الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 14:01

أحبائنا الصغار: تعالوا نقرأ سوا قصة قبل النوم

كل العرب
نُشر: 13/04/12 21:50,  حُتلن: 10:13

كنا أربعةً...
خرْجنا يومَ العطلةِ لقضاءِ بعضِ الوقتِ في البَرِّيَّةِ، فاخترْنا أحدَ المروجِ الخضرِ، قربَ الحقولِ.؟
تمتَّعْنا بمناظرِ الطبيعةِ الخلاَّبةِ. حيثُ الجمالُ والهدوءُ الذي يُزَيِّنُهُ صوتُ عصفورٍ مُغرِّدٍ، وصوتُ فلاَّحٍ يُغَنِّي،وصوتُ راعٍ ينادي أغنامَهُ، وحفيفُ أشجارٍ تداعبُها نسماتُ الهواءِ...
أعجبْتنا ألوانُ الفراشاتِ الزاهيةِ تحتَ أشعَّةِ الشمسِ، ترفرفُ بأجنحتها حولَ الأزهارِ...
شَعْرَنا بالسعادة..!...
نهضْنا نلعبُ...ركضْنا فوقَ العشبِ الطريِّ... تسابقْنا حتى أحسسنا بالتعبِ، فجلسنا نستريحُ، وقد تعالتْ أنفاسنا، والتمعتْ حُبَيْبَاتُ العرقِ على جباهنا...


صورة توضيحية

بعد فترةٍ قلتُ:
ـ جُعْنا...
نهضنا نجهِّزُ الطعامَ...
أنا جمعتُ الحطبَ...
سعيدٌ وضعَ الطعامَ في الصحونِ، وأحضرَ الخبزَ.
عمادٌ غسلَ الملاعقَ...
وأحمدُ أشعلَ النارَ، ووضعَ عليها إبريق الشايِّ...
أكلنا بنهمٍ حتى شبعنا... شربنا الشايَّ...

سمعْنا أصواتَ أغنامٍ... وأنغامَ مزمارٍ....
نهضْنا إلى الراعي ما عدا أحمدَ.
قَدَّمْنا إلى الراعي كأساً من الشايِّ...
سألناه عن الغنمِ، فأُعجبْنَا بحديثهِ. علمْنا منه أنَّ صوتَ الغنمِ يسمى (ثُغاءً) والذكَرُ (كبْشٌ) والأُنثى (نعجةٌ) والصغيرُ (خروفٌ) و(حَمَلٌ)، والذكرُ له قرنان، والأُنثى تَلِدُ، وتُنْتِجُ الحليبَ، وجِلْدُ الغنمِ يكسوه (صوفٌ) تُصنَعُ منه البسطُ والسجِّادُ والفرشُ، وتُنسَجُ منه الثيابُ التي نَلْبَسُها في الشتاءِ. أما الحليبُ فيُصنَعُ منه الجبنُ ويُستَخْرَجُ منه السمنُ...
أُعْجِبْنا كثيراً بما قالهُ الرَّاعي، ثم ودَّعناهُ شاكرين.
عُدْنا إلى مكاننا. شاهدْنا أحمدَ يُطْفِئُ النارَ... فأُعجبْتُ به، وقلتُ:
ـ أحسنتَ يا أحمدُ... إن شرارةً من النارِ قد تُشعِلُ حريقاً.
جلسنا نأكلُ الفاكهةَ.
تَلَوَّثَتْ يدُ سعيدٍ بعصيرِ البرتقالةِ...
غَسَلْنا أيدينا. لكنَّ سعيداً ظلَّ جالساً...
جاءتْ ذبابةٌ. حامتْ حولَ أصابِعهِ. ضربَها فهربَتْ. لكنَّها ما لبثتْ أن عادتْ تُحاولُ أن تحطَّ على يدهِ...
يضربُها فتطيرُ، وتهربُ، ثم تعودُ...
اتجهتْ أنظارُنا إليهِ... ضحكْنا ونحن نرى الذبابةَ، ونعجبُ من إلحاحها الشديدِ للوصولِ إلى أصابعِ سعيدٍ... فجأةً أمسكَ أحمدُ إبريقَ الماءِ، وصبَّهُ على يديِّ سعيد، فضحكنا جميعاً، ولم نشاهدِ الذبابةَ بعدَ ذلك.
حان موعدُ العودةِ، شاهدنا أحمدَ يجمعُ الفضلاتِ، ويَضَعُها في كيسٍ. يربُطُهُ ويحُكمُ إغلاقهُ.
حملْنا أمتعتَنا، وسِرْنا عائدين..
ما إنْ قطعْنا مسافةً قصيرةً حتى صِرنا قربَ منزلٍ ريفيٍّ...
سمعْنا أحمدَ يقولُ:
ـ انتظروني دقيقةً.
وركضَ عائداً إلى المكان الذي كُنَّا فيه، ثم شاهدْناه يعودُ راكضاً يحملُ كيسَ الفضلاتِ، ويضعهُ في حاويةِ القمامةِ...
تأمَّلْناهُ جميعاً... وقد كَبُرَ في عيوننا...

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة