الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 11:02

عدوّهم الحقيقيّ/ بقلم: محمود صالح عودة

كل العرب
نُشر: 17/05/12 17:35,  حُتلن: 12:12

 محمود صالح عودة في مقاله:

أبرز الوثائق التي نشرها موقع وايرد وأخطرها تحدّثت عن مضمون محاضرة تدريسيّة ألقاها العقيد ماثيو أ. دولي في الكليّة تعود لتاريخ يوليو 2011 وفيها قائمة لأعداء أمريكا

الكلام يبدو خياليًا أو غير قابل للتطبيق على أرض الواقع وقد اعترف العقيد دولي بصعوبة تنفيذ مثل هذا السيناريو أمام الرأي العام العالميّ ولكنّه ما زال يعرض الفكرة التي تنشرها وزارة الدفاع الأمريكيّة

واقع الأمر أنّنا أمام حملة ممنهجة ومدروسة من قبل الإدارة الأمريكيّة وبعض الأنظمة الغربيّة هدفها الأوّل والرئيسيّ هو الإسلام وليس الإرهاب وهو ما يؤكّد ما ذهبنا إليه سلفًا أنّ عدوّهم الحقيقيّ هو الإسلام وليس المسلمين أو بعض المسلمين

نشر موقع "وايرد" الأسبوع الماضي وثائق مسرّبة كانت تدرّس في كليّة طاقم القوّات المشتركة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكيّة، شملت مادّة تحريضيّة غير مسبوقة على المسلمين وعلى الدّين الإسلامي. أبرز الوثائق وأخطرها تحدّثت عن مضمون محاضرة تدريسيّة ألقاها العقيد ماثيو أ. دولي في الكليّة تعود لتاريخ يوليو 2011، وفيها قائمة لأعداء أمريكا، جاء فيها: "لقد وصلنا إلى استنتاج أنه ليس هناك شيء اسمه "إسلام معتدل"، لقد آن الأوان للولايات المتحدة الأمريكيّة أن تظهر نواياها الحقيقيّة وبوضوح، لن نتحمّل هذه الآيديولوجيا الهمجيّة بعد اليوم. فعلى الإسلام أن يتغيّر وإلّا فسوف نعمل على تدميره الذاتيّ".

فرض التغيير على الدين الاسلامي
شملت المحاضرة أيضًا خطّة محتملة لشنّ حرب على أربعة مراحل لفرض التغييرعلى الدّين الإسلاميّ، وفي إحدى المراحل يتمّ تحويل الإسلام من مكانة "دين" إلى "طائفة" (كَلت) وتجويع المملكة العربيّة السعوديّة، إضافة إلى تدمير أٌقدس مدينتين لدى المسلمين مكّة والمدينة على غرار هيروشيما وناغاساكي. الكلام يبدو خياليًا أو غير قابل للتطبيق على أرض الواقع، وقد اعترف العقيد دولي بصعوبة تنفيذ مثل هذا السيناريو أمام الرأي العام العالميّ، ولكنّه ما زال يعرض الفكرة التي تنشرها وزارة الدفاع الأمريكيّة.

تضييع وقت
الأمر لم يقتصر على الجيش الأمريكيّ، فقبل محاضرة دولي بشهر واحد، وتحديدًا في يونيو 2011، قام مرشد ومدرّس الجامعة العسكريّة الأمريكيّة ويليام غوثورب بإلقاء محاضرة أمام عشرات المسؤولين في مكتب التحقيقات الفدراليّة برعاية المكتب نفسه (إف بي آي)، ذكر فيها أنّ الحرب على القاعدة مجرّد تضييع وقت مقارنة بالتهديد الذي تشكله الآيديولوجيا الإسلاميّة ذاتها. هذه المحاضرة تمّت شهرين فقط بعدما انكشفت محاضرات أخرى لمكتب التحقيقات الفدراليّة والتي شملت أيضًا تحريضًا على الإسلام والمسلمين وربطت الإرهاب بعموم المسلمين وليس بالإرهابيّين فقط، بالرغم من تصريح المكتب (إف بي آي) أنّ تلك المحاضرات تمّت فقط في شهر أبريل 2011.

الإسلام كفزّاعة
كان هذا بعض ما سرّبه موقع الإنترنت، ولك أن تتخيّل ما لم يتسرّب. كان بإمكاننا أن نصدّق أنّ تلك المحاضرات مجرّد "زلّات لسان" لو أنّ المرشّحين لرئاسة الولايات المتحدة لم يستخدموا الإسلام كفزّاعة في حملاتهم الانتخابية، ولو أنّ أمريكا لم تقم بحرب على العراق وأفغانستان وتقتل الملايين فيهما، ولو لم تعلن الإدارة الأمريكيّة على لسان رئيسها السابق بوش الإبن "الحرب الصليبيّة على الإرهاب" عام 2001، ولو لم نشهد نموًّا لحركات نشر الإسلاموفوبيا في أمريكا تحت سمع وبصر الإدارة الأمريكيّة.

حملة ممنهجة ومدروسة
فواقع الأمر أنّنا أمام حملة ممنهجة ومدروسة من قبل الإدارة الأمريكيّة وبعض الأنظمة الغربيّة هدفها الأوّل والرئيسيّ هو الإسلام، وليس الإرهاب. وهو ما يؤكّد ما ذهبنا إليه سلفًا أنّ عدوّهم الحقيقيّ هو الإسلام، وليس المسلمين أو بعض المسلمين. الغريب في الأمر أنّنا لم نسمع إدانات واضحة من قبل الجهات الدينيّة الرسميّة المعتبرة في العالمين الإسلاميّ والمسيحيّ لتجاوزات الإدارة الأمريكيّة الخطيرة، ناهيك عن الصّمت السعوديّ الغريب. فإن كان الصّمت تعبيرًا عن عدم اهتمام وتجاهل فتلك مصيبة، وإن كان الصّمت إرضاءً للإدارة الأمريكيّة ورضوخًا لضغطها أو نفاقًا لها فالمصيبة أعظم!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة