الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 17:01

الحلم العربي بدل الربيع العربي/ بقلم: سعيد الشيخ

كل العرب
نُشر: 14/05/12 15:04,  حُتلن: 15:11

سعيد الشيخ في مقاله:

الربيع الغامض والمتردي هذا الذي نشهده لا يضاهي الحلم العربي الذي حلمت به ملايين البشر من هذه الأمة ومن المحيط الى الخليج

ما نشاهده اليوم ليس أكثر من تغيير في العباءة إذ كانت العباءة القومية والوطنية ويتم استبدالها بعباءة الاسلام السياسي مثير الجدل في قضايا لا تخطر على بال أحد

هناك "فصحنة" من النمط التقليدي تنتشر هنا وهناك في مقالات كتاب عرب موزعة ما بين الصحافة الورقية والالكترونية، تحاول اقناعنا بما هو نظري دون الاخذ بمعطيات الواقع المنتج من مواضيع القضايا المطروحة للنقاش. على أن هذا الطراز من هؤلاء الكتاب لديهم "ثقافة عالية" لم يصلها اقرانهم ممن نفضوا ايديهم من "الربيع العربي"، بعدما شاهدوا حجم الخراب على مجمل الحياة العربية... والشواهد على ذلك لا تحصى ولا تعد، ومع ذلك لا يريد أن يراها هؤلاء لان ثقافتهم العالية لا تسمح بذلك. وعليه، فإن الذين رأوا ونبّهوا "لا يقرأون الواقع بمنظار صحيح" كما كتب أحدهم مؤخرا وهو المحفّز لي لكتابة هذا المقال.

قضية فلسطين
من أين يجيء هؤلاء الكتاب بمشهدية حضور قضية فلسطين في حراك "الربيع العربي"؟ اذا كانت كل الشواهد تؤكد أن فلسطين قد غيّبت من الهتاف وهي ليست على بال احد من "أبطال" هذا الربيع. بل على عكس ذلك يذهبون باطلاق التصريحات الناعمة والمواسية، لتهدئة روع الاحتلال الاسرائيلي القلق من تغييرات ايدولوجية قد تحدث في طبيعة الصراع العربي _ الاسرائيلي.

التغيير
تعلن الثورات العربية على انها تسعى الى التغيير، وقد اعطت اليسير من المؤشرات حول طبيعة هذا التغيير وملامح وافية عن القوى والنخب الزاحفة الى السلطة... وما نشاهده اليوم ليس أكثر من تغيير في العباءة. كانت العباءة القومية والوطنية ويتم استبدالها بعباءة الاسلام السياسي مثير الجدل في قضايا لا تخطر على بال أحد، ولا هي بطبيعة الحال محسوبة على الخطاب النهضوي...فكيف ننعزل عن الواقع ونظل نلصق بقوى هذا الربيع القول الذي نردده منذ خمسينيات القرن الماضي:"إن فلسطين قضية العرب المركزية". وقد رأى الكثيرون من منظري الربيع بأن هذا القول هو "بضاعة" النظام العربي الرسمي الاستبدادي، ولا بد من تجاوزه بما يتلاءم مع الرعاية والسياسة الاميركية والاوروبية...

البريق الامريكي
لقد تخلصت ثورات الربيع العربي من بعض الديكتاتوريات، ولكنها لم تستطع التخلص من البريق الامريكي، وهي هنا لم تستطع التطاول الى مستوى "الحلم العربي" الذي كان دائما ينظر الى التحرر والاستقلال وبما يحقق النهضة الوجودية للأمة العربية بكل مستوياتها. وطبعا كانت "اسرائيل" دائما هي معوق هذه النهضة لا لسبب الا لتفوقها المتنامي الذي يقابله تخاذل انظمتنا. واستمرت القوى التي جاءت الى السلطة في ظل الربيع العربي على ذات النهج المتخاذل. ألم تأتي المؤشرات بهذه الصورة من تونس وليبيا ومصر ومن المعارضة السورية التي تدب الصوت وهي تنادي الولايات المتحدة الاميركية وحلف الناتو للتدخل العسكري وحسم الوضع لصالحها؟

الحلم العربي كان أكبر من هذا الربيع!!
وما كان يسمح بربط الحداثة بالتبعية، ولا لنفوذ النفط وقوى الرجعية أن تتقدم الصفوف الاولى وبلادها عبارة عن غابة من الاستبداد، حيث السواد ما زال يظلل المرأة. ونظام الذي لا يملك هو عبد في صفوف العبيد عند الذين يملكون. الحلم العربي لم يكن يكتفي فقط بالترقيع.. ولا اللف والدوران في ذات المربع الاستبدادي والسلطوي... لقد كان الأمل الكبير المحروس بالوعي التحرري والتنويري الذي يدعو لنقل الأمة من الظلم والظلام الى النور الكوني الفسيح. الربيع الغامض والمتردي هذا الذي نشهده، لا يضاهي الحلم العربي الذي حلمت به ملايين البشر من هذه الأمة ومن المحيط الى الخليج.
لماذا لا يتم احياؤه وفاء للتاريخ العربي وللمقدسات المغتصبة. ومن دون تطهيرها لا كرامة لعربي ولا لمسلم؟!!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة