الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 09 / مايو 00:01

أبحث عن المدينة المقدسة ولا أجدها.. نسيان القدس جريمة لا تغتفر/ بقلم: شذى حماد

كل العرب
نُشر: 20/05/12 12:59,  حُتلن: 10:58

شذى حماد في مقالها:

نسيان القدس جريمة لا تغفر للشعب الفلسطيني خاصة والشعب العربي والإسلامي والمجتمع الدولي عامة
 
الاستيطان والتهويد مستمر بوتيرة متسارعة يوميا يحاول من خلالها الاحتلال إضفاء صبغة يهودية جديدة على المدينة

ما يرتكب في القدس من جرائم ضد الإنسانية والشرائع السماوية أكبر وأخطر بكثير بأن يتم الرد عليه بالبيانات والاستنكارات والخطابات المرائية من قبل قيادات الفلسطينية أو المؤسسات الدولية والحقوقية

الآن وبعد تأخرنا الطويل وتقصيرنا الكبير بحق مدينة القدس مطلوب منا أن نعيد تركيب علاقتنا فيها بشكل أكثر قوة وصلابة وجعلها من أولويات القضية الفلسطينية التي لا رجوع عنها ولا يجب تهميشها وإقصائها

وسط انحراف سفينتا عن مسارها وتوهان عقارب البوصلة عن اتجاهها الصحيح، وغياب القدس عن أولوياتنا، يحتفل الإسرائيليون بالذكرى 64 على إقامة دولتهم والذكرى 45 على احتلال شطري مدينة القدس أو ما يطلقون عليه " توحيد القدس"، بإطلاق الدعوات للتجمع في المدينة لتكرار اقتحام المسجد الأقصى والمقدسات، وإقامة الاحتفالات وتنظيم المسيرات وإغلاق محال المقدسين وعرقلة مسيرة حياتهم، على حساب حقوقنا المسلوبة وأرضنا المحتلة ودمائنا النازفة وحرياتنا المقيدة.

حالة جمود
فمنذ بدء هذه الاحتفالات في السادس عشر من شهر يناير الحالي إلا أن المجتمع الفلسطيني ما زال يشهد حالة جمود لا توصف، قد نتفهم ذلك لبرهة فقبل بضعة أيام كان يعيش في حالة توتر عارمة نتيجة إضراب الأسرى وإحياء ما حفرته النكبة في ذاكرتنا وتاريخنا من ألم وموت وتهجير وتشريد وسلب للأراضي إلا أن عدم وعيه لما يدور في مدينة القدس الآن وفي الأيام السابقة من استيطان وتهويد وتدنيس للمقدسات وطرد للمقدسين وهدم جماعي للمنازل يقود قضتنا الفلسطينية بالكامل إلى الهاوية ويهدم ما بنياناه من أسس بسيطة للنهوض والمضي في طريق نيل الحرية والاستقلال.

نسيان القدس.. جريمة
إلا أن نسيان القدس جريمة لا تغفر للشعب الفلسطيني خاصة والشعب العربي والإسلامي والمجتمع الدولي عامة، فمعاناة القدس والمقدسين ما زالت جرح نازف منذ وقوعها تحت الاحتلال الإسرائيلي للمرة الأولى عام 1952 باحتلال جزئها الغربي وللمرة الثانية عام 1967 واحتلال جزئها الشرقي، فالاستيطان والتهويد مستمر بوتيرة متسارعة يوميا يحاول من خلالها الاحتلال إضفاء صبغة يهودية جديدة على المدينة وإخفاء هويتها الإسلامية المسيحية العربية بفرض حقائق مزورة على أرض الواقع.

القدس لم تعد عنوانا للقضية
وما يرتكب في القدس من جرائم ضد الإنسانية والشرائع السماوية أكبر وأخطر بكثير بأن يتم الرد عليه بالبيانات والاستنكارات والخطابات المرائية من قبل قيادات الفلسطينية أو المؤسسات الدولية والحقوقية والتي عليها المسؤولية الأكبر لتراجع الاهتمام الشعبي بقضية القدس فتكرار الاعتداءات في المدينة وبرودة الرد من الجهات الرسمية عكس عدم اهتمام الشارع الفلسطيني على الرغم من هول ما يرتكب في القدس، حتى بتنا نراها بعيدة عن ثقافتنا وعقيدتنا واهتماماتنا وأولوياتنا، لينجح الاحتلال بإقصائنا جسدا وروحا عنها، لتراها وحيدة بسكانها الذين باتوا الآن خط الدفاع الأول والأخير للذود عنها ويعانون أنفسهم من استهداف الاحتلال لهم في كل لحظة وحين ليصبحوا يحسبون خطواتهم خطوة خطوة فإذا ارتكبوا ما هو ممنوع بشرع الاحتلال فسيتم طردهم عن القدس وفي ذات الوقت إن دافعوا عن قدسهم وأرضهم فقد قاموا بواجبهم وحموها. فمن المؤسف والمؤلم الاعتراف بأن القدس لم تعد عنوانا للقضية الفلسطينية بالصورة الحقيقة والفعلية وليست القبلة الأولى للمسلمين والمسيحيين بالمفهوم والممارسة الحقيقة، فهي مغيبة وخارج الوجدان الشعبي الفلسطيني والرسمي الفلسطيني والعربي.

مسؤولية وطنية
والآن وبعد تأخرنا الطويل وتقصيرنا الكبير بحق مدينة القدس مطلوب منا أن نعيد تركيب علاقتنا فيها بشكل أكثر قوة وصلابة وجعلها من أولويات القضية الفلسطينية التي لا رجوع عنها ولا يجب تهميشها وإقصائها، ودفع الشارع الفلسطيني إلى الأمام بزيادة الوعي والتثقيف لما يجري في المدينة وجعل وسائل الإعلام المحلية والدولية تتحمل مسؤوليتها الوطنية والإنسانية الجادة اتجاه المدينة وتجعلها أولويتها الرئيسية في طرحها اليومي وتكشف عن مخططات الاحتلال التهويدية للمدينة لتحاسب عليها الاحتلال، حيث أن القدس ما زالت مدينة دولية تحرم اتفاقية جنيف والاتفاقيات الدولية الاستيطان فيها وتغير تركيبة سكانها.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة