الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 08:02

دولة الكتاب تخاف الكتاب/ بقلم: زياد شليوط

كل العرب
نُشر: 19/04/12 21:40,  حُتلن: 07:32

زياد شليوط في مقاله:

هذه السياسة الليبرمانية تتفق وتتماشى مع أسس ومبادئ المملكة الليكودية والتي يمثلها عدد من الأباطرة من نتنياهو الى ليفنات الى كاتس إلى غدعون ساعر

الشاب الوسيم المتوقد حماسا والذي وصل سريعا الى منصب وزير المعارف وظن الكثيرون أنه سيأتي بما لم تفعله الأوائل من قبله يغرق في الأيديولوجية الصهيونية الليكودية

أقدمت وزارة المعارف الاسرائيلية على الغاء كتاب مدنيات وبطلان استعماله في المدارس من منطلقات سياسية وحزبية ضيقة، باتت تسيطر على الدولة الاسرائيلية منذ اعتلاء اليمين العنصري والمتزمت سدة الحكم، وسيطرة حزب ليبرمان الفاشي على مقدرات الأمور في هذه الدولة التي خططوا لها أن تكون "واحة الديمقراطية" في الشرق ولأن تكون "منارة" ثقافية وعلمية وأن تكون دولة "متطورة" في هذا الشرق البائس، لكن جاء ليبرمان وجحافله الفاشية لتقضي على تلك الأحلام والرؤى والأفكار ولتظهر اسرائيل في حالتها الطبيعية، دولة عنصرية محتلة جاهلة.

مرسوم ليبرماني
ومن يمكن له أن يعلن الغاء الكتاب، سوى نائب من نواب "دولة" ليبرمان ورئيس لجنة المعارف في الكنيست الاسرائيلي، أليكس ميلر (فأنعم وأبشر بطول عمر يا ميلر)! ولكي يثبت أنه الآمر الناهي بصفته من أتباع الحاكم المطلق أعلن في مرسوم ليبرماني " المسؤول عن الأخطاء في كتاب التعليم عليه أن يدفع الثمن." هذا هو منطقه وهذا هو علمه ولا نطلب منه أكثر مما يعرف. فما هو الخطأ يا ترى، وما هو الاثم الذي ارتكبه مؤلفو الكتاب التعليمي؟ كل ذنبهم أنهم قالوا عن الهجرة الروسية (ولا ننسى أن ليبرمان ومملكته الحزبية من أشلاء تلك الهجرة) أن جوهرها علمانية وليست صهيونية، وأن دوافع الهجرة الى اسرائيل كانت اقتصادية. وهذه ضربة لكل الدعاية الصهيونية ودمار لحزب ليبرمان فهل يسكت عن ذلك؟ ويكتب المؤلفون عن الانقسام الداخلي الاسرائيلي أن أساسه يعود في اقامة دولة اسرائيل عام 1948 التي أدت الى خروج 80% من عرب البلاد إما طوعا أو إكراها. أليس هذا نسفا من قبل المؤلفين لكل النظريات الصهيونية التي نشأت وترعرعت عليها أجيال وأجيال مشبعة بالصهيونية؟

الأيديولوجية الصهيونية الليكودية
وهذه السياسة الليبرمانية تتفق وتتماشى مع أسس ومبادئ المملكة الليكودية، والتي يمثلها عدد من الأباطرة من نتنياهو الى ليفنات الى كاتس إلى غدعون ساعر. نعم هذا الشاب الوسيم المتوقد حماسا والذي وصل سريعا الى منصب وزير المعارف، وظن الكثيرون أنه سيأتي بما لم تفعله الأوائل من قبله، وإذ به غارق في الأيديولوجية الصهيونية الليكودية، والتي يعز عليه أن يرى الأيديولوجية الليبرمانية تنافسه بل وتتفوق عليه، مما يضرب احتمالاته في الوصول الى رئاسة المملكة الليكودية، فاصدر مرسوما قبل أسابيع بضرورة زيارة طلاب الثانويات اليهود لمدينة الخليل (حبرون) بلد الآباء والأجداد والتراث اليهودي، وأيده في ذلك رئيس منظمة المعلمين ران إيرز والذي هاجم المعلمين الذين تجرأوا على التوقيع على عريضة تطالب بالتراجع عن زيارة الخليل العربية الفلسطينية تحت ذلك البرنامج الصهيوني الاستفزازي بامتياز. ولهذا أصابت الدكتورة ريكي تسلر، رئيسة الطاقم الأكاديمي للمدنيات في الجامعة العبرية، حين قالت معلقة على البحث حول الكتاب في لجنة المعارف البرلمانية " لايهمهم الكتاب، انما تعزيز الخط القومي الذي يمر عبر ممثلي اسرائيل بيتنا والليكود." أي بلغتنا عبر رموز الدولة الائتلافية الليبرمانية- الليكودية ساعر وليبرمان.

نهج الدولة الليبرمانية
وكي لا يظن أحد أن هذا الاجراء يتيم ووحيد وليس نهجا في الدولة الليبرمانية، نذكر أنه في قبل عامين قرر وزير المعارف ساعر بجمع كل نسخ كتاب عن تاريخ الشرق الأوسط لمؤلفه الدكتورة تسفرير غولدبرغ من السوق ومنع التعليم فيه في المدارس. وقبله وفي عام 2001 قامت وزيرة المعارف آنذاك ليفنات (زميلة ساعر) بالغاء كتاب تاريخ أيضا لمعده داني يعكوفي، وبالتنسيق مع رئيس لجنة المعارف آنذاك زفولون أورليف، وسجلت في حينه الدولة الليكودية- المفدالية نصرا على "التزوير" في تاريخ الصهيونية.
وآخر من ألغي له كتاب في المدنيات أيضا، هو البروفيسور ايال نافيه الذي علق ربما يائسا " لا يمكن أن يتم أمر كهذا في دولة ديمقراطية." لكنه تم يا بروفيسور تم، لقد ألغوا لك كتابا وها هم يلغون آخر، فماذا تريد أكثر؟ عفوك بروفيسور لم أفهم قصدك جيدا فقد قلت "دولة ديمقراطية" ومعك حق نعم في دولة ديمقراطية لا يمكن أن يحدث مثل هذا، لكن في دولة "ليبرمانية" فكل شيء معقول. فهل ستتبجحون علينا بعد بأنكم شعب الكتاب؟!
(شفاعمرو)

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة