الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 04:01

نايف أبو أحمد يكتب على العرب:كلنا أولاد فلسطين

كل العرب
نُشر: 21/05/12 21:49,  حُتلن: 09:16

كلنا أولاد فلسطين مقولة سمعتها اليوم عندما كنت اجلس في أحد المقاهي الشعبية الموجود في مدخل الكزنوفا في مدينتي، الناصرة . القائل رجل في أواخر الأربعينات من عمره جر عربة لبيع الكعك المقدسي كما يسمى .

لفت انتباه الرجل أن المقهى الذي كنت اجلس فيه وضع اغنية لكوكب الشرق أم كلثوم وإذا به يقترب وينادي من بعيد على صاحب المكان " كنت بدك كعك مبارح وهاي جبتلك كعك" وبالفعل اشترى منه صاحب المكان ما اشترى.. ولكن الحوار بين الاثنين لم ينتهي عند هذا الحد. بدأ المقدسي يسأل صاحب المكان بلهجته الآتية من تلك الأرض الطاهرة عن الأغنية التي وضعها لزبائنه وأخذ "يشارطه" على اسم أم كلثوم الحقيقي. أحببت أسلوبه وأيقنت انه يريد أن يضيف شيئا للجالسين في المكان. دفعني الفضول لأن اعرف عنه أكثر فسألته من اين اتى رغم انني كنت شبه مدرك للجواب، فأجابني " أنا من القدس يا طيب وجاي لهون اترزق" حييته وبدأت اطري على بلده وكل عربي بلده القدس ثم دعوته للدخول وأخذ قسط من الراحة. رفض بسياسته البسيطة وأكمل طريقه وهو يردد الناصرة، القدس كلنا أولاد فلسطين .
اقشعر بدني عندما سمعت مقولته وأيقنت أن هنالك شيء ما بداخلي قد تحرك، اجتاحتني طاقة وتملكني شعور بالأمان فأخذت أردد ما قال في نفسي : نعم كلنا اولاد فلسطين؛ اطفال وشيوخ نساء ورجال عمال ومثقفون كلنا اولاد فلسطين . تمنيت أن يردد الجميع معي وأن تحرك تلك المقولة شيئا ما ايضا في قلوب الجميع .

وها انا رغم ما يمر علي من ظروف مريرة وشعور بالإحباط النسبي من وضعي كانسان أولا وكفلسطيني يعيش في ظل الإحتلال ثانيا، وإذ بجملة صغيرة من عابر سبيل تعيد لي الحياة وتدفعتني لكتابة هذه السطور بغض النظر عن الأسلوب والكلمات البسيطة لأعادة الحياة الى كثيرين ينتظرون بصيص أمل ولو من جملة بسيطة كهذه من انسان بسيط مثلي.
أردت ايضا إعادة شيء مفقود الى النفوس التي تكاد تكون مريضة بتصلب افكار اصحابها وتحجر رؤوسهم على فكرة معينة. لا يهم ما هي الفكرة لكن هؤلاء نسوا أن بين الفكرة والإنسان علاقة تكافل، يعطي كل منهم الآخر ليتلقى مقابل. أردت أيضا أن اخص في خاطرتي هذه النسبة المرتفعة في صفوف شباب شعبي هذه الأيام الذين نسوا احتى المعاني والمصطلحات الوطنية ولم يقف الأمر بهم عند الممارسة واستعمال مصطلحات مليئة بشوائب الأسرلة في اللغة والتصرفات وعدم الادراك وقلة الوعي عندهم. اردت أن اعيد فلسطين الى صدورهم بعبارة واحدة بسيطة بمفرداتها لكنها مهيمنة بثقل مضمونها الواضح والصريح .
ربما نجحت بإيصال الفكرة وروحها، وربما فشلت، أو لعلني نجحت بعض الشيء! المهم أن محاولتي هذه كانت متنفسا لعقلي قبل روحي ملأتني أملا بالوحدة الوطنية والوجدة العربية على أسس قومية، فما كان مني إلا نثرها في الهواء لعل ما وصل الى روحي من أمل يكون معديا للآخرين .

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة