الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 12:02

أهمية العلاقة بين الأم وطفلها

كل العرب
نُشر: 26/04/12 09:56,  حُتلن: 08:55

الأطفال حديثي الولادة الذين تحضنهم أمَّهاتهم يتميزون بمزاج هادئ ويصبحون أقلُّ عرضةً للإصابة بالأمراض من الأطفال الذين يبقون بعيدين عن أمهاتهم

تبدأ أهميَّة العلاقة بين الأم وطفلها بالظهور منذ اللحظات الأولى من حياة الطفل ، وتتمثَّل هذه الأهمِّيَّة في عوامل تبدو غير مترابطة في الظاهر لكن ينبغي في الواقع مراعاتها وفهمها فهماً صحيحاً. ربَّما سأل سائل عن سبب توقَّف الطفل عن البكاء لحظة احتضان أمُّه له بين ذارعيها ، أو عن سبب قدرة الطفل على تمييز وجه والدته من بين الوجوه جميعاً ابتداء من لحظة الولادة .


صورة توضيحية

إن هذه العوامل تفسِّر لنا العناية الكبيرة بالمولود الجديد في المستشفى منذ اللحظات الأولى من حياته، ولعلَّ أسرع وأبسط طريقة لتعزيز العلاقة بين الأم ووليدها هي عن طريق تقديم الوليد إليها في غرفة الولادة بالمستشفى، أو عندما تتمُّ الولادة في المنزل، والسماح لها بحضنه حتى قبل تغسيله ، هذا إن لم تكن هناك معالجات فوريَّة ينبغي إخضاع الوليد لها. ويتعرَّف الوليد الجديد بسرعة على خواص أمِّه، فهو يشم رائحة جسمها ويحسُّ بحرارته، كما يتعرَّف على الخواصِّ الأخرى لسلوكها، تلك هي بداية العلاقة بين الطفل وأمِّه والتي تظهر منذ الشهور الأولى من حياته. لقد ثبت فعلاً أن الأطفال حديثي الولادة الذين تحضنهم أمَّهاتهم إلى صدروهنَّ يقلُّ بكاؤهم ويتكيفون بصورة أسرع، ويتميزون بمزاجٍ هادئ، ويصبحون أقلُّ عرضةً للإصابة بالأمراض من الأطفال الذين يبقون بعيدين عن أمهاتهم .

يبدي الطفل أنواعاً من السلوك يعبِّر فيه عن رغبته في الإتصال والاقتراب من الكبار
ومن العوامل المهمة الأخرى صوت الأم ، فهو يمنح الطفل الدفء والأمان، ويشرع الطفل بتمييزه فور سماعه وتفريقه عن الأصوات الأخرى جميعاً، ومن الحقائق المعلومة كذلك أن الفترة الرئيسية في الإتصال الأولي بين الأم وطفلها هي فترة الاثنتي عشرة ساعة الأولى، والحقُّ أنَّ خمس عشر دقيقة حتى عشرين دقيقة من الاتصال بين الأم وطفلها تُعدُّ كافية لتوطيد علاقة صحيَّة سليمة بينهما. الطفل يحتاج إلى رعاية وحماية وإلى تغذية كافية ومؤانسة، وهو يبدي أنواعاً من السلوك يعبِّر فيه عن رغبته في الإتصال والاقتراب من الكبار، كالبكاء والتعلُّق بهم، وتتبعهم بعينيه أو بكامل جسمه، أو مجرَّد الإمساك بذراعهم، وبهذه الصلة الوثيقة يتحقَّق هدف الطفل ويستطيع أن يسدَّ حاجاته. والحقُّ أنَّ قيام شخص كبير بتوفير الطعام للطفل ، ورعاية حاجاته الخاصَّة الأخرى ، وقضاء قدر كبير من الوقت معه، كل ذلك لا يؤدي بالضرورة إلى إيجاد مشاعر المودَّة بل يُشيع حتماً جوّاً ملائماً, وذلك لأن مثل هذه الرابطة العاطفية يمكن أن تنمو نحو أشخاص لا يقومون بإلباس الطفل أو بتغذيته ، بل يتجاوبون وإياه تجاوباً قوياً ، أي أنهم يرغبون في تكييف سلوكهم مع حاجات الطفل الخاصَّة عن طريق اهتمامهم به، وتعلُّمهم إشاراته الخاصَّة وتمييزها وهو الأمر الذي يفسِّر سبب تعلق الطفل بأمه دون المربية، كما يفسر كذلك سبب العاطفة التي يبديها الطفل نحو أمِّه التي تقوم بمداعبته وتوليه اهتماماً بالغاً، وفي الحقيقة أن التعلُّق بشخص واحد أو أكثر ليس مسألة ثابتة ، فهذا التعلُّق يتغير شكلاً ومضموناً بما يتفق مع سِنِّ الطفل، ومواقفه، وعلاقاته مع أبويه .
مع نموِّ الطفل تزداد قدراته الحسِّيَّة الحركيَّة، ويزداد تبعاً لذلك احتمال مواجهته لأشياء ومواقف جديدة توسع دائرة علاقاته الاجتماعية، فيصبح وجود الأم غير ضروري لتوفير الحوافز للطفل بل لأداء وظائف مختلفة. ومهما يكن من أمر فإن دور الأمِّ يبقى مهماً في توفير التعليم لطفلها وتمكينه من ممارسة الأنشطة الثقافية والاجتماعية كافَّة .

مقالات متعلقة