الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 07:02

من أمي الى أخي الاسير المضرب عن الطعام/ بقلم : عكرمة ثابت

كل العرب
نُشر: 08/05/12 13:07,  حُتلن: 14:45

ولدي ومهجة قلبي "مسلمة " ... ابنائي الاسرى والاسيرات ... احييكم بتحية فلسطين التي تتغنى بكم وبتضحياتكم البطولية ... أحييكم بتحية الإنتماء والوفاء الى قضيتكم الإنسانية وشرفكم المصان وكرامتكم التي حتما ستهزم السجن والسجان ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...سلام موصول رغم الاسلاك الشائكة وحواجز التفتيش وكاميرات المراقبة والابواب المصفحة ورغم عتمة الزنازين ورطوبة الجدران .

ليس لدي ما اقدمه لكم في يومكم الثاني والعشرين سوى الدعاء من امكم المثقلة بهموم المرض وبوجع فراقكم والقلق اليومي عليكم ... انا " يا ولدي ويا كل أبنائي الاسرى " اقوم مع صلاة الصبح اصليها وادعوا لكم بالنصر والحرية ، ثم أزحف زحفا من فراشي مستعينة بعصا طبية كي اصل الى صالة التلفاز حيث اتابع يومياتكم واخباركم على شاشة فضائية فلسطين وكل الفضائيات ... دعائي لكم جميعا يا احرار هذه الامة أن تثبتوا وتنتصروا وتتحرروا ... عندها سالقي عصاي واهزم مرضي واطلق زغرودتي ، التي حبستها سنوات طوال ، فرحا وابتهاجا بكم ولكم وعندها سأغني " النصر جاي يما النصر جايه وبحريتكم نعلي الرايه يما بحريتكم تعلا الراية " .

حبيبي " ابو ثابت " ... أحبائي الاسرى ... يا من تقبضون بعزيمة صلبة على أمعائكم الخاوية وتشدون الأحزمة على بطونكم الخالية ... يا من خضتم وتخوضون معركة الكرامة ودخل فيها بعضكم سبعينية الانتصار أمثال البطلين يلال ذياب وثائر حلاحلة ... أنا اليوم ورغم قساوة الظروف التي أقعدتني أرفع رأسي شامخة مهللة لكم ... أتمنى والدمع بعيني أن اسير في مسيرة تضامن معكم تجوب البلاد طولا وعرضا ... أتمنى أن أسمع زغرودتي لكل الآذان التي تتهرب من سماع صرخاتكم ومطالبكم العادلة ... أتمنى أن أدق بعصاي أبواب هؤلاء الذين يدعون العدالة والسلم في الامم المتحدة ومجلس الأمن وغيرها ... أتمنى أن يطيل الله بعمري لأرى كيف سيكون موقف كل هؤلاء عندما تنتصر إرادتكم القوية على قوتهم وغطرستهم اللا إنسانية .

الصبر الصبر يا أبنائي ... الصمود الصمود يا أولادي ... فأمعاؤكم التي يأكلها الجفاف ستدر للصامتين والهاربين من وجه قضيتكم حليب الشرف والإباء ... أجسامكم النحيلة التي يتهددها الإنقراض ستتحطم فوق عظامها عنجهية السجان وقهر الإحتلال ... إبتساماتكم الوادعة الحزينة ستكيدهم في نحورهم وسترسم لكل الاجيال خارطة وطن الأنبياء ... وطن الصديقين والشهداء ... وطن الاحرار والأوفياء .

الصبر الصبر يا فلذات الأكباد ، فوالله أنكم أشرف الرجال ... والله أنكم جنرالات المواجهة الحقيقية لألد أعداء الإنسان ... أنتم مفخرة أرض الرسالات وأنتم رسلها إلى كل شعوب العالم الثائرة على الظلم والاستبداد والطغيان ... أنتم حمائم القدس التي لا تنوح ابدا تطوف السماء والفيافي بحثا عن بذور ينمو فيها العدل والسلام .
أملي بكم يا كل ابنائي أن لا تلقوا بأمعائكم الفارغة لكي تكون فريسة لأنياب السجان ... قاوموهم وعاندوهم كي يعرفوا أن ليس كل لحوم الطير تأكلها الأسنان .

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة