

فضفضة سياسية/ بقلم: يوسف شداد - رئيس تحرير موقع العرب

بقلم: يوسف شداد
نُشر: 08/06/12 14:41,  حُتلن: 17:29

يوسف شداد رئيس تحرير موقع العرب في مقاله:

المضحك ان أمريكا تندد ببشاعة المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد وتصفه بالوحشي والمبكي انها هي بجبروتها وقوتها وعظمتها "كسيدة العالم" لم تقف الى جانب الشعب الفلسطيني الضعيف والأعزل في مواجهته للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة عليه

كيف للعالم العربي أن يصدق بأن دولة امبريالية كالولايات المتحدة الامريكية والتي احتلت العراق وافغانستان وتخلت عن الفلسطينيين ان تدعم الثورات والشعوب الحرة؟!!!

اذا كان بشار الأسد قد ارتكب هذه المجازر الوحشية بحق أبناء شعبه فلا بد أن يأتي اليوم ويلتف حبل المشنقة حول رقبته وينال عقابه وسيكون من ابرز صناع الكذب في الشرق الأوسط وكما قالوا في القدم" لو كان الكذب ينجي فالصدق أنجى"
 
اذا لم يتمكن السوريون من محاكمة رئيسهم فسيحاكمه حليفه الذي سيصبح يوما ما عدوه وإذا لم يحدث هذا فسيحاكمه التاريخ ولن يفلت من عقاب الزمان


الحكومة اتخذت قرارات سريعة لبناء وحدات استيطانية ارضاء للمستوطنين لاخلاء حي اولبنا بينما يبقى عرب البلاد دافعو الضرائب يعانون من التضييق في مدنهم وبلداتهم تحت وطأة أزمة سكنية للأزواج الشابة واختناقات الاحياء والكثافة السكانية العالية على رقعة صغيرة من الأرض وتتكدس الخرائط الهيكلية على الرفوف ويملأها الغبار

هل سيكتب النجاح للحراك الاجتماعي في هذا الصيف؟ في يومنا أصبحنا نعي جيدا أهمية ان تكون بيوتنا محصنة اقتصاديا وأصبح الأمان الاقتصادي لكل فرد منا هدفا لا يمكن المساومة عليه وضمان الحد الأدنى لمستوى المعيشة أمرا حتميا لمواصلة العيش بكرامة


المضحك والمبكي

المضحك ان أمريكا تندد ببشاعة المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد وتصفه بالوحشي. والمبكي انها هي بجبروتها وقوتها وعظمتها "كسيدة العالم" لم تقف الى جانب الشعب الفلسطيني الضعيف والأعزل في مواجهته للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة عليه، ولم تنّصفه في قضيته بل زد على ذلك فقد وصلت وقاحتها لاتهامه بعدائه للسلام !!!! كم مرة استعملت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض الفيتو لمنع ادانة اسرائيل في مجلس الأمن (هجوم اوباما على الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أيام، يشتم منه رائحة انتخابات أمريكية ارضاء لللوبي الصهيوني الأمريكي. وانوه انه ليس غريبا على اوباما الذي يحاول كسب ود وثقة الناخب الأمريكي مجددا حتى انه استنجد بمثليي الجنس ليصوتوا له في الانتخابات المقبلة). في السطر الأخير أقول، كيف لدولة امبريالية ان تدعم الثورات والشعوب الحرة؟!!!

صناعة الكذب؟!
اذا كان الرئيس السوري بشار الأسد يحمل الدلائل والبراهين التي تكشف وتؤكد ان "مسلحين ارهابيين هم الذين يقتلون ويحرقون اجساد الاطفال والنساء ويقطعونها بوحشية كما جرى في مجزرة الحولة فليكشفها في الحال"، واذا كان يفتقد لها فهو من ابرز صناع الكذب في الشرق الأوسط، وكما قالوا في القدم" لو كان الكذب ينجي فالصدق أنجى"، واذا كان بشار الأسد قد ارتكب هذه المجازر الوحشية بحق أبناء شعبه، فلا بد أن يأتي اليوم ويلتف حبل المشنقة حول رقبته وينال عقابه. واذا لم يتمكن شعبه من محاكمته فسيحاكمه حليفه الذي سيصبح يوما ما عدوه، وإذا لم يحدث هذا فسيحاكمه التاريخ ولن يفلت من عقاب الزمان.
اقرأوا ما قاله الأسد في خطابه الأخير امام مجلس الشعب الجديد. لقد قال:"حتى الوحوش لا تقوم بما رأيناه ، واللغة البشرية غير قادرة على وصفه. كسوريين سنبقى نشعر بالخجل. لا مهادنة ولا تسامح مع الإرهاب وعلينا ان نكافح الارهاب لكي يشفى الوطن". من يشاهد الصور الفظيعة عبر شاشة التلفاز ولا يرى بعينه البراهين على أن الاسد لا يقف وراء هذه المجازر يستصعب التصديق. اقتضى التنويه.

وحدات بناء للمستوطنين وقرارات هدم للعرب
خلال ساعات وبقرار وزاري تم الاتفاق على النهوض ببناء مشروع استيطاني يتمثل ببناء 300 وحدة سكنية استيطانية في "بيت ايل" بالضفة الغربية، ردا على اخلاء حي هأولبانا في القدس بقرار من المحكمة العليا. أما المدن والبلدات العربية فتبقى تحت سياسة التضييق. وماذا عن القرارات الوزارية ببناء أحياء عربية لحل الضائقة السكنية للمواطنين العرب في اسرائيل الذين يدفعون الضرائب ويحترمون القانون؟! . لماذا هنالك تباطؤ في المصادقة على الخرائط الهيكلية للبلدات العربية؟ لماذا يتم تجاهل الحقيقة بأن سياسة الدولة تجعل من المواطن العربي خارجا على القانون عندما يصاب بالاحباط ويبني بيتا غير مرخص ليعيش ويضمن السكن لأولاده، ردا على رفض اعطائه الترخيص للبناء؟. ماذا عن قانون لجان القبول ومنع السكان العرب من السكن في المستوطنات اليهودية التي أقيمت على أراضيهم في الجليل والنقب والمثلث؟. ماذا عن التعديل الجديد في أمر مصادرة الأراضي للمصلحة العامة، والذي يعطي للدولة الحق بالتصرف بالأراضي المصادرة كما تشاء بعد مرور 25 عاماً من المصادرة للمصلحة العامة حتى لو لم يتم استغلالها للهدف الذي صودرت من أجله؟. ليس جديدا ان سياسة الحكومة الاسرائيلية مع المواطن العربي في البلاد تعتمد على كونه مواطنا من الدرجة الثالثة تحت مجهر الشبهات. 
 

حراك العدالة الاجتماعية أم موتها؟
لقد نجحت الحكومة الاسرائيلية بسياستها الرأسمالية في الصيف الماضي في قبر ثورة العدالة الاجتماعية واخراس الأصوات التي هتفت خلالها مطالبة بحقوق الطبقات الفقيرة والمتوسطة المسلوبة من الطبقات الغنية الي تتسع نفوذها ويكبر رصيدها في البنوك، على حساب الفقراء ودافعي الضرائب في البلاد. لقد نجحت الحكومة في ذلك من خلال استغلالها لخطاب أمني يدب الخوف في صفوف المواطنين، لصرف النظر عن خطورة الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها مئات الآلاف من العائلات الفقيرة. لقد نجحت الحكومة في دفن ثورة العدالة الاجتماعية رغم حصولها على تعاطف اعلامي شديد لا يوصف، أدهش كبار المؤرخين اليهود في البلاد بحجمه. في يومنا أصبحنا نعي جيدا أهمية ان تكون بيوتنا محصنة اقتصاديا، وأصبح الأمان الاقتصادي لكل فرد منا هدفا لا يمكن المساومة عليه وضمان الحد الأدنى لمستوى المعيشة أمرا حتميا لمواصلة العيش بكرامة. ففي مجتمعنا العربي، هنالك شرائح كثيرة تعيش تحت وطأة الفقر المدقع، لعدم امتلاكها القدرة على مجابهة تحديات الحياة في اسرائيل، ونسبة البطالة المرتفعة والضرائب الباهظة، وغلاء المعيشة وعدم توفر فرص العمل، وانعدام المساواة في منح الوظائف لكل من هو عربي في البلاد. فهل سيكتب النجاح للحراك الاجتماعي في هذا الصيف؟ وهل سيكون المواطن العربي شريكا فعالا فيها؟ أم أن الحراك الاجتماعي في الصيف الأخير كان هبة اجتماعية حركتها أياد سياسية بتأثير الثورات العربية التي كانت في ذروتها في العام الماضي؟.

مقالات متعلقة