الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 05:02

في وداع الصديق أحمد أبوغزال: كامل أبوأيمن

كل العرب
نُشر: 08/05/12 21:12,  حُتلن: 15:02

قد لا ترثيك الكلمات والسطور ، وقد لا نعبر كفاية عن لوعة الفراق وحرقة الغياب ، بعد أن تزاملنا وامتلأت أيامنا بالعمل والمواقف أكثر من أربع عقود. نعم فكنت بداية الممرض الذي تقدم في أحلك الأيام بمدينتنا عندما كانت تفتقد للممرضين والممرضات فكنت أنت وزميلك له الحياة وهبة أبراهيم عباسي الممرضين الأوائل الذين مارسوا هذه المهنة من أبناء أم-الفحم. فلم تتقاعس عن أداء الخدمة لأي مريض كان يحتاجك ، وما فحوصات الدم الصباحية في صندوق المرضى إلا الذكر الطيب الذي رفعوه لك ، بمهارة وحذق لم يسبقك بها أحد. وكنت اللسان الطيب الذي يدعو لمتلقين الخدمة بالشفاء والصحة التامة. ومن خلال مزاياك الحميدة وأخلاقك الفاضلة فتح الله عليك وهداك بأن كنت من أوائل الجيل الثاني الذين لبوا نداء الحج ، فأديت الفرائض واعتمرت ولسان مصاحبوك في الحج يهيج بالثناء والتقدير لتفانيك بحب الأخر ومساعدة الحجاج بقضاء حاجاتهم. وانتهى مشوار عملك في مؤسسة خدمات الصحة الشاملة بمرض داهمك على حين غرة ، أشفاك الله وبقيت عاجزا عن أداء أدوارك ، بمثل ما عهدوك عليه. وما أن تماثلت للشفاء الكامل أحسست برغبة جامحة في العطاء وعليه كنت من أوائل الملبين لنداء التطوع في مؤسسة التأمين الوطني. أكثر أنواع التطوع رأفة في مصالح الناس وتبصيرهم في حقوقهم ، لينالوا ما هو أساسي في عيشهم دون استغلال من أي فئة. وكنت أيضا من أوائل المتطوعين في جمعية السلام للمسنين ، ثابرت وداومت دون إعياء أو ملل. وأما الصداقة بيننا في هذه الدنيا الفانية فهي الباقية ولن يطفئ لظاها الغياب ولن يموتك الموت ، ستبقى ذكراك وأعمالك باقية بيننا وباقية بين أصحابك وأهلك. نسأل الله العلي القدير أن يدخلك إلى منزلة الشهداء والقديسين وأن يرفق بأهلك وذويك ويلهمهم الصبر والسلوان. قال تعالى : "ولنبلوكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، وبشر الصابرين الذين أذا أصابتهم مصيبة قالوا أن لله وإنا أليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة أولئك هم المهتدون." سورة البقرة. فعليك رحمة الديان والإنسان، الناس في كل بيت وحارة يدعون لك وعز عليهم سهام الغدر عليك. ونقرأك السلام في مرقدك وسنمضي إلى أن يُلحقنا الله فيك. شربنا القهوة وتقاسمنا العيش سوية في رحلة الحياة وسيبقى علقم فراقك غصة ومرارة ودموع على أن يأخذنا الباري أليك.
شلت يد الغدر ، وإن اللذين قتلوك قتلوا الطيب والخير في أنفسنا ، فلتبقى ذكراك خالدة وأن لله وإنا أليه راجعون. 

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.net


 

مقالات متعلقة