الجلسة التلخيصية للأحداث التي وقعت مؤخراً في المدينة رافقتها أعمال عنف وأدت الى رفع وتيرة العنف لتطفو على السطح من جديد

يوسف شاهين:
هنالك حالة من الإستياء عند قطاع معين من المواطنين الأمر الذي يصل بهم بأن يتوجهوا الى بناية البلدية ويشتموا ويعبروا عن غضبهم وسخطهم

 خالد خلايلة :
حتى أكون صريحًا أكثر بأن بعض الموظفين لا ينتبهون لعملهم وليس على استعداد بتخصيص الوقت الكافي لحل المشاكل والمعاناة الخاصة بالمواطنين

مدين ابو صالح:
أؤكد بأننا متواجدون هنا كل النهار وهناك مشاكل لا يمكننا أن نجد لها الحلول فلنا أيضاً حدود معينة وهناك لبعض الناس حقوق وهم على حق وهناك موظفون كثار الذين يقدمون الخدمات بالشكل الصحيح

عقدت في ديوان رئيس بلدية سخنين مازن غنايم يوم أمس السبت جلسة تلخيصية للأحداث التي وقعت مؤخراً في المدينة رافقتها أعمال عنف، وأدت الى رفع وتيرة العنف لتطفو على السطح من جديد.



ووصفت هذه الجلسة بالصاخبة عندما وجّه عضو اللجنة الشعبية يوسف شاهين اصبع الإتهام للبلدية والمستخدمين فيها بمراجعة حساباتهم للأسباب بارتفاع وتيرة العنف وخاصة المتعلقة بالمستخدمين، مؤكداً: "إن هنالك حالة من الإستياء عند قطاع معين من المواطنين الذين يعبرون عن استيائهم من الخدمات التي تقدّم لهم، الأمر الذي يصل بهم بأن يتوجهوا الى بناية البلدية ويشتموا ويعبروا عن غضبهم وسخطهم".

أصحاب المعاشات الكبيرة
وقد هاجم شاهين ما أسماهم "الموظفين الكبار أصحاب المعاشات الكبيرة" وقطاع آخر من المستخدمين قائلًا: "إنهم لا يبادلون الأهالي مشاعر الإنتماء لهذه المدينة، بل العكس انهم لا يشاركون في المناسبات الوطنية والإجتماعية وحتى يمتنعون من المشاركة والوقوف الى جانب أبناء شعبهم في محنتهم، مثل خيمة الإعتصام للتضامن مع الأسرى وغيرها من النشاطات". وأضاف شاهين: "على جميع المستخدمين في البلدية أن يراجعوا أنفسهم وتصرفاتهم تجاه ما يبادلونه مع المواطنين، ولا أرى أن العلاقة صحيحة، وعلى المستخدمين أن يعرفوا سبب استفزاز المواطنين، فعندما يقبض المستخدم راتبه ولا يتلقى الخدمة فإن هذا يُعد استفزازًا، وعندما يقوم المواطن بدفع كل ما يترتب عليه من ضرائب والتزامات ولا يرى من المستخدم أي انتماء لبلده ولا لأهل بلده فلا يجوز أن نطلب الإنتماء من المواطن والموظفين الذين لا ينتمون لبلدهم".

بلد بلا عنف
هذا وكان مازن غنايم قد ترأس الجلسة المصغرة لمناقشة مشروع "بلد بلا عنف" والذي يديره حاتم طربيه، وتم البدء به قبل ثلاثة أشهر بحضور الشيخ علي أبو ريا رئيس الحركة الاسلامية وإمام وخطيب مسجد النور في المدينة، وقداسة الأب صالح الخوري راعي الطائفة الارثوذكسية، ونائبي رئيس البلدية خالد خلايلة ومدين ابو صالح، ومديري الأقسام: المربي حميد غنايم من قسم الرياضة، والأستاذ جاد خلايلة من قسم الصحة، ومن قسم الرفاه الإجتماعي فتحي أبو يونس، وميشيل غنطوس من قسم الحسابات، ومدير عام البلدية قاسم أبو ريا، والمهندسة منال زبيدات من قسم الهندسة، ومدير إتحاد مدن جودة البيئة لحوض البطوف الدكتور حسين طربيه.

وعودًا تلو وعود
وقد تطرق خالد خلايلة نائب رئيس البلدية الى العمل مع الجمهور قائلًا: "إنه من الأمور التي تحتاج الى روية وإحترام متبادل وقد يصدر العنف من الكثيرين وقد يقعون تحت طائلتة، وما يتطلبه الأمر هو أن ندرس كيفية استقبال المواطن الذي يتوجه الينا، وأحيانًا أشعر بأننا نحن المقصرون بحيث نوزع وعودًا تلو وعود على المواطنين، ويحضر المواطن مرة واثنتين وثلاث ولا يكترث بأنه يوعد مرات دون الإلتفات الى معاناته". وأضاف خلايلة: "حتى أكون صريحًا أكثر بأن بعض الموظفين لا ينتبهون لعملهم، وليس على استعداد بتخصيص الوقت الكافي لحل المشاكل والمعاناة الخاصة بالمواطنين".

دعم الخطوات المتقدمة
أما قاسم أبو ريا مدير عام البلدية أكّد قائلًا:"عندما نتحدث عن العنف فإننا نعرف بأن هنالك معتدى عليه، وعلينا أن نوفر له كل الحماية والدعم غير المشروط، أما المعتدي والذي نفذ الإعتداء فإنه وصل الى هذه الحالة لأن هناك أسبابًا معيّنة والتي بحاجة الى علاج والى اهتمام، كما ويحتاج الى ميزانيات". أما فتحي ابو يونس مدير قسم الخدمات الإجتماعية قال: "انا أطلب بأن تقوم لجنة التوجيه بدعم الخطوات المتقدمة التي وصلنا اليه من أجل أن نصل الى معالجة العنف الكلامي وأن نعالج كل شخص مهدد بالعنف، فإننا سائرون في بناء خطة عمل التي من شأنها أن تخفف من هذه الحالات الخطيرة".

الحد من العنف
مدين ابو صالح نائب رئيس البلدية أكّد: "من المهم أن نقلل من الكلام وأن نبدأ بالعمل، وكلي أسف من الأقوال التي أدلى بها يوسف شاهين، فهناك قسم صحيح من اقواله وقسم غير صحيح بإعتقادي، كون أن كثير من الناس يتوجهون للبلدية للمطالبة بأمور والتي هي ليست من حقهم وليست من شأنهم وهناك قضايا ليس للبلدية علاقة بها". وأضاف أبو صالح: "أنا أؤكد بأننا متواجدون هنا كل النهار وهناك مشاكل لا يمكننا أن نجد لها الحلول فلنا أيضاً حدود معينة، وهناك لبعض الناس حقوق وهم على حق وهناك موظفون كثار الذين يقدمون الخدمات بالشكل الصحيح، وهناك قسم آخر من المستخدمين لا يقومون بواجبهم، ولكن في كل مؤسسة هناك تفاوت بالعطاء وأطلب أن نسرع بالخطط للوصول الى كل مكان في المدينة للحد من العنف".

الراحة والهدوء للمواطن
جاد خلايلة قال: "أنا لا أتّفق مع من ادعى أن الانتماء للبلد يقاس بمدى تواجد الموظفين في خيمة الإعتصام، وأنا أرى أن العنف يُمارس ضدي بشكل يومي مرات ومرات، فأنا أعود بشكل يومي الى المنزل في ساعات متأخرة من أجل أن نجد الحلول المناسبة لمعاناتهم ونريد للمواطن الراحة والهدوء لنحاول تفهم توجهاته قدر الامكان".

برامج متميزة ومدروسة
أما حاتم طربيه قال: "يبلغ تعداد سكان مدينة سخنين  28 ألف مواطن، وقريباً سننتهي بالمسح الميداني بمشاركة مديري الأقسام في البلدية، وسنبدأ بالبرامج المتميزة والمدروسة والتي تناسب أهلنا في المدينة وليس هناك أي برامج عشوائية، وسنعرضهم أمام الجميع لمناقشتهم". المربي حميد غنايم مدير قسم الرياضة قال: "كان من المفضل لو تواجد بالجلسة مندوب من لجنة المستخدمين، وأنا أؤكد أن العنف متواجد في سخنين ككل وليس فقط بالبلدية، فهناك إغلاق للشوارع، وإطلاق الألعاب النارية بإنتصار الأسرى، وهناك من يدخل المسجد ويغلق الشارع وكأنه بدخوله للمسجد يجب علينا بأن نعاني نتيجة ذلك". 

ما يحدث بنيويورك أصبح يحدث بسخنين
وأضاف غنايم: "أرى حالات عنف كبيرة، والمشكلة أنه لا يمكنني بأن أقوم بأي بشيء، أما تحديد العنف هو ليس فقط في البلدية فإن ما يحدث في نيويورك أصبح يحدث في سخنين أيضًا. وأنهى غنايم حديثه: "أنا أقترح المتابعة بمسارين: الأول المسار القانوني والعقاب والثاني هو المسار التربوي طويل الأمد. وقد ضايقتني إتّهامات الموظفين".

الإحترام الكبير بالمدينة
أما ميشيل غنطوس محاسب البلدية قال:" من يطلق على ما حدث في الآونة الأخيرة عنفًا فهو يتجنى على أهل سخنين. في كل عمل يحدث كلام ومناوشات وهذا بعيد كل البعد عن العنف، وأنا عملت مع جميع الأجيال والأهل في المدينة، وعند وصولي لأي مكان في البلاد يحسدونني على إدارة الحسابات بدون عنف، فأنا أرى الإحترام الكبير بالمدينة. ومن المهم أن ندعم وننمي الصلح البيتي وعلينا أن نلقى أهلنا بإحترام وتقدير، ونعرف كيف نستوعبهم ونخفف من غضبهم".