كوفي عنان: سوريا لم تلتزم كليا بخطته للسلام في سوريا

لجان التنسيق المحلية: 37 سوريا قتلوا الخميس بعد ساعات على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ

برهان غليون: ندعو الشعب إلى التظاهر للتعبير عن نفسه والحق بالتظاهر السلمي نقطة أساسية من نقاط خطة عنان

البيت الأبيض: أوباما وميركل إتفقا في الرأي على أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لا تتقيد باتفاق السلام الذي تفاوض عليه عنان

وزارة الداخلية تدعو المواطنين الذين اضطروا رغما عن إرادتهم إلى مغادرة بيوتهم سواء داخل القطر أو إلى دول مجاورة إلى العودة إليها وعدم الالتفات للدعايات والأخبار المضللة

قالت لجان التنسيق المحلية إن 37 سوريا قتلوا الخميس بعد ساعات على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ما دفع المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لإبلاغ مجلس الأمن أن سوريا لم تلتزم كليا بخطته للسلام في سوريا. ونقلت رويترز عن دبلوماسيين في مجلس الأمن أن عنان أبلغ المجلس أن سوريا لم تلتزم بالكامل بشروط خطته للسلام وحث المجلس على مطالبة دمشق بسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من المناطق السكنية. وبالمقابل قالت وسائل إعلام سورية رسمية إن "مجموعة إرهبية مسلحة" تصعد عملياتها "الإجرامية" الخميس، في محاولة لـ"ضرب استقرار سوريا ونسف خطة عنان".

وأضافت أن ضابطا بالجيش السوري قتل وأصيب 24 آخرون في انفجار قنبلة بحلب. وأورد التلفزيون السوري أن وزارة الداخلية تدعو المواطنين الذين "اضطروا رغما عن إرادتهم إلى مغادرة بيوتهم، سواء داخل القطر أو إلى دول مجاورة، إلى العودة إليها وعدم الالتفات للدعايات والأخبار المضللة." كما دعت "المسلحين الذين لم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين إلى تسليم السلاح، ووعدتهم بإطلاق سراحهم فورا."

حماية الشعب
ودعا رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الخميس السوريين إلى التظاهر بعد وقف إطلاق النار في سوريا، مطالبا الدول الداعمة لخطة المبعوث الدولي العربي كوفي عنان بتأمين وسائل حماية الشعب خلال هذه التظاهرات. وقال في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس": "ندعو الشعب إلى التظاهر للتعبير عن نفسه، والحق بالتظاهر السلمي نقطة أساسية من نقاط خطة عنان". وساد الهدوء في سوريا بعد ساعة على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة السادسة صباح الخميس بالتوقيت المحلي، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتم تنفيذ هذا القرار بموجب المهلة التي حددتها خطة عنان لوضع حد لأعمال العنف المستمرة في البلاد منذ أكثر من عام.

تشديد العقوبات
وكانت الدول الكبرى استبقت ذلك بتكثيف الضغوط الشفهية على النظام السوري، إذ أعلنت أميركا وألمانيا أنهما يؤيدان "عملا حازما" في مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية، فيما أكدت بريطانيا أنها ستطالب بتشديد العقوبات على دمشق إذا لم تلتزم بوقف العمليات العسكرية. من جانبها، أكدت فرنسا على لسان وزير خارجيتها آلان جوبيه، أنها تريد أن يرسل مجلس الأمن الدولي مراقبين دوليين للتحقق من تطبيق وقف إطلاق النار. وفي اتصال هاتفي، اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، على الحاجة لقيام مجلس الأمن الدولي بعمل "حازم" بشأن سوريا. وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما وميركل إتفقا في الرأي على أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لا تتقيد باتفاق السلام الذي تفاوض عليه عنان.

وقف العمليات العسكرية
وكان عنان أعلن أنه تسلم تعهدا مكتوبا من النظام السوري بوقف العمليات العسكرية ابتداء من الخميس، فيما قالت وزارة الدفاع السورية إنها ستبقى متأهبة للرد على أي "اعتداء" من قبل ما وصفتها بالمجموعات الإرهابية المسلحة. وذكر البيت الأبيض أن "الرئيس والمستشارة أعربا عن قلقهما لأن حكومة الأسد لم تلتزم ببنود الاتفاق، الذي تفاوض عليه كوفي عنان، وتواصل الأعمال الوحشية غير المقبولة إزاء شعبها". وعلى هامش قمة وزراء خارجية مجموعة الثماني في واشنطن، أعلن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أن بريطانيا ستكثف دعمها للمعارضة السورية وتطالب بتشديد العقوبات على دمشق إذا لم تلتزم القوات الحكومية بوقف إطلاق النار. وشدد هيغ على ضرورة "تكثيف الضغوط التي نمارسها على النظام في حال فشل كوفي عنان". أما في حال التزام دمشق بوقف اطلاق النار، فقال هيغ إنه ينبغي القيام "بعمل عاجل جدا"، ويتضمن اتخاذ تدابير لضمان عدم تجدد أعمال العنف.

أسلحة ثقيلة
بدوره، قال جوبيه للصحافيين بعد اجتماع مجموعة الثماني إن "فرنسا ترغب، إذا كان كوفي عنان يرى أنه قادر على مواصلة مهمته، أن يتبنى مجلس الأمن الدولي في أسرع وقت قرارا يتيح ارسال بعثة قوية من المراقبين للتحقق ميدانيا من حقيقة الالتزامات التي قطعها الطرفان". كما شددت أنقرة من نبرتها حيال نظام السوري، بعد تصاعد التوتر على الحدود التركية السورية، ولمحت إلى إمكانية إنشاء منطقة عازلة لاحتواء اللاجئين على الأراضي السورية. وقال متحدث باسم الخارجية التركية في أنقرة إن النظام السوري لم يسحب قواته كما وعد من المدن كما أنه ما زال يستخدم أسلحة ثقيلة.

مقتل أطفال
وأضاف أن العنف كان يجب أن يتوقف بحلول الثلاثاء، "ولما لم يحدث ذلك فنحن ننتظر وبشكل ملح أن يصدر مجلس الأمن قراراً يتضمن الإجراءات اللازمة لحماية الشعب السوري". يشار إلى أن القوات السورية النظامية واصلت، الأربعاء، قصف الأحياء القديمة في مدينة حمص، فيما وصلت تعزيزات عسكرية إلى درعا التي تشهد مناطق منها حملات مداهمات واعتقالات، حسب ما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وطبقا للجان التنسيق المحلية فإن عدد القتلى ارتفع إلى 100 شخص الأربعاء، بعد اكتشاف أهالي دير بعلبة في حمص مقبرة جماعية ضمت 38 شخصا بينهم أطفال.