الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 08:01

مطبَّات الثورة والانتخابات المصرية/ بقلم: د.شكري الهزَّيل

كل العرب
نُشر: 14/04/12 11:37,  حُتلن: 14:54

د.شكري الهزَّيل في مقاله:

ما جرى منذ ذلك الحين وتحديدا بعد سيطرة العسكر على مقاليد الحكم في مصر والتلكؤ في محاكمة رموز النظام القى بظلال قاتمة على مسار الثورة

الثورة المصرية واهدافها لم تتحقق حتى يومنا هذا وكأن مصر سارت على سكة مطبات وتغيير المسارات والاتجاهات حتى سلك قطار الثورة عدة مسالك

نظام مبارك همَّش دور مصر العظيمة ليجعلها مجرد ملحق تابع لامريكا ومجرد دكان يرتزق منها الفاسدين من حاشية مبارك وتجار الوطن والكرامة الوطنية المصرية

ما جرى في حقبة مبارك هو أن مصر الدولة العربية الرائدة قد ذُبحت وسُلخت وجُزرَّت وطنيا واقتصاديا واجتماعيا وعربيا وصارت مثالا لا يقتدى به بعد أن كانت أم الدنيا وأم العرب

نعم اللي استحوا ماتوا في مصر وبدلا من محاكمة النظام المباركي ورموزه على جرائمه بحق الشعب المصري يعطونهم مكافأة شرف المشاركة في انتخابات ما بعد الثورة المصرية

قبل اكثر من عام عاد صوت شعب مصر العربية ليصدح عاليا في العالم العربي وفي انحاء كل العالم وعاد نشيد بلادي بلادي الى كل بيت وكل حارة وكل شارع في مصر و العالم العربي وفرح من فرح وبكى من بكى فرحة على سقوط الطاغية حسني مبارك ومنذ ذلك الحين شاهدنا وعرفنا وتعرفنا على ميدان التحرير ومظاهرات المليونيات وجمعَّات الرحيل والغضب الذي شارك فيها الشعب المصري من القاهرة ومرورا بالاسكندرية والسويس وحتى العريش وامتدت الثورة الى كل مدينة وقرية في مصر حتى تم الاعلان عن تنحي الطاغية وانتقاله الى شرم الشيخ في 11 فبراير 2011، حيث خرجت الجماهير المصرية في مليونيات مهيبه تحتفل برحيل الطاغية وببزوغ فجرجديد يعلن انتهاء مرحلة مبارك وبداية مرحلة ما بعد مبارك، لكن ما جرى منذ ذلك الحين وتحديدا بعد سيطرة العسكر على مقاليد الحكم في مصر والتلكؤ في محاكمة رموز النظام القى بظلال قاتمة على مسار الثورة المصرية واهدافها التي لم تتحقق حتى يومنا هذا وكأن مصر سارت على سكة مطبات وتغيير المسارات والاتجاهات حتى سلك قطار الثورة عدة مسالك وسار في طرق التفافية وجانبية حتى وصل الى طريق مسدود..عسكر وبس..وقرارات طنطاوية استغلت ثقة الشعب المصري بالجيش الوطني المصري الذي يكن له المصريون والعرب احتراما خاص وبالتالي ما جرى منذ تنحي مبارك هو أن خليفته العسكري المشير طنطاوي ظل وفيا للنظام ورموز النظام وحاول ونجح الى حد بعيد في تحجيم الثورة ومطالب الشعب بضرورة خلع النظام المباركي من جذوره واقصاء رموزه من كل مفاصل ودوائر القرار في الدولة المصرية لا بل تقديم كل هؤلاء الى المحاكمة على ما إقترفوه من جرائم بحق الشعب المصري وهي ليست جرائم سياسية وجسدية فقط لا بل جرائم اقتصادية وانسانية واجتماعية ووطنية واشكال اخرى من الجرائم ارتكبت على مدى عقود بحق وجود وكرامة الشعب المصري الذي عانى الامَّرين من نظام مبارك الذي همَّش دور مصر العظيمة ليجعلها مجرد ملحق تابع لامريكا ومجرد دكان يرتزق منها الفاسدين من حاشية مبارك وتجار الوطن والكرامة الوطنية المصرية...

تجزير وتدمير
ما جرى في حقبة مبارك هو أن مصر الدولة العربية الرائدة قد ذُبحت وسُلخت وجُزرَّت وطنيا واقتصاديا واجتماعيا وعربيا وصارت مثالا لا يقتدى به بعد أن كانت أم الدنيا وأم العرب من المحيط الى الخليج الى حد ان تصبح مصر اقل شأنا من دولة قبيله في الخليج العربي وما قام به نظام مبارك هو تجزير وتدمير مبرمج لكل مقومات اكبر دولة عربية الى حد ان الطاغية كاد أن يلغي دور القاهرة العاصمه ويستبدله بمقره في وكر شرم الشيخ!!
من هنا وبالرغم من تقديرنا الكبير للثورة المصرية العظيمة التي اذلت الطاغية وحاشيته، الا اننا نقف اليوم امام حالة مصرية ضبابية تبدو بوضوح بانها حاله كانت تسير على مسار مبرمج ملئ بالمطبات المتعمدة والهادفة الى حرف الثورة المصرية عن مسارها والالتفاف الواضح على مطالب الشعب المصري وعلى رأسها خلع النظام بكل رموزه التي حكمت مصر حتى ثورة 25 يناير2011...مصر ما قبل الثورة ومصر ما بعد الثورة والحقيقة المرة أن مصر الثورة والشعب المصري المقدام اسقط رأس النظام، لكنه لم يكمل المهمة ولم يبقَ في الميدان ليحافظ على ثورته ويحمي اهدافها النبيله من عبثية العسكر وانتهازية الحركات والاحزاب التي استعجلت قطاف ثمار الثورة قبل أن تنضج لا بل انها قطفت ثمر عجر وغير ناضج لتستكين لوعود العسكر وطنطاوي بالحفاظ على الثورة ومنجزاتها وكأن هذ ا الطنطاوي امين امناء االثورة المصرية وليست رجل النظام الاول والاخير وهو الذي شكل مع عمر سليمان والعادلي وغيرهم اهم ركائز نظام مبارك لابل ان طنطاوي ومشتقاته قد واكبوا عملية ذبح مصر داخليا وخارجيا منذ زمن عمرو موسى كوزير خارجيه وحتى أبوالغيط اشنع وابشع رموز الخنوع التي شكَّلت واجهة النظام في الخارج وسوقته عالميا كحافظ للامن الاقليمي والعالمي وهو النظام الذي فرط بأمن مصر القومي الى حد ان يرضى ببقاء شروط اتفاقية كامب ديفيد وبقاء سيناء عمليا وفعليا خارج السياده المصرية الكامله وهو النظام نفسه الذي فرط بحصة مصر من مياه النيل وهدد امنها القومي والمائي ودمر صناعات مصر ومن بينها الحربية والعسكرية مقابل منحه مساعدات امريكيه وهو النظام الذي تاجر بمصر ارضا وشعبا وبرا وبحرا وجعلها تابعة وخانعة للشروط الامريكية والاسرائيلية وذلك بالرغم من أن مصر كانت وما زالت تصدر الكفاءات العلمية والمهنية.. فائض من الكفاءات المصرية جعلها نظام مبارك خارج حساباته ومنعها من النهوض بمصر ومن المساهمة في تطورها وازدهارها وهو النظام الذي دمر العالم العربي ودمر مكانة مصر وجعلها مجرد جسر تعبر عبره ومن فوقه جحافل قوات الغزو الى العراق والى فلسطين ولبنان والى كل مكان في العالم العربي..

النظام المباركي الفاسد والانبطاحي
هذا النظام المباركي الفاسد والانبطاحي كان قائما بوجود المشير طنطاوي وتقلده اعلى منصب عسكري في الجيش المصري وهو المشير الذي مارس نظرية اجهاظ الثورة من خلال امتصاص الغضب الجماهيري وتبريد الوضع وأبطاء زخم الثورة وتدمير قوة دفعها ومحركاتها واطفاء شعلتها ووهجهها خطوة خطوة حتى خبوت وانطفأت وانقسمت ايضا بسبب مسلكيه الاخوانجيه المتعجلين بالانقضاض على السلطه ومُصرِين على قطاف الثمر الثوري العجر قبل أن ينضج وقبل أن ينظم الشباب الثوري المصري صفوفه ويعزز صموده في الميادين كحارس للثورة.. التاريخ يا سيداتي سادتي يعيد نفسه والاحداث تتشابه وفقط للتذكير واثناء انتفاضة الحجارة الفلسطينية 1987التي انهكت الاحتلال الاسرائيلي عجلَّت منظمة التحرير بعقد اتفلقية اوسلو 1993وقطاف ثمار الانتفاضة قبل أن تنضج خوفا من سيطرة حركة حماس على الاراضي الفلسطينية وكانت وما زالت الكارثة قائمه منذ اوسلو وحتى يومنا هذا.. بقاء الاحتلال واستفحاله...ماجرى في مصر أن حركة الاخوان استعجلت قطاف ثمار ثورة 25 يناير خوفا من منافسة الشباب والشعب لها وذهبت الى الانتخابات البرلمانية لتفوز حتما في ظل غياب التنظيم في صفوف الحركة الثورية المصرية اليافعة... النظام اليوم ومعارضته القديمة الجديدة يتنافس على كرسي الرئاسة.. تكتيك المشير بشق صفوف الثورة وفض مليونيات ميدان التحرير كان اخطر مطبات سكة الثورة المصرية وهذا المطب شارك فيه المشير وقيادات الاخوان والمشير طنطاوي ماهو الا الوجه الاخر لنظام حسني مبارك ومن شاهد وقاحة عمر سليمان وتحديه مشاعر الشعب المصري وترشحه للرئاسه يدرك ان نظام مبارك لم يُخلع بعد والثورة خلخلته فقط ولم تخلعه خلعة ضرس لابل ما زالت ضروس واسنان هذا النظام تنهش في لحم وشحم وكرامة الشعب المصري.. المشير طنطاوي يحكم واللواء سليمان يترشح للرئاسه وهو أحد أبرز وأسوأ رموز عهد مبارك الانبطاحي والمخابراتي اللذي ارهب الشعب المصري على مدى عقود من الزمن..وقاحة من العيار الثقيل أن يترشح حسني مبارك ممثلا بعمر سليمان للرئاسة المصرية وهذا ما يعني أن كل الثورة المصرية بعظمتها وزخمها وتضحياتها كانت مجرد اعتراض لا قيمه له على وجود حسني مبارك وظله عمر سليمان...ترشيح عمرسليمان ليس تحدي للشعب المصري فقط لا بل أن حالة فوزه ستكون الكارثة وبمثابة الفتيل لحريق هائل سيشعل مصر وعملية اطفاءه ستستغرق وقتا بعد ان يحصد الكثير من اليابس والاخضر...؟!

الثورة والشعب
لو كان المشير طنطاوي حريصا على الثورة والشعب لحال دون ترشح اللواء عمر سليمان، لكن واضح أن المشير متواطئ مع سليمان ونظام حسني مبارك.. واذا كان الامر والترشيح مسموحا لعمر سليمان فما المانع من أن يترشح مبارك نفسه وعلاء وجمال وسوزان مبارك والعادلي وابوالغيط وشفيق وكامل فريق النظام المجرم بما فيهم الحرباه المتقلبه والبهلوان عمرو موسى الذي شغل منصب وزير خارجية نظام مبارك في تسعينات القرن الماضي ووافق على غزو العراق واحتلاله فيما بعد كأمين عام لما يسمى بالجامعة العربية.. نعم اللي استحوا ماتوا في مصر..بدلا من محاكمة النظام المباركي ورموزه على جرائمه بحق الشعب المصري يعطونهم مكافأة شرف المشاركة في انتخابات ما بعد الثورة المصرية التي اطاحت بالطاغية مبارك..هذا مطب خطير وخطير للغاية والذي سمح بهذا هو تواطؤ طنطاوي وشق الاخوان للثورة قبل أن تنجز مهامها وعلى رأسها كنس نظام مبارك وكل رموزه بما فيهم عمرو موسى وعمر سليمان وشفيق الخ من اعضاء العصابة الفاسدة.. شيء لا يعقل هذا ولن يتقبله العقل المصري: بالامس القريب احتفلت الملايين بتنحي مبارك وظله واليوم يعود الظل ليترشح لخلافة مبارك..مفارقة ثقيلة وسمجة من العيار الثقيل هذه التي تجسدت في ترشح عمر سليمان لمنصب رئيس مصر القادم.. كلنا يذكر حين اعلن حسني مبارك عن تفويض صلاحياته الى عمر سليمان كيف كانت ردة فعل الشعب المصري وهتافات ميدان التحرير"يا سليمان يا سليمان، مش عايزينك أنت كمان " ورافق هذه الهتافات رفع ملايين الاحذيه احتجاجا على وجود مبارك وسليمان..يبدو أن اللواء والمشير واركان النظام يراهنون على قصر وضعف ذاكرة الشعب المصري...وَّال وال.. ول الى هذا الحد..عيب.. الحديث يدور عن الأمس القريب.. مدة عام من الزمن وليست قرن ولا عقد حتى...حرامي يخرج من الباب ويعود من الشباك بثياب قديس..شاهد ما شفشي حاجه وحرامي ما سرقشي حاجه؟!!

تجار وسماسرة
قد لا افلح في هذا الوصف مئه بالمئه ولكن يبدو لي ان الكثير من المرشحين للرئاسه المصرية هم عباره عن تجار وسماسرة كلام وسياسه من التاجر الشاطر ومرورا ب الحرباه عمرو موسى وحتى اللواء العجوز عمر سليمان الذي يراهن على قصر وضعف ذاكرة الشعب.. لا ادري اذا كان من بين كل هؤلاء من هو مؤهل لرئاسة مصر ما بعد الثورة ونخشى ما نخشاه أن تصبح مصر نفسها سلعه معمره في ايادي غير معمره وغير مؤهلة .. لا ندري وندري اذا كان موسم الحج الى واشنطن قد بدأ بالفعل ونظن جازمين انه قد بدأ وصك المباركة الامريكية موجود في جيوب مرشحين كثر مع الاخذ بالحسبان ان اسرائيل وبنيامين بن اليعزر قاتل الاسرى المصريين كان اول المهنأين والمباركين لترشيح عمر سليمان..صديق حميم والصديق عند الضيق وبن اليعزر كان ضيف حسني مبارك الدائم في شرم الشيخ رغم تورطه في جريمة حرب وقتله بدم بارد عشرات من الاسرى المصريين في حرب عام 1967 ،والمفروض أن تحاكم الدولة المصرية حسني مبارك وعمر سليمان بسبب صداقتهم الحميمه ببن اليعزر وصمتهم على جرائمه!....بالمقلوب: مصر تسمح لسليمان بالترشح للرئاسه واول المهنأين له بن اليعزر!؟..صدق..هذا حدث في مصر مابعد الثورة!!
نعم في مصر ما بعد الثورة اغلبية المرشحين للرئاسه المصرية هم من رموز نظام مبارك ومن حركة الاخوان المسلمين بالانتساب او بالخلفيه الدينية والسياسية والاكثر والاوفر حظا في الاستطلاعات والتوقعات هم: عمر سليمان، عمرو موسى، خيرت الشاطر، وعبد المنعم أبو الفتوح وتبقى اشكالية جنسية والدة حازم ابوسماعيل حتى الان عائقا امام ترشيحه ولربما اخراجه بالكامل من المنافسه على الرئاسة، ولكن الحقيقه الصادم’ أن ثلاثة رموز بارزه من نظام مبارك تسعى الى اعادة صياغة النظام وتأهيله من جديد من خلال الترشيح وامكانية الفوز بكرسي الرئاسه وهم عمر سليمان رئيس المخابرات واحمد شفيق قائد سلاح الجو وعمرو موسى وزير الخارجيه الاسبق وجميعهم ينتسبون لجمهورية النظام الدكتاتوري والفاسد التي ارادت الثورة اسقاطه نهائيا وانشاء جمهوريه ونظام مصري جديد مبني على العداله والحريه واحترام خيارات الشعب المصري لكن ما هو واضح أن ثورة 25 يناير لم تفلح في وضع الاساس للتغيير والتجديد وهذا واحد من ابرز مطبات الثورة المصرية التي تم قطاف ثمارها وهي عَّجره ولم تنضج بعد والسبب هو ليس العسكر والنظام السابق فقط لابل ان لحركة الاخوان المسلمين دورا كبيرا وسيئا في شق صفوف الثورة والاستعجال في قطاف الثمار قبل أن تنضج وذلك على حساب ثورة الشعب ومنجزاته ونحن على يقين لو استمرت الثورة المصرية في التواجد في الميادين لما تشكلت بوادر الثورة المضاده ولا تجرأ عمر سليمان وعمرو موسى على الترشح لرئاسة جمهورية ما بعد الثورة..شق صفوف الثورة وهبوط وهجها وضعف زخمها منح المشير طنطاوي وضع مريح وحتى نجاح الاخوان في الانتخابات البرلمانية وحصولهم على اكثرية المقاعد لم يؤثر على هذا الوضع وبالتالي ماجرى ويجري في مصر أن الشعب صنع الثورة المصرية المجيدة وسطر المليونيات في تاريخ الثورات المعاصرة، لكن المشاركين في الثورة لم يكونوا على قلب واحد واهداف مشتركة.. الشعب اراد التغيير الجذري وكنس النظام الفاسد والاخوان ارادوا السلطه قبل ان ينضج ثمار الثورة.. الثمر العجر والحصاد المر... الاخوان لم يتعلموا ولم يراجعوا على ما يبدو مسلكية الحركة ولم يستنتجوا النتائج منذ العهد الملكي ومرورا بثورة يوليو وحكم عبد الناصر وفيما بعد السادات وحتى مبارك..استراتيجية أو معادلة الصدام والتعايش مع النظام لم تتغير ويبدو أن عقدة الاجتثاث والملاحقه هي التي تطارد حركة الاخوان وهي الذي اثرت في قرارات قطاف الثمار العجرة وترشيح الشاطر خوفا من فقدان المكانه في البرلمان والدولة في أن واحد وخاصة اذا اخذنا بالحسبان ان الرئيس[المصري] بامكانه حل البرلمان وابعاد الاخوان في المستقبل.. الاخوان ابعدوا ذاتهم عن مسار الثورة والتفوا عليها ولكن معضلتهم المزمنه مع نظام الحكم الجمهوري في مصر لم تُحل بعد ولم تُحل في المستقبل القريب.. وايا كانت الخلفية السياسية الايديولوجية للرئيس المصري القادم فلن يكون الامر سهلا بالنسبه للاخوان والجاري الآن في مجرى الانتخابات الرئاسية المصرية هو أن رموز النظام السابق والعسكر وبدعم من الرجعيه العربية والامبريالية الغربية ستحاول محاولة مستميته باقصاء الاخوان عن كرسي الرئاسة...معضلة الحكم الجمهوري مع الاخوان ستستمر!!

خروج الاخوان المبكر
خلاصة القول إن ما جرى خلال الثورة المصرية وبعدها أمْران يستحقان التأكيد عليهام وهُما: اولا : خروج الاخوان المبكر من صفوف الثورة لتحقيق مكاسب سياسية سريعة وآنية بما يعني قطاف الثمر العجر وغير الناضج وضرب مسار الثورة قبل تحقيق كامل اهدافها مما اتاح للعسكر وفلول النظام إعادة خلط الاوراق وتنظيم الصفوف الى حد ما وثانيا وبناءا على نتائج العنصر الاول جاءت ترشيحات فلول النظام لانتخابات الرئاسة ما بعد الثورة أو بالأحرى بعد طعن الثورة وضرب مسارها وتشتيت قوة دفعها الشعبية والجماهيرية وما ترشيح رموز النظام السابق ومحاولتهم الاستمرار في المحافظة على نظام جمهورية الموز والخوف والرعب في زمن مبارك الا دليلا قاطعا على وجود عثرات كبرى امام تأسيس جمهوريه مصريه جديده تعبر عن روح الثورة ومطالب الشعب في حقبة ما بعد مبارك... المؤسف والمحزن أن الشعب المصري قد قدم مثالا عظيما لثورة عظيمه لكن الثمر ما زال عجر بشكل عام ولم ينضج بعد والاهم من هذا وذاك أن مصر العظيمة بكل كفاءاتها البشرية لم تفلح بترشيح شخصيه وطنية لكرسي الرئاسة تقود المرحلة القادمة وما هو موجود الآن من مرشحين لا يعبرون عن روح الثورة ومطالب الشعب.. نتمنى لمصر أن تنتقل الى المرحلة القادمة دون وجود أي رمز من رموز مبارك ونظامه الفاسد.. لكن في ظل الواقع الجاري الامور والمفاجآت مفتوحة الآن على مصراعيها وانتخاب احد رموز نظام مبارك لكرسي الرئاسة سيكون بمثابة الكارثة الوطنية وبمثابة عود الثقاب الذي سيشعل الحريق.. الشعب اراد ويريد اسقاط النظام ولن يرضى بعودته واعادة صياغته...الديموقراطيه تعني امورا كثيرة ولكنها لا تعطي الحق لفاسد بالترشح داخل منظومتها..حبذا لو يحُول البرلمان او الشعب اوالقضاء المصري دون استمرارعمرسليمان وعمرو موسى ورجال مبارك في التنافس على كرسي الرئاسه...انقذوا مصر قبل فوات الاوان وانفجار الاحتقان..نظن جازمين أن شعب ثورة المليونيات لن يرضى بعودة نظام مبارك الى دفة الحكم.... الثمر العَّجر: مطبَّات الثورة والانتخابات المصرية!!

*كاتب وباحث فلسطيني

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة