الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 17:01

يا إمرأة يا رمز ضارة وحضارات/بقلم:زياد دياب

كل العرب
نُشر: 19/05/12 13:23,  حُتلن: 14:55


أنظر اليها..
بشعرها الفاحم ..يروي عكاظ والجاهلية
عينان سوداوان ..وليل أندلسي موشح بقرطبة والحمراء
بجسدها المرمري ..وتفاصيل الانثى الاغريقية
بغموض مصر ..وهامات الفراعنة
كروما وجلاديها وأسودها ..رقَها ..وسياط سائسيها
كنت أنظر اليها..
كانت تستند الى كأسها ..وأصابعها الرقيقة تدور فوق ثغر الكأس
وأحسست بكأسها يتعرق
يا لهدوءها
--------
سنوات طوال لم أر المدينة الرائعة
وبين أزقتها القديمة .. حيث كانت المعاصرة والتراث
دلفت الى ركن قصيَ
تهالكت على مقعد وثير ...أنشد سكينتي
عيناي تسمرتا على كأسها .. وأصابعها
وحين ارتقيت الى عينيها ..كانت تنظر الي
وافترَ ثغرها عن ابتسامة
أحسست عينيها تخترقان الحجب في رأسي ..تحث الخطا بين خواطري
وتبحر مع أعصابي القلقة
أجل كانت قطيرات الندى على جبيني .. ومسام جسدي
مثلما على الكأس بين يديها
كنت أساءل نفسي أهو الثلج الكثيف في شرابها؟
أم احتضانها الرقيق للكأس..؟!
----------
أجل هي ذي بسطوتها ..وعنفوانها
بتفاصيلها الآسرة..
كانت تنظر الي .. وفي عينيها درب مؤداه القلب
وبيني وبين القلب .. باب
وعلى بوابة القلب يجثم حارس برمح وسيف ومئة عين
وقاعة للعرش..
أظنني ..ثمل
-------------
اقترب الراح من شفتيها..متململا"
وعاصفة اللحظ.. لم تبرح مكانها
واختفى كل الصخب المتنائر في المكان
اختفى كل النور ..وكل الظلام
لم يبقى الا لحظ عينيها ..ونبيذها ..وأنا
وشجون ..كفراشات الربيع ..تزهر لونا"
أحسست بعطرها ..يسكنني
كان سحرا" ..وليلة"..والف ليلة
-----------
وأكره أن ارى في عينيَ الا سعير أحداقها
وسكناها صدري..
واحساس يتيم..
وفوضى شعرها الراقص..
وعطر يزداد تبعثرا" .. كلما اقتربت شفتيها
كؤوس فارغة ..و حسنها العابث
و دوار .. أثقل راسي
----------
عدت أرقبها
رحلت عينيّ اليها ..وتسمرت بهاتيك الكأس
وعدت الى حيث أنا .. ناسيا" من انا
أجر أذيال الجحيم الممتد من حسنها الى ألمي
أيها الاحمق ..لا تنسى من هي
وهل أنسى
جلست..أغمضت جفني ..وسكنت.........

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 
 
 

مقالات متعلقة