خال الطفل رؤوف شلبي:
عاملونا معاملة السائح الاجنبي ولا اعلم ربما يعامل السائح الاجنبي باحترام اكثر مما عاملونا

صحيح أن خبر وفاة ابن شقيقتي كان قاسيا ومريرا لكنه قضاء وقدر من الخالق عز وجل اما ان يعاملك عربي مسلم من ملتك بهذه المعاملة المخزية المجحفة فهو لوالله امر معيب واقسى علينا من خبر الوفاة

والدة الطفل ناهدة شهاب:
سمعت صراخا فنزلت مسرعة لتقصي الأمر فوجدت محمد ملقى على الارض وسائحة بريطانية تحاول تقديم الاسعافات له ريثما يصل الطبيب المختص
 
كان محمد لا يزال يتنفس حاولت السائحة جاهدة المحافظة على نبض محمد ونفسه وبالفعل بعد مضي دقائق وصل طبيب الفندق ومعه عبوة ضخ الاوكسجين محاولا ضخ الاوكسجين في جسد ابني لكن سرعان ما اتضح أن العبوة فارغة
 

في حادث مؤسف للغاية وفي احداث دراميه، فقدت عائلة سمير شهاب من قرية عرب الشبلي الاسبوع الماضي طفلها الذي لم يتجاوز الثماني سنوات من عمره حينما لقي الفتى مصرعه في حادث غرق في احد فنادق منتجع شرم الشيخ حيث كان الطفل قد سافر برفقة والدته واشقائه وبعض الاقرباء في رحلة استجمام سياحية الى شبه جزيرة سيناء المصرية، لكن الرحلة انتهت بماساة غرق الطفل بعد وصوله الفندق بدقائق قليلة فقط.
مراسلنا قام بزيارة منزل العائلة محاوراً اياهم، في محاولة لتقصي حقيقة ما حدث حيث تحدث الى خال الطفل المرحوم السيد رؤوف شبلي ووالدة الطفل ناهدة شهاب.

وقالت والدة الطفل ناهدة شهاب لمراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب حول الحادث:" الاسبوع الماضي عبرنا الحدود متجهين الى مصر وبالتحديد الى منتجع شرم الشيخ، الواقع في شبه جزيرة سيناء، حيث وصلنا الفندق الذي اجرينا فيه الحجز، واستلمنا غرفنا، قبل أن يستبدل ابني المرحوم محمد واشقاؤه ملابسهم وطلبوا مني الذهاب الى بركة السباحة، فسمحت لهم خصوصا وان الاقارب كانوا قد سبقوهم الى المسبح، وبعد مضي دقائق قليلة من ذلك سمعت صراخا فنزلت مسرعة لتقصي الامر فوجدت محمد ملقى على الارض وسائحة بريطانية تحاول تقديم الاسعافات له ريثما يصل الطبيب المختص، وكان محمد لا يزال يتنفس حاولت السائحة جاهدة المحافظة على نبض محمد ونفسه وبالفعل بعد مضي دقائق وصل طبيب الفندق ومعه عبوة ضخ الاوكسجين محاولا ضخ الاوكسجين في جسد ابني لكن سرعان ما اتضح ان العبوة فارغة".

الطفل المرحوم محمد سمير شهاب

وتابعت الوالدة ناهدة شهاب، في سرد تفاصيل ما شاهدته عيناها من حقيقة مرة:"انه وبعد اكتشاف أن عبوة الاكسجين فارغة، نظر الينا الطبيب مذهولا وقال لنا البقاء لله عندها صرخت بأعلى صوتي، وبعد اكثر من ساعتين من الانتظار وبعدما نقلت الجثه لمكان ملائم لحفظها وصلت سيارة الاسعاف ونقلت جثة محمد للمستشفى وهناك تم تاكيد واعلان حالة الوفاة". واضافت شهاب لموقع العرب وصحيفة كل العرب:"لقد اضطرننا الانتظار حتى الصباح ريثما تفتح المكاتب الرسمية للبدء بإجراءات نقل الجثمان لكن الغريب عندما اردت تقديم بلاغ حول ما حدث، وما تعرضنا له من سوء خدمة فوجئت بالجهات المسؤولة هناك تقول ان اردت العودة بجثمان ابنك الى بلدك، الزمي الصمت التام واعتبري الحادث انه قضاء وقدر".

إدفع تعبر
أما خال المرحوم فقال لمراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب قائلا: "لقد وصلت حافلتي متأخرة الى الفندق ففوجئت بسماع نبأ وفاة ابن شقيقتي غرقا، وفور حلول الصباح وبالتعاون مع السفارة الاسرائيلية في مصر باشرت في اتمام الاجراءات والتي كلفتني أموالاً طائلة، حيث اضطررت للسفر من شرم الشيخ الى منطقة تبعد مئات الاميال قرب القاهرة، لاستخراج شهادة الوفاة وموافقة لنقل الجثمان الى اسرائيل ومن هناك الى وزارة الصحة ثم الى مصلحة الشؤون عودة الى مسؤولي الفندق والى المستشفى لاستكمال الاوراق، وبقيت اكثر من يوم ونصف اليوم اتجول بين اكثر من عشر مؤسسات والتجول في اروقة مكاتبها وانفقت ما لايعد ولا يحصى من الرشاوي لتمرير الموافقات على المعاملة حيث كان الابتزاز هناك علنيا وواضحا بالقول "ادفع تعبر"، وكأننا لسنا من ابناء جلدة ودين واحد ونتحدث لغة واحدة".

خبر قاسي ومرير
واضاف الخال رؤوف شلبي:"عاملونا معاملة السائح الاجنبي، ولا اعلم ربما يعامل السائح الاجنبي باحترام اكثر مما عاملونا، وبعد انهاء جميع الاجراءات، اتصلت بالقنصل في السفارة الاسرائيلية وابلغني ان جميع الاجراءات في الجانب الاسرائيلي منتهيه، وان سيارة الاسعاف والطواقم الطبية بانتظار وصولكم الى هناك، فتوجهنا للمعبر، ومعنا الجثمان ففوجئنا بادارة المعبر المصري، تمنعنا من العبور بحجة نقص في بعض الاوراق واتضح لاحقا انهم يبحثون عن اقتضاء مبلغ من المال فاضطررت للدفع واستكملنا طريقنا للبلاد وصباح الاحد كنا بالقرية وتم تشييع الجثمان الى مثواه الاخير". وتابع شلبي:"صحيح أن خبر وفاة ابن شقيقتي كان قاسيا ومريرا لكنه قضاء وقدر من الخالق عز وجل اما ان يعاملك عربي مسلم من ملتك بهذه المعاملة المخزية المجحفة فهو لوالله امر معيب واقسى علينا من خبر الوفاة". وانهى حديثه بالقول:"نصيحة لجميع ابناء شعبنا في الوسط العربي ان اردتم الاستجمام وقصاء الاوقات الممتعة اعملوا بنصيحتين، ابتعدوا عن اصطحاب الاطفال معكم وتحاشوا السفر الى الدول العربية فهي تخلو من جميع اجراءات السلامة والامانة وما تزال تعيش في القرون الوسطى ولا تتفاجئوا ان عرفتم ان من نقلنا الى النقطة والذي كان يفترض انه سيارة اسعاف كان اشبه بعربة خضار تخلو من أية معدات". 

ناهدة شهاب والدة المرحوم يواسيها شقيقها

عبد الرؤوف شبلي خال المرحوم

سمير شهاب والد المرحوم