الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 18:02

نريد سلاما اقتصاديا على الأقل يا نتنياهو/ بقلم: يوسف شداد

بقلم: يوسف شداد
نُشر: 13/04/12 10:56,  حُتلن: 14:09

أبرز ما جاء في المقال:

اينما تذهب يسألونك.."شو ..اديش اجت فاتورة الكهربا هذا الشهر"... الناس يعيشون حالة من الهستيريا

اذا استمرت حكومة اسرائيل في وضع يدها في جيوب الطبقات الوسطى والفقيرة وجباية الضرائب على حسابها فانها ستعيد الناس للركوب على الحمير والسهر على ضوء القنديل

على الأقل إذا لم يقتنع نتنياهو حتى الآن بضرورة تحقيق السلام مع الفلسطينيين بمبدأ دولتين لشعبين فليقتنع على الأقل بضرورة تحقيق السلام الاقتصادي للمواطنين

متطلبات الحياة في ازدياد والعائلات المستورة تحتاج ليس فقط للمأكل والمشرب والملبس انما للنقود لدفع فاتورة المياه والكهرباء التي تحولت الى هم ثقيل على الطبقات الوسطى في البلاد

الحكومة تتبع سياسة التخويف لإزاحة النظر عن الهموم الاقتصادية وتخير الناخب ما بين الأمن وتثبيته وبين تحسين الظروف الاقتصادية على حساب التسلح والأمن وميزانية الجيش

ليكن الله بعون رب المنزل والأم العاملة على مصاريف المدارس والأولاد والبيت وعلى تحمل تاريخ 1 الشهر و 15 الشهر يومان اصبحا هاجسا في حياة الطبقة الوسطى والفقيرة في بلاد تدعي أنها بلاد الرفاه الاجتماعي والعسل

في الفترة الأخيرة ومن خلال لقاءاتي بعدد من الأشخاص واستماعي الدائم لمحطات الاذاعة العربية والعبرية في البلاد، تكونت لدي صورة قاتمة عن حال العائلات المستورة التي تنتظر راتب الشهر لتأكل لقمة العيش. للتنويه فقط فإنني لم اكن اعتقد أن حال هذه العائلات جيد. اطلاقا.. إنما ذهلت من زيادة فقرهم ومعاناتهم واتساع دائرة همومهم من خلال استماعي الى شهادات حية وقراءتي لتقارير توثق الحال التعيس وحياة الذل التي تعيشها. بجملة واحدة. جبال من الهموم والأعباء.

متطلبات الحياة
إن متطلبات الحياة في اسرائيل في ازدياد وهذه الأسر تحتاج ليس فقط للمأكل والمشرب والملبس، انما للنقود لدفع فاتورة المياه وفاتورة الكهرباء التي تحولت الى هم ثقيل على الطبقات الوسطى في البلاد. فأينما تذهب يسألونك.."شو ..اديش اجت فاتورة الكهربا هذا الشهر". الناس يعيشون حالة من الهستيريا. وآخر يقول لك" اسرائيل رح ترجعنا نعيش على قنديل الزيت".. وثالث يقول لك" هاي وقاحة وسرقة في وضح النهار".

الويلات الاقتصادية
أما سعر الوقود فتحول الى واحد من الويلات الاقتصادية التي حلت علينا. "والحبل على الجرار"، بعد أن اصبح المواطن في اسرائيل يحسبها بالكيلو متر وبالأغورة والقادم اقتصاديا اسوأ. واذا استمرت حكومة اسرائيل في وضع يدها في جيوب الطبقات الوسطى والفقيرة فانها ستعيد الناس للركوب على الحمير والسهر على ضوء القنديل. لا يوجد تفسير آخر. الا وكيف تفسرون الغلاء الجنوني للاسعار وارتفاع تكاليف الحياة؟ ليكن الله بعون رب المنزل والأم العاملة على مصاريف المدارس والأولاد، وعلى تحمل تاريخ 1 الشهر و 15 الشهر، يومان اصبحا هاجسا في حياة الطبقة الوسطى والفقيرة في بلاد تدعي أنها بلاد الرفاه الاجتماعي والعسل. عن أي رفاه تتحدث حكومة اسرائيل الرأسمالية!! حكومة يتسحاق تشوفا ونوحي دانكنر وشيري اريسون واليعزر فيشمن وعيدان عوفر وليف لفايف والتي تلعب دور الجلاد وهات يا جلد بالطبقة الوسطى والفقيرة؟.

سحق الطبقات الفقيرة
إن اكثر من نصف أبناء مجتمعنا العربي في اسرائيل فقراء، فليس عجبا أن نكون اكثر الشرائح معاناة من حكومة نتنياهو الرأسمالية التي تسحق الطبقات الفقيرة سحقا وتزيد من قوة موجة الغلاء غير المسبوقة ومن عدم قدرة العائلات المستورة على توفير ابسط الاحتياجات الاساسية لغذائها كالخبز والبيض ما يعني استمرار الفجوة الكبيرة بين الفقراء والطبقات الغنية واتساعها.
نتنياهو يتواجد اليوم في قمة شعبيته حسب الاستطلاعات حتى مع انتخاب موفاز رئيسا لكاديما ومع دخول يائير لابيد الى الساحة السياسية، وفي الوقت ذاته فإنه لا يملك عصا سحرية للتغيير بين ليلة وضحاها وان امتلكها فلن يستعملها بسهولة لتحسين ظروف الحياة في البلاد.

الأمن والاستقرار!
إن نتنياهو يكسب ثقة الناخب الاسرائيلي عندما يخيره ما بين تثبيت حالة الأمن والاستقرار في البلاد وتحسين الوضع الاقتصادي على حساب التسلح والأمن وميزانية الجيش، وعند هذه النقطة يختار الناخب الاسرائيلي ما "يبيعه" له نتنياهو الذي ينتهج سياسة تخويف الشارع الاسرائيلي من الفلسطينيين وعملية السلام بالحديث عن عدم وجود شريك حقيقي للسلام، ودب الذعر به من خلال طرح امكانية سيطرة حماس في حال انتخابها بعد تحقيق المصالحة الفعلية بين فتح وحماس، وبالثرثرة الزائدة في الملف الايراني في كل صباح ومساء والخروج بعناوين غير مسؤولة تدب البلبلة في الشارع الاسرائيلي عندما تنقل أنباء على لسان مصادر في مكتبه بأن نتنياهو تعهد للرئيس الأمريكي أوباما بعدم توجيه ضربة لايران حتى الخريف المقبل، العناوين التي تحتل مساحة واسعة في الاعلام الاسرائيلي وتشغل الرأي العام وتزيح انظاره عن همومه الاقتصادية.
اعتقد أن نتنياهو سيجد نفسه مضطرا في النهاية لخفض أسعار الوقود والكهرباء والا فإن الصيف القادم سيكون اكثر سخونة من الصيف الفائت على مستوى الاحتجاج الشعبي.

السلام الاقتصادي للمواطنين
وبالامكان أن نتناقش حول حيوية هذه الاحتجاجات وتأثيرها وقدرتها على التغيير وتحقيق أهدافها ومشاركة العرب فيها، هذا اذا لم يتم "دفن مطالبها" بتشكيل لجنة فحص وتحقيق تخرج بتوصيات، ومن ثم يتم تمييعها وتفريغها من مضمونها حتى القضاء عليها. لذلك أقول، على الأقل إذا لم يقتنع نتنياهو حتى الآن بضرورة تحقيق السلام مع الفلسطينيين بمبدأ دولتين لشعبين، فليقتنع على الأقل بضرورة تحقيق السلام الاقتصادي للمواطنين.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة