صحيفة هآرتس:

التلميح بإمكانية تدخل إسرائيلي في سيناء يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوتر بين البدو والحكومة المصرية كما أنه يضع مصير اتفاقية كامب ديفيد في خطر

ذكرت صحيفة هارتس الاسرائيلية، اليوم الاثنين، أن إسرائيل سلمت لمصر رسالة تهديد حذرت فيها من أنها ستتحرك ضد المسلحين في سيناء ما لم تتول الحكومة المصرية المسئولية وتقوم بتأمين الحدود المشتركة، حسبما قال مسئولون مصريون.
ورأت هارتس أن التلميح بإمكانية تدخل إسرائيلي في سيناء يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوتر بين البدو والحكومة المصرية كما أنه يضع مصير اتفاقية كامب ديفيد في خطر.

 اتخاذ إجراءات في سيناء
وأوضحت الصحيفة أن الرسالة المذكورة تم إرسالها بعد أيام من مزاعم إسرائيل بسقوط صاروخين من طراز جراد على مدينة إيلات قادمين من سيناء، وبعد ما يزيد عن شهر من مهاجمة خط نقل الغاز إلى إسرائيل والأردن للمرة الثانية عشر.
ووفقا لما أوضحه المسئولون المصريون، فإن سقوط صاروخ جراد على إيلات والنفي المصري لذلك قد أدى إلى خلق توترات جديدة بين مصر وإسرائيل مع إرسال اسرائيل لرسالة تهديد للمجلس العسكري في مصر بشأن مسئوليته عن الأحداث التي تحدث في سيناء. وتقول المصادر إن الرسالة التحذيرية تضمنت تلميحات بأن إسرائيل قد تضطر إلى اتخاذ إجراءات في سيناء إذا استمرت الهجمات ضد الأهداف الإسرائيلية من شبه الجزيرة.

التصرف من جانب واحد في سيناء
ولفتت هارتس إلى أن هذه الرسالة والمسألة برمتها قد أثارت ردود فعل سلبية من جانب وسائل الإعلام، وأبرزت مقال الكاتب الصحفي خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع الذي حذر فيه من استخدام إسرائيل مبررات زائفة بهجمات من سيناء لمحاولة خلق شقاق في الرأى العام المصري. ونقلت الصحيفة مقتطفات من مقال صلاح يوم الجمعة الماضية الذي قال فيه أن إسرائيل لو استمرت في تحميل المصريين المسئولية فإنها ستكتشف قريبا أن كل المصريين موحدون ضدها.
وتتابع الصحيفة أنه على الرغم من رد الفعل العام العنيف، إلا أن المجلس العسكري في مصر يدرك عدم نجاحه في سيناء خاصة مع هجوم المسلحين البدو على قسمين شرطة في العريش والشيخ زويد وعدم السماح للقوات المصرية بمراقبة التجارة التي تحدث عبر الأنفاق بين سيناء وغزة.
وحذرت هآرتس من أن السيناريو الذى تقوم فيه إسرائيل بالتصرف من جانب واحد في سيناء ربما يحول التعاون بين البدو والمنظمات الإرهابية والتوتر بين البدو الوحكومة المصرية إلى تهديد إستراتيجي قادر على تدمير اتفاقية السلام، وهو الأمر الذي يثير قلق كل الأطراف.