الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 19:01

هنيئا للحكومة والآباء المنكسرين بمجتمع المجرمين/ بقلم: يوسف شداد

بقلم: يوسف شداد
نُشر: 01/06/12 14:35,  حُتلن: 18:43

يوسف شداد رئيس تحرير موقع العرب في مقاله:

التربية انعدمت والبلاد تتحول تدريجيا الى "دولة جريمة"

هنيئا للحكومة بأوسع ائتلاف في تاريخ اسرائيل والذي سيتوج قريبا مجتمعه بلقب" مجتمع الجريمة" في الطريق لدولة الجريمة المنظمة

الجريمة تبدأ عندما تسمع الأب يقول للأم أو لاصدقائه "والله انا مش قادر أمون على الولد" هنا الجريمة

ثقافة الجريمة انتقلت لتقفز من عيوننا إذ يحدق بك أحدهم في الشارع وكأنك انتهكت له عرضه وقتلت له نسله

من هو المسؤول عن أمننا؟ من هو المسؤول عن الحفاظ على اولادنا وتربيتهم؟ ألهذه الدرجة تفكك مجتمعنا الذي بني على اساس العائلة وروابطها المتينة وولائنا لعاداتنا؟

 لم يعد للأب هيبة ولا للمدرسة ولا للمعلم الذي قيدوه بقوانين تعجيزية وبحسب كل الاحصائيات في اسرائيل فإن جهاز التربية والتعليم يعيش حالة من الأزمة ويشهد انكسارا امام عنف الطلاب

كم هي الكلمات مؤلمة ، كم هي محاولة التعبير صعبة، كم هي دموع الأم مثل السكاكين التي تطعن القلب (الأم من كفرقاسم التي تبكي مقتل طفلها)، كم هو واقع مجتمعنا العربي مقرف ومريض بداء العنف. طفل 10 سنوات يذبح؟؟ يا للقرف والاشمئزاز.

ثقافة الجريمة
مجتمعنا لا يقرأ لا يتثقف بالكتب والدراسات والأبحاث والتاريخ، انما يتثقف الآن بنوع جديد من الثقافة والتربية وهي ثقافة وتربية الجريمة المنتشرة من الشمال الى الجنوب. في البيوت وبين افراد العائلة وفي أزقة الحارات وفي الشوارع وعلى محطات الباص والمدارس والمستشفيات، في كل مكان وفي كل زاوية!!!. لقد أصبحت ثقافة الجريمة تقفز من عيوننا..يحدق بك أحدهم في الشارع وكأنك انتهكت له عرضه وقتلت له نسله ....ما هذا القرف الذي وصلنا اليه.

أين الولاء لعاداتنا؟
من هو المسؤول عن أمننا؟ من هو المسؤول عن الحفاظ على اولادنا وتربيتهم؟ ألهذه الدرجة تفكك مجتمعنا الذي بني على اساس العائلة وروابطها المتينة وولائنا لعاداتنا؟ ألهذه الدرجة وصل بنا الأمر الى ترجمة غرائزنا لجريمة مهما كانت اعتداء واغتصاب وطعن والخ والخ الخ. لماذا مجتمعنا راضخ؟ الا تعتقدون اننا اصبحنا أقرب الى مجتمع وحشي؟ لا اقبل تفسير ارتكاب الجرائم لوجود حقد انساني أو حالة نفسية مستعصية أو لكون مجتمعنا محاصر سياسيا واقتصاديا ويئن تحت وطأة الظلم والتمييز. لا ..ليس هذا السبب. التربية انعدمت ومفاهيم الاخلاق والمبادئ انهارت والبلاد تتحول تدريجيا الى "دولة جريمة". على من لم يعتدوا في اسرائيل؟ على رئيس الحكومة والقضاة والصحفيين ومنتخبي جمهور؟! على جميعهم اعتدوا!!، وعلى المواطنين العرب الاقلية في أرضهم بل قل تفننوا في الاعتداء على العرب ولم يكن اعتداء جسديا فقط بل كلاميا من خلال تصريحات عنصرية قذرة شحنت المجتمع الاخر بطاقات سلبية جعلته يكشر عن انيابه السامة، وامام هذا المشهد يبقى سقوط المجتمع الى الهاوية مستمرا وهو سقوط حر لا احد ينجح في ايقافه.

من هنا تبدأ الجريمة
الجريمة تبدأ عندما تسمع الأب يقول للأم أو لأقربائه ولاصدقائه" والله انا مش قادر أمون على الولد" هنا الجريمة. معناه ..انك لا تستطيع التحكم بتصرفاته ولا تستطيع ردعه عن الرضوخ لغرائزه ما يعني انك تفشل في تربيته ما سينعكس على تعليمه. كم صنف من هؤلاء الآباء تصادفون يوميا؟. الاجابة أعزائي معروفة لي.

دولة الجريمة
لم يعد للأب هيبة ولا للمدرسة ولا للمعلم الذي قيد بقوانين تعجيزية وبحسب كل الاحصائيات في اسرائيل فإن جهاز التربية والتعليم يعيش حالة من الأزمة ويشهد انكسارا امام عنف الطلاب والشباب في المدارس التي طالما تبدأ فيها النواة الأولى للجرائم التي ترتكب في المجتمع. أمام هذه الحقيقة المريرة وبدل أن تقوم الحكومة الاسرائيلية بمساعدة أذرعتها المختلفة الامنية والشرطية والتربوية والتعليمية لصد الاندفاع نحو لقب "دولة الجريمة" ترى أن جزءا كبيرا من مركباتها منشغل بضرب المواطن العربي من تحت الحزام وهو الذي يعتبر الضحية الاولى للازمات التربوية والاقتصادية. فهنيئا للحكومة اوسع ائتلاف في تاريخ اسرائيل (وهي التي تتفاخر به) والذي سيتوج قريبا مجتمعه بلقب" مجتمع الجريمة".

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة