الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 17:02

وماذا عن أكلة لحوم الناس؟ /بقلم: الشيخ محمد نضال محاميد

كل العرب
نُشر: 23/04/12 15:12,  حُتلن: 08:32

انتقلت إحدى العائلات إلى بيت جديد، وكانت من عادة الوالدين أن يجلسا عند كل إشراقة شمس قرب نافذة كبيرة تطل على ساحة بيت مجاور، وفي مطلع كل صباح كانت ربة المنزل تخاطب زوجها ساخرة من غسيل جارتها القذر كما وصفته، مرارا وتكرارا حتى استيقظ الزوج باكرا وقام بتنظيف زجاج النافذة النتنة، وإلا بهذه الزوجة النمامة تصيح بإعجاب: "غسيل جارتنا بات نظيفا".
هذا هو حال آكلة لحوم البشر يغتابون الناس ويحدثون عن عيوبهم وعيوب الدنيا وما فيها مجتمعة فيهم كفاهم إنهم آكلة لحوم الناس، أيها المسلم احذر من الوقوع في مغبة الغيبة والنميمة والسخرية من الناس وازدرائهم، فالغيبة والنميمة هي تمرد وقح على شرع الله جل في علاه، حيث أنه عز وجل نهانا عن اقتراف هذا الذنب وبكلمات لا تحتمل التأويل والتفسير لأكثر من وجه فقال تعالى بسورة الحجرات: ("ولا يغتب بعضكم بعضا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه").
ويروي أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لما عرج بي، مررت بقوم لهم أظافر من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فسألت جبريل: من هؤلاء يا جبريل؟، فأجابه جبريل قائلا: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم" (رواه مسلم)، نعم هذا هو اللسان الذي قال فيه الشاعر:
يموت الفتى من عثرة بلسانه وليس يموت المرء من عثرة الرجل
وورد عنه صلى الله عليه وسلم بصحيح البخاري: "إذا أصبح أبن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: أتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا"(رواه الترمذي).
يا ناس اتقوا الله في ألسنكم، واستبشروا خيرا فمن أتقى الله وحفظ لسانه وفرجه وجبت له الجنة، ولا تكونوا من القانطين اليائسين من رحمة الله عز وجل، فتوبوا لله، فإن الله يغفر الذنوب جميعا، فأعتقوا أنفسكم من الغيبة والنميمة وسيروا بأمان على خطى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون الملتقى بإذن الله تعالى في جنات عرضها السموات والأرض فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
 

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة