الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 08:01

المؤسسة الاسرائيلية والثورة السورية مع او ضد!؟/بقلم:ابراهيم خطيب

كل العرب
نُشر: 03/05/12 18:26,  حُتلن: 11:27

أبرز ما جاء في مقال ابراهيم خطيب:

لا يمكن القول أن هناك موقفا موحدا للمؤسسة الاسرائيلية من الثورة السورية وإنما هناك موقفان ويمكن ترجيح أحدهما

ما يأمله كل محب لسوريا فهو نجاح الثورة السورية بإقامة دولة قوية مبنية على أساس الحرية والعدالة واحترام قيمة الانسان وفيها الشعب يختار بحرية ممثليه

طبعاً سوريا تدعم مقاومة كل محتل غاصب وهذا يوجّب علينا دعم الثورة السورية مع كل التخوفات من المستقبل ويجب أن يكون دعمنا للثورة حتى النهاية أي حتى تصبح سوريا كما يريدها كل محب لسوريا وهذا أمر ليس بسهل ولكنه قابل للتحقيق

لا شك اننا مع تأييدنا للثورة السورية على اساس انها تغيير يجب أن يكون في كل العالم العربي والإسلامي تغيير تقوم به سنة الله الواعدة بالتغيير وإرادة الناس بالحرية والعدل الّا أن ذلك لا يمنعنا من قراءة مواقف بعض القوى وفهم ما تفكر مع تأكيدنا المستمر اننا مستمرون في دعم الثورة حتى نجاحها بإقامة نظام حر وعادل فيه تداول سلمي للسلطة وتقام به دولة قوية تمثل تطلعات الشعب السوري لأنها باختصار ثورة كرامة وحرية .. ثورة قيم.
 
دعم اسقاط النظام في سوريا
لا يمكن القول أن هناك موقفا موحدا للمؤسسة الاسرائيلية من الثورة السورية وإنما هناك موقفان ويمكن ترجيح أحدهما الموقف الاول متمثل بدعم اسقاط النظام في سوريا وهذا الموقف مبني على عدة مصالح وأهداف وضعها من يؤيد هذا النهج وهي كالتالي:
1- قطع العلاقة مع حماس وحزب الله وإيران: إن مؤيدي هذا النهج في المؤسسة الاسرائيلية يرون أنه بإسقاط نظام الاسد يسقط الجسر الذي كان يربط حزب الله وحماس بإيران وبالتالي هذا يساعد اسرائيل في مواجهة هذين التنظيمين ويساعد في اضعافهما في مواجهة اسرائيل لا سيّما انا كثير من الاسلحة التي كانت تصلهما كانت تمر عبر سوريا.
2- اضعاف ايران: إن المواجهة الحتمية بين اسرائيل والغرب من جهة وإيران من جهة أخرى وخصوصاً اذا ما ثبت قرب تطوير سلاح نووي ايراني هي مواجهة حتمية، ولكون سوريا كانت الى جانب النظام الايراني والحليف الاقوى له فأن ضعفها هو ضعف لإيران في حربها المحتملة مع الغرب فسقوط احد الحلفاء وخصوصاً سوريا التي تعتبر من دول الطوق هو نقطة لصالح الغرب وإسرائيل في هذه الحرب.
3- اضعاف سوريا: سوريا مفتتة طائفياً وسوريا دولة فاشلة فيها حرب أهلية هو ما تطمح اليه اسرائيل بعد هذه الثورة، فمساعي اسرائيل ابداً لن تكون لقيام سوريا قوية حرة، وعليه فأنها تتمنى بأن تصبح الثورة صراع داخلي وإفشال لسوريا القوية الحرة وهذا ما تسعى اليه.

احترام كرامة الانسان وحريته
بالجانب الاخر هناك من لا يؤيد الثورة السورية في المؤسسة الاسرائيلية وذلك لعدة اسباب:
1- بناء داخلي قوي: هناك كثر في المؤسسة الاسرائيلية يخافون أن يكون نتاج هذه الثورة هو بناء سوريا قوية على اساس احترام كرامة الانسان وحريته سوريا فيها الشعب يختار ممثليه، وبالتالي سوريا كهذه تخيف اسرائيل لكون دولة مبنية على هذه الاسس لن تكون لجانب وفي صف المؤسسة الإسرائيلية وهنا يكمن الخطر الاستراتيجي على اسرائيل في كل الثورات في العالم العربي والإسلامي أي أن تكون الدولة العتيدة مبنية على احترام كرامة الانسان واختيار الشعب لممثليه بشكل حر.
2- الخوف من الإسلاميين: الخوف الذي يعتري الساسة الاسرائيليين من مستقبل سوريا هو خوف من المد الاسلامي الذي نراه يتمدد في الدول العربية المختلفة موضحاً أن الهوية الإسلامية بكل مكوناتها أصبحت هي خيار الامة في اكثر من دولة وهذا بالطبع يخيف الاسرائيليين لأن المشروع الاسلامي ابداً لن يرضى بالمؤسسة الاسرائيلية.
3- "الجبهة المريحة": هناك من لا يؤيد الثورة السورية بناءً على أن جبهة الجولان هي الجبهة الوحيدة التي ظلت لطوال سنين جبهة مريحة للإسرائيليين ولم يكن منها أي طلقة نار باتجاه اسرائيل وبالتالي يجب الحفاظ على هذا الوضع وعلى هدوء هذه الجبهة هذا الامر الذي كفله نظام الاسد.
والسؤال المهم أي التوجهين هو الأقوى داخل المؤسسة الاسرائيلية ؟! هنا لا بد من توضيح أن المتغيرات الدولية والمواقف الدولية تجبر المؤسسة الاسرائيلية على دعم التغيير في سوريا فلا يمكن للمؤسسة الاسرائيلية أن تكون بجانب ايران وتدعم النظام السوري كما لا يمكن لدولة تعرّف عن نفسها بأنها ديموقراطية أن تدعم نظام قمعي دكتاتوري ولكن الأهم ما هو تطلع المؤسسة الاسرائيلية وما هي اهدافها في النهاية، وهي كما نرى في ان تكون سوريا دولة فاشلة خانعة، بعيدة عن دعم المقاومة ومفضّل ان تكون دولة فيها احتراب داخلي وحرب أهلية وهذا ما ستسعى اليه ويجب علينا الحذر منه.

نجاح الثورة السورية
وأما ما يأمله كل محب لسوريا فهو نجاح الثورة السورية بإقامة دولة قوية مبنية على أساس الحرية والعدالة واحترام قيمة الانسان وفيها الشعب يختار بحرية ممثليه، وطبعاً سوريا تدعم مقاومة كل محتل غاصب، وهذا يوجّب علينا دعم الثورة السورية، مع كل التخوفات من المستقبل، ويجب أن يكون دعمنا للثورة حتى النهاية أي حتى تصبح سوريا كما يريدها كل محب لسوريا، وهذا أمر ليس بسهل ولكنه قابل للتحقيق خصوصاً مع هذه الارادة الحديدية للشعب السوري في نيل حريته وإسقاط النظام.
وبالنهاية مهما كانت مصالح المؤسسة الاسرائيلية مع او ضد الثورة فأنها ابداً ليست من نفس المنطلقات وليس لنفس الأهداف، فهي أي المؤسسة الاسرائيلية مع خراب سوريا ونحن مع بناء سوريا وبالتالي فدعم الثورة السورية لا يجب أن يتأثر من الموقف الاسرائيلي مهما كان مع أخذه بالاعتبار والتنبه له.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة