استضافت شبيبة الكوادر وجمعية بيت الصداقة في طمرة فيلم "شو قصتك" إخراج جمال خلايلة وبولينا كاربوني

عرين عابدي مركزّة المشروع الثقافي:

الحضور والاقبال على النشاطات في كل أنحاء البلاد كان مثيرا مما يدل على مدى تعطش شعبنا للنشاطات الثقافية والمسرحية والفنية

اذا ربيّنا الأجيال الصاعدة على الثقافة الفلسطينية المحلية وعوّدناهم على المشاركة في النشاطات الثقافية والفنية بالتالي نحن نبعدهم عن التوجه للعنف والسموم وشتى الآفات الاجتماعية

الثقافة هي خير بديل للعنف هذا الأمر يشجعنا على المواصلة والعمل لإحياء حياتنا الثقافية في الداخل مع التشديد على الانتاج المحلي والتشبيك بين النقب والجليل فيشاهد ابن الناصرة نتاج ابن راهط مثلا

أحيى مركز مساواة بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية ولجنة رؤساء المجالس المحلية العربية ولجنة متابعة قضايا التعليم العربي ولأول مرة "آذار الثقافة"، هذا الشهر الذي انطلق من ذكرى ميلاد محمود درويش في 13 آذار، بحفل افتتاح "حديقة البروة" – صرح ومتحف محمود درويش في رام الله، مرورا بعشرات النشاطات الثقافية في مجالات الأدب والفكر والمسرح والموسيقى والسينما والتراث من أعالي الجليل وحتى النقب، ليختتم بذكرى يوم الأرض الخالد في 30 آذار، و"ليكوّن بذلك ربيعا ثقافيا وحضاريا يغني حياتنا ويجملها ويكشف عن قدرات شعبنا الإبداعية ورغبته الصادقة في أن يحلق عطاؤه الراقي في فضاءات الثقافة الثلاثة: الفلسطيني والعربي والكوني" كما ورد في الكتيّب الخاص الذي أصدره مركز مساواة بهذه المناسبة والذي يغطي فعاليات "آذار الثقافة".

وكان هذا الشهر جزءا من مشروع "الثقافة الفلسطينية – حقوق وفضاءات" في مركز مساواة الهادف لإحداث نهضة ثقافية وإبداعية تعيد الى الثقافة موقعها في المركز لا على هامش السياسي الاجتماعي.

أمسية فنية
وانطلق "آذار الثقافة" في ذكرى ميلاد محمود درويش في رام الله كما أشرنا، ليتواصل بتكريم مجموعة نساء فلسطينيات "النساء المتفائلات" اللاتي يتطوّعن في مركز الكرمل بحيفا بمناسبة يوم المرأة العالمي وعيد الأم، وكذلك استضافت شبيبة الكوادر وجمعية بيت الصداقة في طمرة فيلم "شو قصتك" إخراج جمال خلايلة وبولينا كاربوني، ثم ننتقل الى يافة الناصرة لنشاهد فيلم "صُفير" لفراس خوري مع جمعية تغيير. وشمل شهر الثقافة بالإضافة الى أمسيات شتى أيضا يوما دراسيا بعنوان "مبدعون من بلدي.. فكرة، حكاية وفيلم" في مركز محمود درويش في الناصرة، بمشاركة طلاب قسم الإعلام والسينما في عدد من المدارس العربية، ليعرض في اليوم التالي فيلم "تاكسي المدينة – القدس" من إخراج بلال يوسف. كما تألق ابن مدينة نابلس الفنان جميل السايح في الأمسية الفنية التي استضافها مركز محمود درويش في الناصرة بالتعاون مع مؤسسة توفيق زيّاد ومركز مساواة. عدا عن ذلك حلّت مسرحية "حرية" التي تحاكي الأجيال الصاعدة لتطلعهم على تاريخ شعبنا، ضيفة على المركز الجماهيري في راهط. وفي الناصرة افتتح معرض فني مميز بعنوان "حوار تشكيلي"، برعاية مركز محمود درويش الثقافي، جمعية عنات للثقافة والفنون وايضا ملتقى الفنانين الوان (مجدل شمس). هذا إضافة الى عشرات الفعاليات التي بادرت اليها ونظمتها المؤسسات والجمعيات الثقافية العربية من الجليل وحتى النقب.

جائزة السعفة الذهبية
وتواصلت الفعاليات الثقافية بعرض مسرحية "سحماتا" في المركز الجماهيري في كفر قرع، ويليها عرض فيلم "الزمن الباقي" للمخرج ايليا سليمان الحائز على العديد من الجوائز العالمية، والذي رشح لجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، في مركز محمود درويش الثقافي في الناصرة. وفي يافا وعلى شرف ذكرى يوم الأرض افتتح في مسرح السرايا وبالتعاون مع تحالف نساء لأجل السلام، معرض صور من يوم الأرض لذكرى الرئيس الأول للجنة الدفاع عن الأراضي للجماهير العربية القس شحادة شحادة، من إعداد شادي خليلية وطال بن تسفي وشمل مجسما لتمثال يوم الأرض الذي صممه وأقامه الفنانان عبد عابدي وجرشون كنيسبل. وكذلك ضمن فعاليات يوم الأرض الخالد وبالتعاون مع جمعية تشرين للثقافة، افتتح معرض الصور لذكرى يوم الأرض في نادي عثمان أبو راس – الطيبة، وشمل البرنامج أمسية تخللتها مداخلات وفقرات فنية تحت عنوان "الانسان، الأرض والحرية". واختتم شهر الثقافة الفلسطينية بعرض مسرحية "قمر على باب الشام" من انتاج مسرح الميدان وفي قاعة المسرح في الذكرى الـ36 ليوم الأرض الخالد.

المشاركة في النشاطات الثقافية والفنية
من جهتها لخصّت عرين عابدي – مركزّة المشروع الثقافي نشاطات هذا الشهر بالقول: "الحضور والاقبال على النشاطات في كل أنحاء البلاد كان مثيرا، مما يدل على مدى تعطش شعبنا للنشاطات الثقافية والمسرحية والفنية، فبحسب رؤية "مساواة"، اذا ربيّنا الأجيال الصاعدة على الثقافة الفلسطينية المحلية وعوّدناهم على المشاركة في النشاطات الثقافية والفنية، بالتالي نحن نبعدهم عن التوجه للعنف والسموم وشتى الآفات الاجتماعية، فالثقافة هي خير بديل للعنف. هذا الأمر يشجعنا على المواصلة والعمل لإحياء حياتنا الثقافية في الداخل مع التشديد على الانتاج المحلي والتشبيك بين النقب والجليل، فيشاهد ابن الناصرة نتاج ابن راهط مثلا، وتشاهد ابنة كسيفة انتاجات من حيفا وكفر قرع، ونأمل أن يكون العام المقبل زاخرا بالنشاطات الثقافية المفيدة".