سويد: نقل الخطر من كريات آتا الى البلدات العربية مرفوض، وتغييب رؤساء البلدات العربية وتجاهلهم امر في غاية الخطورة

رؤساء السلطات المحلية يشاركون في الجلسة ويعترضون على تجاهل مستقبل بلداتهم ومحاصرتها وخنقها
 

ناقشت لجنة الاقتصاد البرلمانية امس الاثنين بمبادرة النائب حنا سويد رئيس كتلة الجبهة البرلمانية قضية اقامة محطة تخزين الغاز قرب طمرة وكابول وشعب وعبلين، بموجب مخطط تاما 32 د، لاستبدال محطة تخزين الغاز بالقرب من كريات آتا. وشارك في الجلسة النائب دوف حنين وجمال زحالقة، ورئيس بلدية طمرة عادل ابو الهيجاء ورئيس مجلس شعب محمود بقاعي ورئيس مجلس عبلين مأمون الشيخ ورئيس مجلس كابول حسن بقاعي، وممثلي وزارة البيئة والطاقة والداخلية، وأدار الجلسة النائب حمد عمار عضو لجنة الاقتصاد.

مخطط خطير
افتتح الجلسة النائب حنا سويد موضحًا مدى خطورة اقامة هذه المحطة على تطور وتوسيع القرى المحيطة بها، وتجاهل مؤسسات التخطيط ووزارة الداخلية السلطات المحلية العربية في المنطقة، وعدم اعلامها باقامة هذا المخطط بالقرب من اراضيها. وقال سويد ان ازالة الخطر بالقرب من كريات آتا ونقله الى طمرة وكابول وشعب وعبلين ليس حلاً منطقيًا، وغير مقبول على اهالي هذه القرى. لذلك فان الحديث عن دفن خزانات الغاز في المحطة المزمع اقامتها يقلل من الاخطار المحدقة، فليتم دفن الخزانات في محطة كريات آتا، التي تقع بالقرب من مفاعل تكرير البترول، لأنه لا حاجة لاقامة محطة أخرى على بعد كيلومترات قليلة.

المخطط يخنق القرى العربية
وقال سويد، يشارك اليوم في الجلسة رؤساء المجالس من كافة القرى التي يستهدفها المخطط، وهذا اثبات على مدى جديتهم واهتمامهم بمصلحة اهالي بلداتهم. لكن لماذا تم استبعادهم عن جلسات التخطيط التي تم عقدها في السنتين الأخيرتين، واخفاء الأمر عنهم؟! وعدم اتاحة أي فرصة امامهم للاعتراض على المخطط او اسماع رأيهم. ومن المؤسف جدًا ان المعلومات التي وصلتهم لم تأت من أي مصدر رسمي ولا من أي جهة تخطيطية.وقال سويد ان هذا المخطط يخنق القرى العربية التي تحيطه، فلا يكفي وضع مصنع نيشر، واقامة خطوط تيار الكهرباء العالي، وتمرير مخطط شارع رقم 6 بالقرب من هذه القرى، فيأتي هذا المخطط ليزيد من خنقها وحصارها، للحد من تطورها، والأنكى من ذلك ان المستفيد من ضريبة الارنونا من هذه المحطة سيكون المجلس الاقليمي ماطيه آشر، وليس السلطات المحلية العربية!

مستقبل القرى العربية القريبة
وتحدث النائب دوف حنين عن مدى خطورة هذه المحطة وتأثيرها على السكان، والضغط من اجل نقل محطة كريات آتا لمدى قربها من الشارع الكريوت الالتفافي، ولكن نقلها لمنطقة قريبة من مناطق سكنية هو أمر في غاية الخطورة، يجب عدم الوقوع فيه. وتحدث النائب جمال زحالقة عن مدى تأثير هذه المحطة على مستقبل القرى العربية القريبة منها، واضافتها الى العديد من الاخطار البيئية والصحية التي تضر بصحة السكان في المنطقة، وعدم الحاجة الى اقامة مثل هذه المحطة لأنها لا تبعد الا بعض الكيلومترات عن منطقة خليج حيفا وكريات آتا حيث تقع المحطة الحالية.

مؤسسات التخطيط رضخت لضغوط بلدية حيفا وكريات آتا
ودافع ممثلو الوزارات الحكومية عن المخطط الذي اصبح في مراحل متقدمة جدًا لاقراره، معللين اقامته في هذه المنطقة لتحسين توزيع الغاز الى منطقة الشمال، ومدعين ان اقامة هذه المحطة لن تضر بصحة السكان ولن تشكل خطرًا على القرى القريبة منها، وانه وفق معايير الأمان المتبعة بالامكان اقامتها على بعد 400 متر من المناطق السكنية.ورد النائب سويد على ممثلي الوزارات الحكومية بأنه اذا كان بالفعل بالامكان اقامة هذه المحطة على بعد 400 متر من المناطق السكنية فلماذا اذًا يتم الرضوخ لبلدية حيفا وكريات آتا لنقل المحطة الحالية من موقعها، لأنها تبعد أكثر بكثير من المسافة المذكورة، واذا يتم الحديث عن اقامة محطة تحوي خزانات مدفونة بالتراب فليتم دفن الخزانات الحالية لزيادة معايير الأمان. وليتم توصيل خطوط انابيب للمناطق المختلفة.

ضرورة البحث عن مكان بديل
وقال ممثل وزارة الطاقة يهودا جستنر ان اقامة خطوط انابيب هو أمر مكلف جدًا، وانه لن يتم ازالة محطة كريات آتا في السنوات القريبة، وانها سمنح ترخيص للعمل ل 15 سنة اضافية، سيتم خلالها اعداد موقع بديل على بعد مئات الأمتار منها.وتحدث رؤساء السلطات المحلية العربية عن الأخطار المحدقة ببلداتهم، وعدم موافقتهم على نقل الخطر من كريات آتا الى بلداتهم، واشاروا الى ضرورة البحث عن مكان بديل يكون بعيدًا عن المناطق المأهولة بالسكان. كذلك ابدى الرؤساء امتعاضهم من استبعادهم عن جلسات مؤسسات التخطيط التي تناقش المخطط وتغييبهم عمدًا واخفاء هذاالمخطط عن اعين الجمهور، وطالبوا بفتح النقاش من جديد حول هذا المخطط ووقف تقديمه، لأن لجان التخطيط المناطقية لا تعلم بوجود هذا المخطط.

تقرير التأثير البيئي غير جاهز
ثم تحدث ممثل وزارة البيئة فأشار الى عدم جاهزية تقرير التأثير البيئي الذي يتم اعداده وسيتم مناقشته في مؤسسات التخطيط بعد حوالي الشهر. فرد عليه النائب سويد بأن هذا التقرير يستوجب وقف تقديم المخطط ومناقشته بشكل موسع وشامل مع رؤساء المجالس، وعد اتخاذ أي قرار بشأن اقامة هذه المحطة بدون مناقشة الاخطار البيئية والصحية وبدون الأخذ بعين الاعتبار تطوير وتوسع البلدات المحاذية.
واوصت اللجنة بدمج رؤساء البلدات العربية شعيب وطمرة وكابول وعبلين في جلسات مناقشة هذا المخطط واسماع رأيهم امام كل الجهات، وابدت اللجنة امتعاضها من استبعادهم لغاية الآن عن جلسات لجان التخطيط بهذا الخصوص، وطالبت بالأخذ بالحسبان رأي رؤساء السلطات المحلية وموقفهم من هذا المخطط لما فيه تأثير على بلداتهم.