الشيخ محمد ماضي:

المرحومة غالية خليل "أم أدهم" كانت تقوم بكفالة طفلين من إحدى قرى الضفة الغربية

فاجعة بكل المقايس وهي الم اصاب حشاشة القلب بل هي مصيبة تقض المضاجع وتلهب في النفس مشاعر الغضب والقلق والخوف

ما حدث وما يحدث لدلالة ومؤشر خطير وهو نذير شؤم وناقوس خطر يقرع الاذان وينبه الغفلان ويوقظ النائم اننا اصبحنا في زمن يدعو الجميع رجالا ونساء شيبا وشبانا أن نضرع الى الله ونستعين به من شرور انفسنا

كشف الشيخ محمد ماضي إمام وخطيب مسجد الرمل في البلدة القديمة في مدينة عكا عن أن المرحومة الحاجة غالية خليل "أم أدهم" من المدينة والتي عثر على جثتها ظهر يوم الجمعة الماضية كانت تقوم بكفالة طفلين من إحدى قرى الضفة الغربية وأن الفاجعة لم تتوقف هنا وعند ابنائها ولكن ايضاً هناك في الضفة الغربية كونها وعلى مدار سنوات كانت تقوم بكفالتهما وتقدم الدعم المالي لهما وترسل لهما في الاعياد الملابس والحاجيات الخاصة بهما الأمر الذي سد غيبة والدهما.

وأكد الشيخ محمد ماضي عن الحادثة بأنها: "فاجعة بكل المقايس، وهي الم اصاب حشاشة القلب، بل هي مصيبة تقض المضاجع وتلهب في النفس مشاعر الغضب والقلق والخوف الذي مازلت حتى يومنا هذا لا اتصور ولا اتخيل أن يكون المجني عليها هي الفاضلة المرحومة أم ادهم، لكن هي الحقيقة التي صدمتنا جميعا، نعم صدمة لكل من عرف الحاجة أم ادهم خليل ولعلي اكشف لكم سرا لا يعرفه إلا من يعدون على اصابع اليد الواحدة، وهي انها صدمة لليتيمين اللذين تكفلهما أم ادهم بكفالة شهرية من ابنائنا في الضفة والقطاع واللذين بموتها اصبحا يتيمين للمرة الثانية".

تعزية
وأضاف الشيخ قائلا: "ففي الاولى فقدان الوالد الاب الحنون، وفي الثانية فقدان من تكفلت بمبلغ شهري يصل اليهما مع بداية كل شهر يسدان به جوعتهما ويطفئان به لهيب عطشهما ويعوضان به حنان من فقدا ويلعنان به من كان سببا في يتمهما وهو الاحتلال البغيض والمقيت فاعزيهما لمصابهما، وأعزي عائلتها الكريمة ال خليل وال عرابي قائلا: لله ما اعطى ولله ما اخذ وكل شيء عنده بمقدار ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، "إن لله وإن اليه راجعون" وأسال الله لهم الصبر والسلوان".

معاني الانسانية
وأضاف: "إن ما حدث وما يحدث لدلالة ومؤشر خطير وهو نذير شؤم وناقوس خطر يقرع الاذان وينبه الغفلان ويوقظ النائم اننا اصبحنا في زمن يدعو الجميع رجالا ونساء، شيبا وشبانا أن نضرع الى الله ونستعين به من شرور انفسنا ومن نفوس ماتت فيها معاني الانسانية، إذ لا يمكن لنفس أي كانت أن تقدم على التخطيط للخطف والقتل، لا بل والحرق، وموارات جثة لآمرأة ايا كانت الاسباب الا أن تكون هي نفس مجرمة، خبيثة، بل وملعونة، تجردت من كل المعاني البشرية والانسانية، تحدت أمر الله المحي والمميت والذي قال: «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً» المائدة 32 «والذين لايدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النّفس التي حرّم الله إلا بالحق» الفرقان 68 وكأن الذين يقتلون الأبرياء ماقرؤوا الآيتين السابقتين وكأنهم ماقرؤوا قول الله تعالى: «ومن يقتل مؤمناً متعمّداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً» النساء 93 فإلى أي دين ينتمون؟؟!! وبأي عقيدة يؤمنون؟؟ ولأجل من يقتلون؟؟ إنهم ينتمون إلى دين الإرهاب والضلال الى ابعد الحدود عفانا الله واياكم من ذلك".

قيام الشرطة بواجبها
وتابع قائلا: "من هنا فأنني ادعوا جهاز الشرطة أن يقوم بواجبه والا يتقاعس وتصبح القضية صفحة من التاريخ كغيرها من قضايا القتل. واوجه كلامي لأهلنا في كل مكان إن ماحدث يدعونا أن نقف مع انفسنا للتفكر والتدبر والاعتصام بأمر الله والسير على نهج حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. على الدين الذي يحيي القلوب وينمي معاني الانسانية ومعاني الرحمة والخير، وأخير أدعوا الله عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته. هو والي ذلك والقادر عليه. نعم سيفتقدك الزوج والابناء والاهل والخلان يا أم ادهم، سفتقدك مسجدك وموقك الذي اعتدت أن تقفي فيه بين يدي من لا يغفل ولا ينام، الله سبحانه وتعالى. سيفتقدك مسجد الرمل الذي اعتدت أن تصلي فيه وخاصة يوم الجمعة، سيفتقدك اليتيمن الذين كفلتهما، ويكفيك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم "انا وكافل اليتيم في الجنة، وفرجبين اصبعيه السبابة والوسطى" والذين سيدعوان لك بالرحمة وأن يكون عملك في ميزان حسناتك يوم القيامة، بل ولعله ينالك حديث الشهادة فتكوني ممن كتب له الشهادة ولا نزيكك على الله، فعن أبي داود أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ –أي بحمل أو نفاس-شَهِيدٌ)، وهذه شهادة للمرأة ولا نقول الا انا لله وانا اليه راجعون" .