الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 01:02

من ربيع الاسرى نجني ثمار الحرية / بقلم: عكرمة ثابت

كل العرب
نُشر: 06/05/12 19:21,  حُتلن: 13:01

عكرمة ثابت:

من أجل نصرة أسرانا والإرتقاء الى سلم الواجبات الوطنية تجاه قضاياهم وحقوقهم

الأسيرات والأسرى على مختلف إنتماءاتهم الحزبية وجنسياتهم القومية الآن يرفضون الإنقسام ويطالبون بإنهائه وطي صفحته السوداء

تدخل معركة " إنبعاث الأحرار" مرحلة متقدمة وخطيرة لا يستهان بها ولا يمكن السكوت عليها إنها مرحلة الإنعتاق من العبودية والإذلال والخروج

لليوم العشرين على التوالي يواصل أسرانا البواسل في سجون الإحتلال الإسرائيلي اضرابهم المفتوح عن الطعام " اضراب الكرامة والحرية " ، فيما يدخل إضراب الأسرى بلال ذياب وثائر حلاحلة وزملائهم حسن الصفدي وعمر أبو شلال وجعفر عزالدين ومحمد التاج يومه السبعين تقريباً، كل ذلك ومنظمات حقوق الإنسان الدولية والهيئات العالمية تقف متفرجة ولا تحرك ساكناً تجاه الجرائم الإنسانية التي ترتكبها سلطات السجون الإسرائيلية بحق الأسيرات والأسرى الفلسطينيين والعرب، فأي عدالة تلك التي يتغنون بها ؟! أي حرية وديمقراطية تلك التي يسعون الى تعزيزها وتثبيتها في بلادنا ؟! أي شعارات تلك التي تتسلح بها الأمم المتحدة وهيئاتها والتي تدعي فيها أنها تناصر الشعوب المقهورة والمستعمرة وتدعمها في حقوقها ونضالاتها لاجتثاث الاستبداد والظلم والقهر ؟!

إنبعاث الأحرار
تدخل معركة " إنبعاث الأحرار" مرحلة متقدمة وخطيرة لا يستهان بها ولا يمكن السكوت عليها إنها مرحلة الإنعتاق من العبودية والإذلال والخروج من دائرة المماطلة والتسويف مهما كلف الثمن ومهما بلغت التضحيات، فقد أصبح الأسرى المضربون عن الطعام في خطر حقيقي يستهدف أرواحهم وأجسادهم النحيلة، وسط تمادي حكومة نتنياهو وادارات السجون والاجهزة الأمنية التابعة لها في صلفها وعدوانها المبرمج على الأسيرات والأسرى، وصولاً الى تجاهل مصلحة السجون لمطالب الحركة الأسيرة المشروعة والمكفولة دولياً، والتي من أبرزها أنهاء سياستي الإعتقال الإداري والعزل الإنفرادي، واستئناف زيارات أهالي الأسرى من قطاع غزة تحديداً، وغيرها من المطالب الإنسانية المرتبطة بالإحتياجات الصحية والتعليمية والمعيشية والقانونية والحقوقية .

خوض الإضرابات
وفي كل الإضرابات التي خاضتها الحركة الأسيرة وواجهت خلالها ببسالة وشرف إجراءات القمع والقهر الاسرائيلي ، كان الأسرى ينتصرون في معركتهم بفعل عوامل الوحدة الداخلية والوعي الوطني والإسناد الجماهيري الشعبي، ولعل إضراب الحركة الأسيرة عام 1992 والمشهور "بأم المعارك" هو أقوى مثال على وحدة الحركة الأسيرة وتلاحمها مع جماهير شعبها وقطاعاته وفصائله التنظيمية بالوطن والخارج هذا التلاحم الذي قدم فيه شعبنا ما يقارب الـ22 شهيداً على مذبح الصمود والكبرياء نصرة للأسرى ورفضاً لمعاناتهم الأليمة، نعم لم تكن الحركة الأسيرة لتنتصر لولا سلاح الإرادة الصلبة الذي تمتلكه بإمتياز ولولا مناصرة القيادة السياسية والجماهيرالوطنية التي كانت تخرج غاضبة منتفضة ثائرة على الإحتلال وسجونه الظالمة .

المناصرة الجماهيرية العارمة
أسرانا اليوم بحاجة ماسة الى هذه المناصرة الجماهيرية العارمة... أسرانا بحاجة ماسة الى المسيرات الحاشدة المؤيدة لهم ولمطالبهم العادلة... أسرانا بحاجة الى أوسع مقاومة شعبية سلمية تلبي لهم إحتياجاتهم من الدعم المعنوي والسياسي... أسرانا بحاجة الى أضخم الحملات الإعلامية والدبلوماسية التي يشترك فيها الجسم الوطني والرسمي الفلسطيني موحداً، ويشارك في إنجاحها خبراء السياسة وسفراء الدبلوماسية والوزراء على كافة تخصصاتهم وتكليفاتهم الوزارية... أسرانا بحاجة ماسة الى الكل الفلسطيني الموحد والمتحد معهم قلباً وقالباً.

رفض الإنقسام
الأسيرات والأسرى على مختلف إنتماءاتهم الحزبية وجنسياتهم القومية الآن يرفضون الإنقسام ويطالبون بإنهائه وطي صفحته السوداء، وهم من أجل ذلك ومن أجل أن ينتصروا على ليل الزنازين الإنفرادية وقيد السجون الفاشية بحاجة ماسة إلى فصائلهم وتنظيماتهم السياسية التي ناضلوا تحت راياتها وضمن صفوفها... وهم أيضاً بأشد الحاجة الى مؤسسات سلطتهم الوطنية المدنية والأمنية والى منظمات المجتمع المدني والأطر النقابية والشعبية والمؤسسات الحقوقية والقانونية لتقف الى جانبهم في محنتهم الكبرى وفي معركتهم المصيرية والمفصلية.

نصرة الأسرى
ومن أجل نصرة أسرانا والإرتقاء الى سلم الواجبات الوطنية تجاه قضاياهم وحقوقهم، لا من التحرك الفوري والتفاعل الجاد مع مجريات الاحداث لديهم، وذلك من خلال الشروع بتنفيذ برامج وانشطة نضالية وشعبية - نقابية واجتماعية وإعلامية - تساند الأسرى وتعمل على تفعيل حالة التضامن الوطني العام معهم في معركة العزة والكرامة التي يخوضونها بارادات صلبة وعزائم لا تلين، وهنا لا بد من الإشارة إلى الوقفة المشرفة لأهالي الأسرى الذين يعيشون الهم اليومي والمعاناة والقلق على مصير ابنائهم، وهؤلاء يستحقون منا ومن كافة قطاعات شعبنا كل الوفاء والإحترام والمؤازرة، ومع أننا جميعا - مهما فعلنا وقدمنا - نبقى مقصّرين تجاه أسرانا وذويهم، الا أن بذور الخير والمحبة والعطاء مزروعة فينا وتنمو يومياً، وليعلم القاصي والداني أن معركة الكرامة والحرية التي يخوضها الأسرى هي الربيع الفلسطيني الذي منه سنجني ثمار الحرية بإذن الله.

نعم للمقاومة
فها هو الحراك الشعبي والجماهيري والمؤسساتي يزداد توسعاً... وهاهي خيم التضامن والاعتصام تدق مضاربها في ساحات وميادين المدن والقرى والمخيمات... هاهي جماهير شعبنا وقواه في الوطن والشتات تخرج يومياً في المسيرات المنددة للاحتلال والاستيطان والإعتقال وتطالب بأعلى صوتها لاطلاق سراح الأسيرات والأسرى وإنهاء مهاناتهم داخل السجون الإسرائيلية... ها هي القيادة الفلسطينية وعلى رأسها القائد الحكيم "محمود عباس – ابو مازن" تقطع العهد على نفسها وتقسم بتضحيات شعبها ودماء شهدائه الأحرار أن تستمر بمواصلة النضال لتحرير الأسرى كافة، وهي من أجل ذلك لا زالت تصر على "أن لا مفاوضات إلا بوقف الاستيطان وإطلاق سراح جميع الأسيرات والأسرى من سجون الإحتلال الإسرائيلي" وعلى أمل تحقيق ذلك أصدر الرئيس أبو مازن تعليماته الى كل الأطر والهيئات والسفارات والجاليات والأقاليم لاعلان النفير السياسي والدبلوماسي نصرة للأسيرات والأسرى وإعلاء صوت الحق المناصر لهم ولقضيتهم الوطنية والإنسانية، وكذلك التحرك العاجل على كافة الصعد الإقليمية والدولية لنصرة الأسرى وفضح الممارسات الإسرائيلية الوحشية بحقهم ومضاعفة جهدها السياسي والدبلوماسي لدى الهيئات الدولية والأمم المتحدة والجمعية العمومية ومجلس الأمن لضمان إطلاق سراحهم جميعا كاستحقاق طبيعي لعملية السلام .

عاش الشعب الفلسطيني العظيم وقيادته المناضله ووحدته الوطنية

نعم لمقاومة الاحتلال والاستيطان … نعم للحرية والعودة والاستقلال

المجد للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة