الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 19:02

رسالة قلبيّة لخرّيجي الثانويّة/بقلم:أبو وهيب

كل العرب
نُشر: 25/05/12 22:28,  حُتلن: 08:08

أبنائي وبناتي الأعزاء, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
ما هي إلاّ كلمات أوصيكم بها ونفسي بتقوى الله تعالى. أبدأ بقول الله تعالى في سورة لقمان :(يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانهى عن المنكر واصبر على ما أصابك إنّ ذلك من عزم الأمور* ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إنّ الله لا يحب كل مختال فخور*واقصد في مشيك واغضض من صوتك إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير ).

إنّ إقامة الصلاة ,والأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, والصبر على المصيبة, والقصد في المشي, وغض الصوت, جزء لا يتجزّء من العلم .ويقول عليه الصلاة والسلام :"تعلّموا العلم فإن تعلُمه قربة إلى الله عزّ وجل ,وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة, وإنّ العلم لينزل بصاحبه في موضع الشرف والرفعة, والعلم زينٌ لأهله في الدنيا واللآخرة ".

فيا أيّها الأبناء الأعزاء اجعلوا من أنفسكم سراج العلم, ونور على الدّرب, اعلموا بأنّ العلم يبدّد الظلام, وأنّ العلماء ورثة الأنبياء, وانّكم حملة الرسالة, وحملة المستقبل, ومنارة الطريق , لّذك أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى. استمدّوا قوّتكم وعلمكم من الله تعالى من خلال الإيمان به والتوكّل عليه والصلة به من خلال الصلاة له سبحانه . منكم من يريد أن يكمل تعليمه في الجامعات وربّما في المعاهد العليا , وهذا يرجع بالمنفعة والخير لكم ولأهلبكم وأبناء شعبكم وهذه قمّة الرشد والرفعة والرقي .

يجب على كل طالب علم بأن يبتغي بعلمه وجه الله تعالى , وأن يدعو الله بأن يوفّقه لما يحبه ويرضاه. اعلموا يا أبنائنا الأعزاء بأن العلم باب للمعرفة والجهل باب للمعصية , ويقول تعالى: ( وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ).شتّان شتّان بين الذي يعلم والذي لايعلم لذلك كان العلم نور .
ومنكم من يريد أن ينخرط بالعمل فلا بدّ له بأن يتعلّم حرفة أو صنعة حتّى يضمن حياته من الفقر كما قيل في الأمثال " صنعة بإيدك تضمن حياتك من الفقر ".فلا بدّ من اكتساب الصنعة , ويجب على صاحب الصنعة أن يكون ملمّا بالقراءة والكتابة حتى يتسنّى له قراءة الخرائط والمواد المطلوبة من ضمن الصنعة التي يختارها لنفسه وعلى كل متعلّم أن يسأل حتى يعلم دون الخجل ودون العيب , كي ينجح في حياته ويستفيد ويفيد غيره.
ويقول عليه الصلاة والسلام :"إنّما شفاء العي السؤال "والعلم يجب أن يكون مقرونا بالعمل ليكون المتعلم كالمصباح الذي يحرق نفسه .فلا بدّ من اغتنام الشباب قبل الهرم والصحّة قبل السقم.

ومن الشابات من يتزوّجن بعد التخرّج بأيّام أو أشهر قلائل وهذه سنة الله في خلقه وهذا يكمن بقول الله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودّة ورحمة إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون).

ويقول عليه الصلاة والسلام :"تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإنّي مباهاً بكم يوم القيامة" .اعلمي أيتها الشّابّة بأنّ طاعتك لزوجك عبادة , وطاعة زوجك لكِ أيضا عبادة , فلا بدّ من الطاعة المتبادلة .يقول عليه الصلاة والسلام :" لا ينظر الله الى امرأة لا تشكر زوجها وهي لا تستغني عنه ", والشكر بمكانة الطاعة .ويقول عليه الصلاة والسلام :" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ".وقال أحد الحكماء : خمس يسعدن خمس : الإبن البار , والزوجة الصالحة , والصديق الوفي , والصاحب المؤمن , والعالم الفقيه ,ويقول تعالى :(فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله).
والمعنى : هنّ الطائعات لأزواجهن .فكوني له طائعة وحافظة له بالغيب .دون الإستعلاء عليه من خلال جمالك أو مالك أو علمك او حسبك وغيرها. لا.. لا تستعلي عليه لأنّ الأستعلاء لا يجلب السعادة بل يجلب التعاسة والعياذ بالله .

اعلمي يا ابنتي بأنّ الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض , الله تعالى وصف بأنك سكن ولباس له والزوج كذلك, فلا بدّ من تبادل المودّة والرحمة بينكم حتى يكمن فيكم قول الله تعالى )ربّنا هب لنا من أزواجنا وذرّياتنا قرّة أعين واجعلنا للمتّقين إماما).
لذلك لا بدّ من الخلق الحسن, لنسلك على الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم كي ننجح ونفلح في حياتنا حتّى ينفعنا الله وينفع بنا ويهدنا ويهدي بنا ويُعلمنا ويعلّم بنا كي نكون منارة للأجيال القادمة بإذنه تعالى.

نسأل الله لنا ولكم أيها الأبناء الأعزّاء أن يجعلنا وايّاكم من عباده الراشدين , (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ).أسأل الله لنا ولكم أيّها الأبناء الأعزّاء مستقبلا زاهرا بجدّ واجتهاد مليئا بالبذل والسخاء والعطاء . سدّد الله خطاكم وبارك الله فيكم جميعا .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة