الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 09:02

الاحتلال يعتدي بوحشية على بلعين


نُشر: 22/02/08 18:58

*بركة: إن بلعين سطرت نموذجا نضاليا يحتذي في التصدي للاحتلال وجرائمه

*إصابة ناشطة أمريكي بقنبلة غازية برأسه، وإصابة العشرات بين قيادة المظاهرة، بالإغماء جراء استنشاق الغاز



شهدت مدينة بلعين، اليوم الجمعة، مظاهرتها الأسبوعية التي اتخذت هذه المرة طابعا احتفاليا، بمناسبة الذكرى الثالثة لانطلاقة معركة الجدار في القرية، وذلك بمشاركة أكثر من ألفي شخص، بينهم قيادات فلسطينية، والنائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ووفود سلامية إسرائيلية وأجنبية.



وكان قد سبق المظاهرة، مهرجان خطابي بمناسبة الذكرى الـ 39 لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، افتتح رئيسة كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الأحمد، الذي أكد على ضرورة استمرار المسيرة النضالية، والتصدي للاحتلال وجرائمه، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية لا يمكن أن تتنازل عن الثوابت الفلسطينية، في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.



ثم ألقى النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، كلمة، حيا فيها الذكرى الـ 39 لإطلاق الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وبعث بالتحيات النضالية، للقائد نايف حواتمه، وعموم قيادات وكوادر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.



وقال بركة، إننا اليوم نحيي الذكرى الثالثة لانطلاقة معركة الجدار في قرية بلعين، وهذه القرية، وبمؤازرة قوى السلام في العالم نجحت في تسيطر نموذج نضالي فريد، أمام وحشية الاحتلال وجرائمه، ورغم ذلك استطاع هذا النضال أن يحقق انجازات، ومن أهمها لفت نظر العالم أسبوعيا إلى واحد من أكبر الجرائم بحق الإنسانية، جريمة جدار الفصل العنصري، الذي يهدف إلى تدمير أفق الحل وإقامة دولة فلسطينية قادرة على الحياة.



واضاف بركة، إننا في هذه المناسبة لا يمكننا إلا أن نتوقف عند جريمة الحصار التجويعي الجائر الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة، والآن فقط، فطن العالم إلى أن يلتفت إلى الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، ورغم ما نسمعه عن بدء ضغوط دولية على الحكومة الإسرائيلية، إلا أن متعنتة في مواصلة الحصار.



وحذر بركة من المؤامرة الإسرائيلية المتصاعدة على القدس المحتلة، وهي أحد أركان الثوابت الأساسية الفلسطينية، التي لا يمكن أن يكون الحل من دونها، تماما كما هو الحال في قضية اللاجئين وحق العودة والحدود.



وقال بركة، إن على القيادة الفلسطينية، أن لا تابه بحسابات أولمرت الحزبية الداخلية، لأن هذه مناورة إسرائيلية جديدة، لاستكمال ما تبقى من مخطط سلخ القدس عن سائر أنحاء الضفة الغربية، ولا يمكن تأجيل هذا الملف إلى نهاية المفاوضات كما تريد إسرائيل، ويجب ان ننتبه دائما، إلى أن تعليق المفاوضات للتصدي لمثل هذه المناورات هو أيضا جزء من العملية التفاوضية.



واضاف بركة، قائلا، إننا في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ليس لدينا مواقف نطلقها في الغرف المغلقة، وأخرى في العلن، ولهذا، فإننا من هنا نتوجه إلى الأخ سلام فياض، رئيس الحكومة الفلسطينية، لنقول له، إنه من الطبيعي أن تلتقي القيادات الفلسطينية جهات دولية معينة، ولكن لا يمكننا أن نفهم أن يلتقي الأخ فياض، رؤساء المنظمات الصهيونية الأميركية في القدس المحتلة، فللقاء كهذا رموز كثيرة مضرة بالموقف الفلسطيني، وما كان يجب ان يتم.



ثم كانت الكلمة للأخ أبو ليلى، الذي حيا الجماهير المحتشدة، مؤكدا على دور الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في المسيرة النضالية الفلسطينية، العامة، ومشددا على دور الشرعية الفلسطينية والثوابت الفلسطينية، في إدارة مسيرة وشؤون الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.

المظاهرة والعدوان
ثم انطلقت المسيرة الشعبية نجو جدار الفصل العنصري، بمشاركة أكثر من ألفي شخص، بضمنهم وفود كبيرة من قوى السلام العالمية ومن إسرائيل، تردد الشعارات المنددة بالاحتلال وجرائمه، وترفع الأعلام الوطنية.
ولدى وصول المتظاهرين إلى الجدار، وهو يقرعون على الطبول على الجدار السلكي احتجاجا، وإذا بقوات الاحتلال التي كان يفصلها عن المتظاهرين شارع وثلاثة جدران سلكية، تطلق بكثافة القنابل الغازية المسيلة للدموع، التي أصابت إحداها رأس متظاهر أمريكي من سان فرانسيسكو، فتم نقله بحال الخطر إلى مستشفى رام الله، حيث عُلم أن القنبلة ضربت الجمجمة.



هذا، ولم يتوقف العدوان الاحتلالي عند هذا الحد، فأطلقت الرصاص الحي والمطاطي، وتحدثت آخر احصائية عن إصابة حوالي عشرين فلسطينيا، وتم نقلهم للعلاج.
وسقط العشرات إغماء جراء الاستنشاق، ومن بينهم النائب بركة، والنائب عزام الأحمد، وعبد الكريم قيس، وقاضي قضاة فلسطين سماحة الشيخ تيسير التميمي، والنائب الفلسطيني الدكتور مصطفى البرغوثي، حيث تمت معالجة بعضهم في سيارات الإسعاف المتواجدة في المكان.
ولوحظ أن نوعية الغازات التي يطلقها الاحتلال، أشد حدة من السابق، وهذا ما يشكو منه المتظاهرون في بلعين منذ انطلاقة مظاهراتهم، خاصة وأنه قبل فترة تم الكشف عن أن جيش الاحتلال أجرى تجارب لبعض أنواع هذه الغازات على مظاهرات بلعين.
ويؤكد المصابون إنهم عدا عن الأعراض المعروفة لهذه الغازات، فإنهم يشعرون لساعات طويلة بالصدر، وأوجاع بالرأس، وطعم حاد في الفم والقصبة.

مقالات متعلقة