الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 17:02

الاخوان أو الفلول بقلم: شريف زعبي

كل العرب
نُشر: 31/05/12 11:18,  حُتلن: 11:36

أبرز ما جاء في المقال:
انتصار التيار الاسلامي السياسي في الانتخابات لا يعني بالضرورة قيادته ل-"الربيع العربي"

لقد انتصرت ارادة الشعب وقيادته على الاستعمار بحكم وطني اشتراكي حكيم استطاع ان يحول مصر من مستعمرة بريطانية الى بلد يؤمم الاملاك ويوزع الاراضي على الفلاحين

أي حراك جماهيري هو عامل مهم في تسييس الناس وكم بالحري عندما يكون هذا الحراك هو ثورة عارمة تهدف الى اسقاط نظام استبدادي ولكن للأسف قيادة الشباب لم تكن اغلبها منظمة حزبيا بل حتى ان قسم منها رفض الحزبية

استطاع الشباب ان يصعدوا من الحراك الجماهيري واستطاعوا ان يجندوا التفاف جماهيري من كل اطياف المجتمع العربي ولكن نتائج "الربيع العربي" حتى الان هي التفاف لأمال قسم كبير منهم في بناء الدولة الوطنية الديمقراطية المدنية

لا حاجة اليوم لتوقع نتائج "الربيع العربي"،فقد افرزت الجولة الاولى للانتخابات الرئاسية في مصر خيارين اما مرشح الاخوان المسلمون وأما مرشح الفلول (النظام السابق)، رزت الانتخابات البرلمانية المصرية والتونسية انتصارات لأحزاب التيار الاسلامي السياسي. ان هذه النتيجة توقعها وتنبئها الكثير من المحللين السياسيين حتى ما قبل "الربيع العربي" حيث كان واضحا ان البديل الاقوى للحكام العرب هو التيار الاسلامي السياسي الذي عرف كيف يتأقلم مع الحكام العرب في كثير من الاحيان.

قمع السلطة
ان انتصار التيار الاسلامي السياسي في الانتخابات لا يعني بالضرورة قيادته ل-"الربيع العربي". لقد قاد الشباب الغير المنظم هذا الربيع لكي يعبروا عن مرارتهم من الازمة الاقتصادية السياسية التي مرت فيها بلادهم،وكان نصيب الشباب من اسقاطات هذه الازمة كبير، ولكن الشباب تحدوا قمع السلطة واستطاعوا الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة مثل الفيسبوك لحشد الجماهير، قد استطاع الشباب ان يصعدوا من الحراك الجماهيري واستطاعوا ان يجندوا التفاف جماهيري من كل اطياف المجتمع العربي، ولكن نتائج "الربيع العربي" حتى الان هي التفاف لأمال قسم كبير منهم في بناء الدولة الوطنية الديمقراطية المدنية.

ثورة عارمة
ان أي حراك جماهيري هو عامل مهم في تسييس الناس، وكم بالحري عندما يكون هذا الحراك هو ثورة عارمة تهدف الى اسقاط نظام استبدادي. ولكن للأسف قيادة الشباب لم تكن اغلبها منظمة حزبيا بل حتى ان قسم منها رفض الحزبية.هنالك فارق بين السياسة والحزبية، الاولى تعني ان يكون الانسان صاحب قناعات سياسية ووعي سياسي والثانية تعني ان يكون هذا الانسان المسيس يعمل في اطار حزبي يسعى الى تحقيق اهداف وطنية واجتماعية محددة بالتعاون والتشاور والدراسة للمواقف مع زملائه الحزبيين كبارا وصغارا. في ظل هذه الظروف التي كان فيها الشباب يبتعد عن الحزبية وفي ظل الظروف الاستبدادية التي مرت فيها البلاد العربية، كانت القوة الاكبر المنظمة حزبيا هي حركة الاخوان المسلمين. وبالرغم من ان دخول الاخوان الثورة جاء بعد احساسهم ان هذه الثورة في طريق النجاح للتخلص من حكم مبارك الفاسد، وبالرغم من ان الاخوان تهادنوا مع المجلس العسكري في عدة قضايا استطاع تنظيم الاخوان الجاهز تنظيميا ان يقتنص الفرصة وان يحقق نتائج انتخابية جيدة.

ارادة الشعب
يحدثنا التاريخ الحديث ان الاخوان المسلمين ارادوا فرض مواقفهم وأرائهم السياسية على السلطة ما بعد ثورة الضباط الاحرار عام 1952 في مصر، ولكن الضباط الاحرار بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر كانوا منظمين بشكل يؤهلهم ان يحافظوا على الحكم الجديد بعد الثورة ولم يخضعوا لضغط الاخوان. لقد انتصرت ارادة الشعب وقيادته على الاستعمار بحكم وطني اشتراكي حكيم استطاع ان يحول مصر من مستعمرة بريطانية الى بلد يؤمم الاملاك ويوزع الاراضي على الفلاحين. برأيي المتواضع ان الدرس التنظيمي الكبير من "الربيع العربي" للشباب المتمرد على الظلم هو ان وجود الشباب خارج "التنظيم الحزبي" هو خطأ كبير وفادح.أن عدم وجود قيادة حزبية تقود المعركة الشعبية وتنسق ما بينها ادى الى تبديد امال الشباب او تأجيل انتصارهم. في السياسة لا يكفي ان تعرف "ماذا لا تريد" بل يجب ان تدرس الخطوة القادمة لكي تكون هذه الخطوة "كيفما تريد، وهذه الدعوة ليس حجة لتأجيل الحراك الشعبي، بل هي دعوة الى التنظيم والتخطيط المدروس للمستقبل ما بعد انتصار الثورة.

 كسر حاجز الخوف
في بلادنا هنالك تجارب شعبية كان لها تأثير كبير على مجتمعنا وعلاقته مع السلطة الحاكمة. استطيع ان اسرد بشكل مختصر عن احداث يوم الارض الخالد . لقد كان يوم الارض يوم اضراب مدروس وسبقه اعداد كبير للجماهير وتوعيتها ويختلف كثيرا عما نشهده اليوم من اضرابات لجنة المتابعة. لقد قام الحزب الشيوعي بتعبئة الجماهير وقيادة الحراك السياسي والشعبي وقام بالمبادرة الى تشكيل لجنة الدفاع عن الاراضي . لقد قام الحزب الشيوعي بقيادة الاضراب بالرغم من محاولات زلم السلطة كسر الاضراب , وكان شعار " الشعب قرر الاضراب" يرتكز على قراءة حزبية للواقع على الارض واستعداد كامل للنجاح في حالة الصدام مع السلطة. والنتيجة اصبحت معروفة انتصار ارادة الشعب وتحول يوم الارض الى نقطة مفصلية مهمة وتاريخية ادت الى كسر حاجز الخوف عند الناس امام السلطة. ولم تقف النتائج عند ذلك بل توسعت هذه المواجهه وانتشرت الى الكثير من البلدان العربية بالبلاد وفي مناطق الدولة الفلسطينية العتيدة عن طريق تشكيل جبهات وطنية واجهت زلم السلطة وعكاكيزها. في النهاية، ان عزوف الشباب عن الممارسة السياسية والاجتماعية واليأس من السياسة وتعميم القول ان كل الاحزاب مثل بعض وإقصاء الشباب عن مواقع القرار يوجد له نتائج سلبية مستقبلية على مجتمعنا. فالشباب الذي لا يريد ان ينشط اجتماعيا وسياسيا هو شباب لن تكون له الخبرة السياسية والاجتماعية لخوض معارك من اجل مستقبله ومستقبل شعبه. بل ستكون الغلبة لمن يستطيع ركوب الموجة، وهذا ما حدث في مصر، استغل الفلول سيطرتهم على مصادر القوة واستطاع الاخوان المسلمون ان يستفيدوا من هذا الوضع والنجاح بالوصول الى السلطة على ظهر الشباب المنتفض.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net
 


 

مقالات متعلقة