الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 17:01

اضراب الجماهير العربية هدف ام وسيلة/بقلم:علي خليفة

كل العرب
نُشر: 04/06/12 15:39,  حُتلن: 14:54

علي خليفة في مقاله:

في عام 1976 يوم الارض الاول استطاع الاضراب الذي اعلنته الجماهير العربية أن يحدث وقعا قويا وصدا واسعا لدى الرأي العام العبري

ما ذكر عن يوم الارض يكاد أن ينطبق على انتفاضة الاقصى التي شملت الوسط العربي بكامله وكذلك سقوط الشهداء مثل يوم الارض وكذلك الاضراب الذي عرف بانتفاضة الروحة

نشوة النصر من بعض الانجازات التي تحققت بعد يوم الارض والأقصى والروحة هذا النصر الجزئي الذي تغذى بدم الشهداء خلق انطباعا لدى القيادات أن الامر يمكن أن يتكرر

يجب على الممسكين بزمام الامور الأخذ برأي الجماهير العربية والاجتهاد في استحداث وسائل نضاليه واخرى لتحقيق اهداف الجماهير العربية في الداخل

كيف تحول سلاح الاضراب من وسيلة للفت نظر الجمهور اليهودي والضغط على المؤسسات الرسميه الى هدف بحد ذاته ننشده ونختلف حوله. الاضرابات المتكررة هي دليل عجز وليست عصا سحرية، نحن نقول ببساطه أن اقصى ما نستطيع عمله في نضالنا من اجل تحقيق اهدافنا هو الاضراب الذي اصبح هدفا ذاتيا ليس من المؤكد أن نفعه اكثر من ضرره.
في عام 1976 يوم الارض الاول استطاع الاضراب الذي اعلنته الجماهير العربية أن يحدث وقعا قويا وصدا واسعا لدى الرأي العام العبري سواء كان ذلك على مستوى الشعب العبري أو المؤسسات من حكومه ودوائر رسمية واخرى.

نجاح الاضراب
احدث ذلك الكثير الكثير من التفكير المسموع والصامت ومن تعليقات كثيره من مسؤولين ومفكرين مجتهدين في قراءة الوضع الذي تعيشه الاقلية القومية في الداخل الفلسطيني، وكان شبه اجماع على أن الوضع بحاجه الى تحسين وبدأنا نسمع ولاول مرة اعترافات من كبار المسؤولين عن التمييز اللاحق بالعرب وضرورة تحسين اوضاعهم المعيشية وما الى غير ذلك من اوضاع تعليمية، خرائط هيكلية واستيعاب المثقفين في الدوائر الحكومية، اما ما تحقق من ذلك فهذا موضوع آخر ونستطيع القول بكل تأكيد أن الاضراب كان ناجحا اذا ما اتفقنا أن الهدف منه هو زعزعة السكوت المطبق على الاوضاع العامه في الوسط العربي وتغيير هذا الواقع.

انتفاضة الروحة
وما ذكر عن يوم الارض يكاد أن ينطبق على انتفاضة الاقصى التي شملت الوسط العربي بكامله وكذلك سقوط الشهداء مثل يوم الارض، وكذلك الاضراب الذي عرف بانتفاضة الروحة التي كانت محصورة جغرافيا واقتصرت على منطقة أم الفحم ووادي عارة، وقد تحقق في اعقاب اضراب الروحة ما لا باس به من تحسين اوضاع المزارعين في التواصل مع ارضهم في منطقة الروحة.

من وسيلة الى هدف
أما بعد ذلك، فقد بدأ الاضراب يتحول تدريجيا من وسيلة الى هدف واعتقد أن معظم القيادات العربية استمرت بنهج الاضراب لسببين اساسين:
*نشوة النصر من بعض الانجازات التي تحققت بعد يوم الأرض والأقصى والروحة ، هذا النصر الجزئي الذي تغذى بدم الشهداء خلق انطباعا لدى القيادات أن الامر يمكن أن يتكرر ويحقق بعض الانجازات من زيادة في ميزانيات السلطات المحلية. وكذلك التوقف عن مصادرة الاراضي لفترة ما.
عدم تعيين لجان في الكثير من السلطات المحلية اضافة الى اضفاء صبغة القادة المناضلين لدى بعض القياديين. أما السبب الثاني فهو عجز القيادات في الوسط العربي عن تحقيق مكاسب مهمة على الصعيد المحلي وبالمقابل صم اذان الحكومات المتعاقبة عن سماع صوت قيادات عرب الداخل في الحلول المطروحة فيما يخص الدوله الفلسطينية وخصوصا صوت اعضاء الكنيست الاسرائيلي فالإحباط لديهم اكبر وخصوصا أن الكثير من الجماهير العربية وقياداتها ( الحركة الاسلامية الشمالية) تشكك في جدوى تمثيل عربي في الكنيست. من هنا انحصر دور اعضاء الكنيست العرب في قبول طرح الاضراب في كل مناسبة واذا لم تتوفر المناسبة نخلقها كما قال الفيلسوف الفرنسي فولتير.

رأي الجماهير العربية
من هنا اخذت ايام الاضرابات تتعدد وتزيد وبدأ التذمر يزداد ايضا، ولا يقل اهمية عن ذلك بدأ معظم الجمهور يتساءل عن جدوى الاضراب وخصوصا عند التجاهل التام لوسائل الاعلام العبري الذي يمثل الطرف الذي من المفروض أن يخلق الاضراب لديه تأثيرا ما ومراجعة تعامله مع المواطن العربي .لذا نقول إنه يجب على الممسكين بزمام الأمور الاخذ برأي الجماهير العربية والاجتهاد في استحداث وسائل نضالية واخرى لتحقيق اهداف الجماهير العربية في الداخل فعلى سبيل المثال قام السجناء الأمنيون باضراب عن الطعام وهذا تناسب مع اوضاعهم كما أن الوسائل المتاحه لديهم تكاد تكون معدومة ومع ذلك كانت النتيجه تحسين ظروفهم رغما عن اصرار الطرف الآخر وإجحافه. ومثال آخر فإنه في بعض المناسبات كانت معظم المظاهرات التي قامت بها الجماهير العربيه تجري أمام مباني الوزارات المختصة في القدس ومقابل الكنيست، فلماذا لا تجري مظاهراتنا في تل ابيب أو القدس ولماذا هذا التقوقع في سخنين وأم الفحم وغيرها من قرانا. إن قرار اللجوء الى الاضراب حد كثيرا من جدوى فعاليته ويجب مناسبة الوسيله للهدف المرجو من كل فعاليه وخصوصا عندما تشمل كافة الجماهير العربية .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة