مسرح الكرمة الحيفاوي عرض مسرحية العجوق والتي تندرج ضمن مشروع مهرجانات مسرحذر القرعاوي

مسرحية العجوق هدفت لأن تُشعل ضوءًا أحمرًا أمام المشاهد من مغبة مجرد التفكير في مخالفة أنظمة السير

 مها زحالقة مصالحة:

وحي وإيحاء كلمة مسرحذر هو دمج فكري بين المسرح ومفهوم الحذر بينما مسرحوارنة هي دمج بين المسرح والحوارنة

نأمل بأن يحمل الأولاد في جعبتهم المغزى المنشود نحو الحذر في عالم الطرقات والإبداع في عالم الروايات والتعبير في القصص من خلال تطوير الإبداع

تحت رعاية مجلس كفرقرع المحلي وسلطة الأمان على الطرقات، وبمبادرة وتنظيم قسم الثقافة والتربية اللامنهجية والأمن والأمان في مجلس كفر قرع المحلي، وبالتعاون المبارك مع مربيات البساتين ورياض الأطفال الفاضلات في القرية، تم تنظيم مهرجان "مسرحوارنة" بمضمون "مسرحذر" لجمهور البساتين ورياض الأطفال التابعة لمجلس كفرقرع المحلي.

شارك الطلاب في فعاليات المهرجان كل من المحامي نزيه سليمان مصاروة رئيس مجلس كفرقرع المحلي، مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللامنهجية في المجلس المحلي، بالإضافة إلى المدير الجديد لمسرح الكرمة رائد نصر الله الذي حلّ ضيفاً على كفر قرع للمرة الأولى في تاريخ العلاقات الفنية بين كفر قرع ومسرح الكرمة، تقديرًا للإستثمار الفني والفكري الذي تنفرد به كفرقرع في مدارسها ومؤسساتها التربوية، والإستثمار الفني المسرحي الراقي والهادف في هذا البلد المميز.

مسرح الكرمة الحيفاوي يعرض "العجوق"
تم عرض مسرحية "العجوق" من إنتاج وروعة أداء مسرح الكرمة الحيفاوي، والأداء الفني المسرحي الأخاذ لعمالقة المسرح الفنان سعيد سلامة، الفنان أسامة مصري والفنان ميلاد مطر، ومن إخراج الفنان خالد عواد. وتجدر الإشارة إلى أن المسرحية تندرج ضمن مشروع مهرجانات "مسرحذر" القرعاوي الذي يهدف إلى غرس وتذويت مفاهيم وقيم لخلق ثقافة الأمان والحذر على الطرقات لمختلف الفئات العمرية أثناء اللعب بالكرة، من خلال تمرير مفاهيم أساسية في عالم إشارات المرور، والمخاطر في عدم الإنتباه أثناء اللعب على الشارع، وخطورة إخراج الرأس من السيارة، وعدم ربط حزام الأمان في القرية وخارجها، وغيرها من المواقف الغير مرغوب بها حفاظاً على سلامة أولادنا.

العلم في الصغر كالنقش في الحجر
وقد تم تذويت هذه المفاهيم ايمانًا من المجلس المحلي بأن العلم في الصغر كالنقش في الحجر، وسيرورة غرس الآليات والمفاهيم الرامية الى تذويت آليات الحذر يجب أن تنطلق منذ الصغر والسنين التربوية الأولى للفرد. كما وتطرقت المسرحية إلى كيفية النزول من المركبات وأهمية المشي على الرصيف والإبتعاد عن اللعب بالكرة في الشارع، وكيفية قطع الشارع من أجل سلامة وأمان الأولاد أطفالنا.

خلق مواطن معطاء
افتتحت المهرجان مها زحالقة مصالحة، والتي حيّت بدورها ضيف الشرف رائد نصر الله الذي قدم من حيفا للمشاركة في المهرجان مع الأطفال، وأكّدت: "إن مسرح الكرمة يخطو بثبات نحو العلا وينهض بالعروض كمًا وكيفًا وأداءًا". كما ووجهت زحالقة مصالحة عميق الشكر للمحامي نزيه سليمان مصاروة، رئيس المجلس المحلي، على دعمه المتواصل والبنّاء لفعاليات قسم الثقافة الثقافية والمسرحية المترابطة ببعضها فكرياً واجتماعياً وعلمياً، والتي تكمل بعضها البعض من أجل خلق مواطن معطاء يعتز بقرعاويته ووطنه على حد سواء.

تعزيز الإنتماء وحب العطاء لكفرقرع
كما وأكّدت زحالقة مصالحة في كلمتها بأن: "ضحكة الأطفال الأبرياء ومشاركتهم لجو مسرحية العجوق والترنم على موسيقى الأغاني الهادفة، إنما هي المؤشر الأصدق والأكثر تعبيرًا عن فرحتهم، بالإضافة إلى تلهفهم وإندماجهم الرائع مع عالم الحكواتي ورحلة "جبينة" في خيال القصص الشعبية وأيام زمان". وأنهت قائلة: "نأمل بأن يحمل الأولاد في جعبتهم المغزى المنشود نحو الحذر في عالم الطرقات، والإبداع في عالم الروايات والتعبير في القصص من خلال تطوير الإبداع على طريق محو أسلوب الإيداع البنكي، وتعزيز الإنتماء وحب العطاء لكفرقرع البلد الأم".

سعيد سلامة تميّز بالتمثيل الصامت 
كما ووجّهت منظمة المهرجان عميق الشكر لأسرة مسرح الكرمة الحيفاوي بفنانيه والذين يمثلون رمزّا للإبداع، وللفنان أسامة مصري، والفنان ميلاد مطر، والفنان سعيد سلامة صديق الثقافة القرعاوية والذي أتحف طلاب المهرجان من خلال فقرة الحكواتي التي رافقها التمثيل الصامت الذي يتميز به سعيد سلامة محليًا وعالميًا.

الإبداع في مساقات فكرية متميزة
وفي حديث لمراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب مع المحامي نزيه سليمان مصاروة، فقد عبّر عن سعادته القصوى من خلال مشاهدة البسمة والفرحة العميقة لدى الطلاب مغلفة بحماسهم وحبهم للمسرح، ومؤكداً: "إن انكشاف طلاب البساتين والروضات لعالم المسرح بحد ذاته هو خطوة إيجابية تحمل قيمة فنية وتربوية وثقافية، والتي تشجع قدرتهم على التعبير عن الذات والإبداع في مساقات فكرية متميزة أخرى، ناهيك عن مضمون الحذر على الطرقات الذي لديه الأهمية لأن يطرح تربويًا ومنهجيًا ولا منهجيًا لأبناء الصفوف الدنيا".

تقبل القيم الأساسية بعالم الحذر على الطرقات
كما ورحّب رئيس مجلس كفرقرع المحلي مصاروة بمدير مسرح الكرمة رائد نصر الله، والذي وصل لمشاركة أطفال المهرجان طيلة اليوم، كما وحيّى جمهور طلاب البساتين مشيدًا بمضمون المسرحية وأهمية عرض مثل هذه المضامين أمام الطلاب في جيل البستان ورياض الأطفال، بهدف تقبل وتفهم القيم الأساسية في عالم الحذر على الطرقات بين صفوف الطلاب.

المضي قُدمًا في السياق الثقافي
كما وشكر مصاروة قسم الثقافة على العمل الدؤوب في هذا السياق على مدار العام الدراسي، مؤكداً استمرار العزم والنية للمضي قُدمًا في هذا السياق الثقافي. كما وأكد مصاروة: "إن المجلس المحلي وقسم الثقافة بالتعاون مع المؤسسات التربوية يقيمان الفعاليات بشكل علمي هادف قبل الخروج بها إلى حيز التنفيذ، كل ذلك من أجل أن يكتسب طلابنا مهارات ومفاهيم حياتية أساسية في عالم الحذر على الطرقات بهدف الحفاظ على سلامتهم".

موضوع حارق لجماهيرنا العربية
وقد شاهد طلاب البساتين مسرحية "العجوق" المتميزة كإستمرارية لفعاليات ثقافة الأمان على الطرق. وقد دار محور المسرحية حول موضوع الحذر على الطرق، والذي يظل موضوعًا حارقًا لجماهيرنا العربية وخصوصًا لطلاب المدارس، نظرًا لكثرة حوادث الطرق التي تجبي بإستمرار ثمنًا باهظًا من الضحايا الأبرياء.

إشعال ضوء أحمر أمام المشاهد
وقد هدفت مسرحية "العجوق" لأن تُشعل ضوءًا أحمرًا أمام المشاهد من مغبة مجرد التفكير في مخالفة أنظمة السير. دمجت المسرحية بين الحوار الذي يجري بين الشخصيات وبين المواقف الهادفة ذات الأبعاد من خلال مشاهد فنية قوامها التمثيل والغناء والموسيقى، والحركات الراقصة والمضحكة والتي تدخل القلب بشكل ودي قلبي جذاب ومحبب لعالم الطفل بهدف الإستفادة. كما وقد تم توظيف جهد خاص في ديكور المسرحية، الذي يعتمد بصورة رئيسية على الإكسسوارات المحددة سعيًا لإعطاء العمل بُعده المرجو في أوساط المشاهدين الصغار والجمهور عمومًا.

التمثيل الصامت
وبعد مشاهدة المسرحية إنتقل الطلاب الى فقرة الحكواتي مع الفنان القدير سعيد سلامة، المتميز بالتمثيل الصامت محليًا وعالميًا والذي يحتل مكانة في قلوب الأطفال، فقد تلى قصة "جبينة" بشغف وإصغاء منقطعي النظير، كما وردد الطلاب مع الحكواتي ما قالته "جبينة" حين ضاعت ومكرت بها خادمتها:
يا طيور طايرة يا وحوش سايرة
قولوا لإمي وأبوي جبينة صارت راعية
ترعى الغنم وترعى الوز وتقيل تحت الدالية

كفرقرع بلد طلائعي ورائد في توظيف المسرحيات
وفي حديث لمراسلنا مع رائد نصر الله أشار على كون قرية كفرقرع بلد طلائعي ورائد في توظيف المسرحيات المتعددة الرؤى والفحوى من أجل تمرير مضامين مجتمعية سامية وضرورية بغية كشف المواطن على مختلف إنتماءاته العمرية إلى قضايا قيّمة وإنسانية ومجتمعية هامة، ومن الضرورة وجود مكان لخلق مواطن واعٍ ومثقف وملم في شتى مناحي الحياة. كما وأكّد نصر الله على إستمرارية التعاون البنّاء والمشرف بين الكرمة وكفرقرع مستقبلاً.

الحراك الثقافي الفني
وقد تحدث السيد خالد عواد مدير مسرح الكرمة أمام جمهور الطلاب من البساتين والروضات مؤكداً أهمية مضمون المسرحية طارحًا مضمونها بشكل مقتضب، كما واشاد بالدور الرئيسي الذي تلعبه كفرقرع في الحراك الثقافي الفني المسرحي الريادي في المثلث ووادي عارة وفلسطين الداخلية، مؤكدًا على المكانة الثقافية الطلائعية التي وصلت إليها كفرقرع بكل جدارة.

المؤشر الأصدق والأكثر تعبيرًا عن فرحة الأولاد
وفي تعقيب لمديرة قسم الثقافة والتربية اللامنهجية مها مصالحة والتي شاركت الطلاب كل حيثيات المهرجان، عبّرت عن سعادتها بتميز الفعالية بالحضور المزدوج للمحامي نزيه مصاروة وللمدير رائد نصر الله، مشيرة في حديثها بأن ضحكة الأطفال الأبرياء ومشاركتهم لجو المسرحية إنما هي المؤشر الأصدق والأكثر تعبيرًا عن فرحته. وأضافت مصالحة: "لقد سيطر جو من الفرحة على مسرحية العجوق التي عُرضت لطلاب البساتين ورياض الأطفال، والتي تهدف إلى مساعدة طلابنا في تذويت وفهم قيم أساسية ومفاهيم أخلاقية فيما يسمى الحذر والإنتباه على الطرقات من أجل الإبتعاد عن الحوادث والإصابات التي لا تُحمد عُقباها بسبب الإهمال وعدم الإنصياع لقوانين السير".

مسرحوارنة ومسرحذر 
وفي سؤال وجهه مراسلنا لزحالقة مصالحة حول المصطلح "مسرحذر"، فقد عقبت قائلة: "إن وحي وإيحاء كلمة مسرحذر هو دمج فكري بين المسرح ومفهوم الحذر، وهو توظيف المسرح الهادف والراقي من أجل تمرير رؤيا ومضمون يتلاءم ورؤيا القسم وموضوع الحذر على الطرقات". وأضافت: "إن هذا المصطلح الجديد يتناغم مع مهرجانات مسرحوارنة السنوية والتي هي دمج أيضاً بين المسرح والحوارنة". كما وأشادت بتميّز المسرحية بالتفاصيل الدقيقة والتي كانت لها الأهمية لأن تلبس الزي المسرحي لتشق طريقها إلى قلوب أولادنا الأحباء.

مسرحية العجوق
تُجدر الإشارة الى أن المسرحية من تأليف علي دياب، إخراج خالد عواد، موسيقى مراد خوري، ديكور سميون غولكو وبافل سنبخت، تقنيات عنان أبو حاطوم والياس حداد، وتمثيل ميلاد مطر وأسامة مصري وسعيد سلامة.