الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 19:02

تفاءلوا بالخير تجدوه / بقلم: الشيخ محمد نضال محاميد

كل العرب
نُشر: 09/04/12 08:23,  حُتلن: 10:55

الشيخ محمد نضال محاميد:

فيا أيها الإنسان تفاءل بالخير ولا تجعل للشؤم في حياتك مقعداً قًم وأنهض من فراش السبات والفشل لتقطف ثمار النجاح

ما لا ريّب فيه أن تعصف الأزمات والمصائب بحياة الإنسان وتتناثر على دربه العثرات والعوائق على مستواه الشخصي المستقل أو المستوى العام الذي تشاطره فيه أمته

إن سفينة الحياة الدنيا التي يمتطي ظهرها كل إنسان قد بلغ الحُلم تُبحر وفق ما قدر الله وقضى ولا تنحرف عن المسار المكتوب باللوح المحفوظ أبداً، فتارة تجدها قد رست آمنة وسط بحر هادئ ساده السكون، وتارة أخرى تراها تترنح تكاد تنقلب هالكة من عظمة الأمواج المتلاطمة، حالها يجعل الحليم حيرانا فمذاقها حلوٌ كالشهد ومرٌ كالعلقم يعجز اللسان عن نعته وتحليل حاله، فتجد روادها يضحكون فرحا ويبكون حزنا يؤقلمون أنفسهم وفق الظروف المختلفة ويتشحون بألوانها الشتى، فمن لقى خيراً ابتسم له وعض عليه بالنواجد ومن لقى شراً عبس وتولى عنه مهرولاً، فالدنيا كالطيف واحدة ولو تعددت ألوانها واختلفت أحوالها عشها كما قدرها الله لك وأعلم أن في ذلك خير لك.

عصف الأزمات
فما لا ريّب فيه أن تعصف الأزمات والمصائب بحياة الإنسان وتتناثر على دربه العثرات والعوائق على مستواه الشخصي المستقل أو المستوى العام الذي تشاطره فيه أمته، وتأخذ أعمدة الدخان الأسود المتصاعدة تباعاً من أوعية البلاء تُلوّن ما ترى عيناه حتى تحجب النور وتتشح دنياه بالسواد، وعند حلول الظلام ينقسم الناس لفئتين الأولى هي المحبطة التي اتخذت من سواد الليل مسكنا ودثاراً وسرى القنوط بشرايينها حتى تخدرت بسُم اليأس وأنكبت على وجهها تندب حظها وتشكوا حالها الذي حال الشؤم بينها وبين انفراج أوضاعها، وأما الفئة الأخرى هي المتفائلة التي تنظر إلى المصيبة برؤية صافية لا يغشاها غبار وعقلت أنها ابتلاء من ربها مالك الأقدار وأنها سحابة صيف وستنقشع إن شاء باعثها، فتنير سراج الأمل في قلب الظلام الذي لو أجتمع سواده لا يحجب نورها فتسير على هدى النور حتى تجد مخرج من ما ألم بها على عكس الفئة الأولى التي أخذت تلعن الظلام دون أن تعمل للخلاص منه.

قُم وانهض من فراش السبات والفشل
فيا أيها الإنسان تفاءل بالخير ولا تجعل للشؤم في حياتك مقعدا، قًم وأنهض من فراش السبات والفشل لتقطف ثمار النجاح، وأعلم أن من أراد أن يتذوق لذة عسل الخلية فلا بد من أن يتجرع مرارة قرص نحلاتها، وأن ظلام الليل يتلوه نور الصباح، وكم من ضعيف أحدب ظهره كانت بالأمس أودية الجبل ملاذه بات اليوم منصوب القامة قويّ يتخذ من قمم الجبال مسكنا، وتذكر قول الله تبارك وتعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}[سورة الشرح الآية: 5,6] فإذا مررت بمرحلة شقاء لا تحزن فأعمل بمرضاة الله مجتهدا لنيّل السعادة وإن لم توفق للحصول عليها في الدنيا فلا تنسى أنها فانية وأنك ستنال مقصدك إن عملت مخلصا لله وستحظى بالسعادة بالدار الآخرة حيث البقاء والأبدية، فلا تيأس ولا تقنط وتفاءل بالخير وبإذن الله ستدركه.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة